|
الجزيرة - عبدالرحمن السريع
استزلهم الشيطان، وبعد أن أفسدت المخدرات عقولهم وأعمت بصائرهم فتصورا الباطل حقاً، وبسبب خلافهم السابق مع المجني عليه قاموا بالتخطيط للقضاء عليه فقاموا بتنفيذ جريمتهم وقتلوه وبدم بارد بدافع الانتقام.
وكان مركز شرطة البطحاء قد تلقى بلاغاً من أحد الوافدين العرب 22 سنة عن مشاهدته لشخص متوفى داخل سيارة داتسون مصندقة؛ جهة التحقيق قامت بالانتقال الفوري رفق الخبراء المختصين فوجدت جثة لرجل في العقد الرابع من العمر ممدة على مقعد السيارة وتظهر فيها إصابات بالرأس والعينين مما يشير إلى أن الحادث جنائي.
إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض وجدت نفسها أمام لغز محير، الجثة مجهولة الهوية ولا يوجد في الموقع ما يشير لصاحبها، والسيارة مسروقة من وافد آسيوي في العقد الخامس من العمر ويوجد بلاغ عن سرقتها، لكن هذا لم يكن ليثني من عزيمة رجال التحريات فقاموا باتخاذ جملة من الإجراءات البحثية وعمليات التحري شملت كامل المنطقة التي وقعت فيها الحادثة، وقد توصلت إلى كشف هوية المجني عليه التي كانت بمثابة المفتاح والخيط للوصول إلى هوية القتلة التي دل أسلوب ارتكاب الجريمة على أنهم أكثر من شخص، فاستمرت التحريات وتحليل علاقات المجني عليه، ودراسة سيرته الذاتية السابقة بكافة تفاصيلها الدقيقة، وقد أسفرت تلك الجهود عن تركز الاشتباه في مجموعة من الأشخاص تم التوصل لهم بعد جهود جبارة ومضنية ورصد تحركاتهم ومتابعتهم متابعة دقيقة.ورغم حرص الجناة في هذه الحادثة وتخطيطهم المتقن وتوزيع الأدوار فيما بينهم واقتيادهم لضحيتهم بالقوة وعلى سيارة مسروقة وتركه بدون هوية وفي مكان بعيد عن مقر سكنهم جميعاً إلا أن ذلك لم يثن عزم رجال التحريات والبحث الجنائي فقد أسفرت الجهود عن الوصول إلى الجناة والقبض عليهم الواحد تلو الآخر وعددهم ثمانية أشخاص ثلاثة منهم وافدون (يمنيان ونيجيري) وخمسة مواطنون، وقد أكد الثمانية قيامهم بجريمتهم بتخطيط واتفاق مسبق، واستطاعوا الدلالة على موقع الجثة والمكان الذي أقدموا على سرقة السيارة منه وتحديد دور كل منهم في القضية. جرى إيقافهم وسلمت أوراق القضية لفرع هيئة التحقيق والادعاء العام بمنطقة الرياض لاستكمال الإجراءات اللازمة.