في فترة الاستعداد تؤكد الأندية، كل الأندية أنها قد ظفرت بالمدرب الذي يحلم به الجميع، وبالنجوم الذين كانوا حلما للجميع، وبالإداري الذي نجحت باستقطابه قبل الجميع، ومع بداية الموسم وتوالي المباريات، واكتشاف بعض الحقائق المرة، يبدأ الجمهور (الغلبان) بلوم الإدارة، ونقد عملها، فتبدأ الأخيرة - من أجل الخروج من هذا المأزق - بالتأكيد على أنها تعرضت للعبة سماسرة، فيغادر المدرب الحلم غير مأسوف عليه، ويطرد النجوم الواحد تلو الآخر، دون أن يجدوا من يودعهم من جيش المستقبلين، وتبدأ الضغوطات بمحاصرة الإداري الذي لم يعرف كيف تعامل مع الواقع، إلى أن يهرب من كرسيه، وليس هناك مشكلة ففي الفترة الشتوية سوف تصحح جميع المشاكل وتعالج كل السلبيات، فتمر هي الأخرى لتكشف أن سلبيات أنديتنا مثل كرة الثلج تزيد وتزيد وتزيد.. وإدارتها لا تملك إلا صرف المزيد من المسكنات لجماهير تريد من فريقها أن يحقق شيئاً ولو بالحلم!!
ضربت الإدارة الهلالية بقوة في صفقاتها هذا الصيف، ووضعت حداً لتردد طال في مسألة اختياراتها للاعبين الأجانب ولمدرب الفريق، وفي الحقيقة أن الإدارة الزرقاء التي ملأت الدنيا وشغلت المنافسين قبل المحبين في صفقاتها وإنجازاتها منذ أن تولت العمل بالنادي، لم تفاجئ أحدا وهي تحول بوصلة اختياراتها من أجل تقوية هجوم الفريق، وهي تقول بذلك أنها تبحث عن المزيد من الإنجازات، كما أنه توجه رسالة واضحة لبعض لاعبي الفريق بأن عليهم إما أن يطوروا من مستوياتهم، أو أن الهلال ليس بحاجة لهم، والحقيقة أن الهجوم الأزرق لم يكن مسايرا لبقية خطوط الفريق في الموسم الماضي - حقق فيه الهلال بطولتين- فقد كان أقلها عطاء، وتناوب لاعبو الوسط على قيادة الفريق وتسجيل أهدافه في كثير من الأحيان، وعندما يجتمع هدافون في الوسط وهدافون في الهجوم، فلا تسأل عن قوة الفريق حينها، وهذا ما خططت له إدارة الهلال التي جمعت في صفقاتها بين المكائن الألمانية والسرعة الكورية بجانب حماسة المغاربة، وفي اعتقادي أن الإدارة قد عملت كل ما عليها، ويبقى التوفيق من الله أولاً، ثم مرهونا بما سيقدمه اللاعبون ومدى تجاوبهم مع المدرب وانسجامهم مع الفريق، فقوة الأسماء وشهرتها لا تكفي إطلاقا في هذا الجانب.. والتجارب والأدلة كثيرة.
بعد أن كانوا يضربون به المثل في الوفاء، وعشق الفريق، قررت إدارة الكرة النصراوية إغلاق تدريبات فريقها الكروي في معسكره بالطائف، وعدم السماح للجماهير بمتابعته، والأسباب المعلنة لهذا القرار المفاجئ هي دخول هذه الجماهير لملعب التدريب لتجاذب أطراف الحديث مع (نجوم العالمي) والتصوير معهم، وفي اعتقادي أن إغلاق التدريبات قرار خاطئ، وقد كان بالإمكان اتخاذ تدابير أخرى لعلاج المشكلة إن وجدت، فإقامة المران بحضور الجماهير أمر يزيد من حماسة اللاعبين ومردودهم الفني، كما أن السماح بحضور الجماهير يعتبر نوعاً من التقدير لها على وقفاتها مع الفريق في الحلوة و (المرة)، خاصة وأن التدريبات لا تتجاوز تمارين لياقية يومياً ليست مما يخشى تسربه للمنافسين!! وهنا أرجو أن تعيد إدارة الكرة النصراوية دراسة القرار، فليس بالإغلاق يكافئ عشاق النصر، ولا غيرهم من مشجعي الأندية الأخرى، خاصة وأن الأندية أجمع لا تكف عن لوم جماهيرها و(الشرهة) عليهم عندما لا يحضرون مباريات الفريق في منافسات الموسم المختلفة، ومن يأخذ لابد أن يعطي... أليس كذلك.
استمعت قبل يومين إلى مدير مركز إعلامي في أحد الأندية السعودية، وهو يسوق مبررات تأخر إدارة ناديه في حسم التعاقد مع مدرب جديد لقيادة الفريق في الموسم المقبل، وكان من ضمن ما ساقه من مبررات ظروف المنطقة، وعدم تفضيل المدربين الأوروبيين العمل بها، إضافة إلى أن هؤلاء المدربين يحاولون استغلال الظروف لرفع عوائدهم المالية- حسب قوله- كنت أتمنى من المذيع أن يسأل هذا المدير: (طيب... لماذا أتمت الأندية الأخرى في الخليج تعاقداتها مع اللاعبين والمدربين الأجانب... ولماذا لن تقف الظروف إلا ضد ناديه).. أم أن المسألة لا تتجاوز الهروب من الاعتراف بفشل إدارة ناديه في إنجاز أمورها؟.. ورميه على الظروف فقط!!.. السؤال الأخير: هل ظن أن أحداً سيصدق مبرراته؟
أعتقد أن من أهم ما يجب أن تفعله القناة الرياضية بعد حصولها على حقوق نقل الدوري هو البحث عن معلقين مميزين لمباريات الدوري، بدلاً من بعض المعلقين الذين يرفعون المجرور، ويكسرون المنصوب، وينصبون الحرف الساكن، ويقدمون معلومات مغلوطة، ويعجزون عن الوصول المقنع - على الأقل - لتحليل فني أو قانوني لبعض المناسبات التي تتطلب ذلك في بعض المباريات.
لقد أصبح المعلق وسيلة جذب، ونلاحظ مثلاً أن كثيراً من المشاهدين يذهبون لقنوات بعينها لمتابعة حدث رياضي من أجل معلق بعينه، وهو ما يجب أن تتنبه له قناتنا العزيزة ضمن خطواتها الرامية إلى تحقيق أفضل مستوى في نقل الدوري الذي يتابعه الملايين في الداخل والخارج.
كما أن المعلق وسيلة جذب كما أسلفت.. فإنه وسيلة طرد أيضاً!!
مراحل.. مراحل
نجومية اللاعب في المعسكر وشعبيته من بين زملائه كما تقول التقارير الإخبارية، وإحاطة الجماهير به إحاطة السوار بالمعصم، وحرصها على تبادل الأحاديث والتصوير معه، ستجعل إدارة ناديه تفكر ألف مرة قبل أن تقرر الاستغناء عن خدماته ومنحه فرصة الرحيل، وفق ما لاح في الأفق في فترة سابقة.
ناصر الشمراني هداف خطير مثير يسجل من أرباع الفرص.. فهل يتعلم الاستعراضيون منه؟
المدرب خسر النهائي.. لكن فوزه على الفريق الكبيركان (مهر) تجديد عقده، ومفتاح الرضا التام عنه.
صورته الأخيرة، أكدت أن اختياره للمنصب كان خاطئاًلا يمكن تجاوزه إلا بإلغائه.
sa656as@gmail.com