القاهرة - مكتب الجزيرة- طه محمد:
فجر مؤرخ مصري مفاجأة تاريخية مستبعدًا خلالها أن يكون سليمان الحلبي قد قتل القائد الفرنسي كليبر عام 1800 إبان الحملة الفرنسية على مصر.
ونفى أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر بكلية التربية بجامعة قناة السويس د. عماد هلال بالأدلة أن يكون الحلبي هو من قام بذلك، كما تذكر المراجع التاريخية.
وعرض خلال ندوة نظمها له بيت السناري الأثري بالقاهرة ما ذكرته المصادر الفرنسية بخصوص حادثة مقتل كليبر ومحاكمة سليمان الحلبي، «نظراً لأنه لا توجد مصادر عربية يعتد بها، حتى إن الجبرتي لم يشهد تلك الواقعة».
وعدد هلال الأدلة التي تثبت براءة سليمان الحلبي من قتل كليبر، قائلاً: إن الفرنسيين لم يكن من عادتهم إجراء محاكمات مشابهة في جرائم القتل؛ حيث لم تكن العدالة شعارهم ولا هدفهم طوال سنوات بقائهم في مصر، متسائلاً عن سبب عدم تشكيل محاكمة للنظر في تهمة محمد كريم قبل إعدامه، وعدم وجود محاضر للتحقيق، لأنه لو كانت متوافرة لتم نشرها كما حدث في قضية سليمان.
وطالب هلال بالاحتفال رسميًا بذكرى وفاة سليمان الحلبي يوم 17 يونيو من كل عام، واصفًا إياه بأنه شهيد العدالة الفرنسية المزعومة. كما طالب بإعادة جمجمته المحفوظة في متحف التاريخ الطبيعي بباريس لتدفن في مصر ويقام فوقها نصب تذكاري لشهداء الحملة الفرنسية الذين يقدر عددهم بنحو 60 ألف شهيد، بحيث يتم إنشاؤه في نفس الموقع الذي أعدم فيه، وهو تل العقارب بالناصرية.
وأشار إلى رواية أوردها الجبرتي تدلل على أن تلك الفترة شهدت إعدام مصريين دون محاكمات. موضحا أن الفرنسيين لم يكونوا صادقين في منشوراتهم آنذاك، «فكل منشوراتهم التي وزعوها على المصريين ووضعوها على الجدران كاذبة وتحتوي على كثير من الخدع».
ونبه إلى أنه في العصر العثماني كان من سلطة القاضي الشرعي في القاهرة الحكم في القضايا الجنائية، ولم يتعرض هذا النظام لتغيير كبير في فترة الحملة الفرنسية، بينما كان القاضي والشهود والمحامي في قضية سليمان الحلبي جميعهم فرنسيين.
وأكد أن العثمانيين لم يحرضوا على قتل كليبر كما أدعى الفرنسيون، مدللا على ذلك بالإشارة إلى حقائق ، منها أن الحلبي لم يكن جنديا في الجيش العثماني، ولم تكن لديه خبرة قتالية، ولم يتلق أي تدريب على أعمال فدائية، ولا يعرف شكل الهدف المطلوب قتله، كما أن العثمانيين كانوا يعتزون بأنفسهم، ويحط من كرامتهم أن يعهدوا بمثل هذه المهمة إلى عربي فلاح!