«واحد من الناس» شاب له طموح كبير وحلم «كبقية أقرانه» من الشباب، جاهد من أجل إكمال دراسته، لم تكن كل الطرق أمامه مفروشة بالورود، توفي والده، لكنه حلم «بالابتعاث للخارج» فتحقق حلمه في مدينة «بوردو» الفرنسية في الجنوب الغربي تحديداً، يجتهد اليوم لإكمال مشروعه وحلمه ليعود من جديد، ويساهم في بناء وطنه، هناك من يراه شراً مستطيراً، لا «لشيء» سوى لأنه «مبتعث «!!
وكأن الابتعاث بات «تهمة» جديدة ومقيتة يجب الحذر منها!!.
«آخر من الناس» أطلق هذه «التهمة» التي تقول: إن «80 في المئة» ´من «المبتعثين « في بريطانيا تحديداً يشربون الخمور ويذهبون للبارات بطلب من أساتذتهم!!
يعني الابتعاث بحسب «الآخر من الناس» يساوي فساد أخلاق، مجونا, انحلالا، انحطاطا ... إلخ لأن من شرب الخمر فقد عقله وقد يقتل و يزني ويرتكب كل المحظورات!!
كل هذا يقال في وقت باع فيه صاحبنا «الشاب المبتعث» أرضا يملكها في «السعودية» ليس من أجل معاقرة كؤوس الخمر والتسكع في البارات «كواحد من الناس» حسب اعتقاد من قال ذلك من الناس !!
بل باع «أرضه في السعودية « من أجل الحفاظ على بقعة «أرض في فرنسا» يضع عليها جبهته ساجداً «لرب الناس» مع مسلمين آخرين، بعد محاولة بيعها ليشتريها وتبقى مسجداً يحمل اسم «أعز الناس».. !! رافضاً الإفصاح عن اسمه الحقيقي ليُعرف لاحقاً «كواحد من الناس المبتعثين الخيرين».
لاشك أن هناك أخطاء قد تصدر من بعضهم ولكنها طبيعية ومحدودة إذا ما نظرنا للأعداد الكبيرة من المبتعثين والمبتعثات الذين يتطلع الوطن لعودتهم للمشاركة في تنميته بعد تعلمهم وتأهيلهم إلا أن ذلـك لا يعنـــي بالضرورة التشكيك بنتائــج برنامـج الابتعاث للخارج والترويج للممارسات الخاطئة التي قد يرتكبها «بعض المبتعثين».
فلازالت الصور الرائعة «لمبتعثينا» تصل تباعاً من كافة البلدان لتبديد كل هذه المخاوف والشكوك ولن تتأثر بـ «كلمتين ونص» قيلت على الهواء مباشرة!!
وهنا أجد أن من اتهم «80 في المئة» من مبتعثي بريطانيا «علناً»بشرب الخمور والذهاب للبارات ملزم بالاعتذار لهم ولأسرهم ولمجتمعهم ولمسئولي الابتعاث والمشرفين عليه و»كل الناس» علناً أيضا أو تقديم دليل وإثبات على قوله ليتخذ بحقهم العقاب الرادع !!
فالاتهام خطير و»غير مقبول»وإن كان يستند «برأي مطلقه» إلى مقولة طلاب آخرين أو رؤساء أندية طلابية والهدف من إثارته «محبة وخوفاً على أبنائنا وليتنبه المجتمع له».
فهل المحبة تكون بمثل هذا القول ؟! أم بمعالجة الأمر ومناقشته بهدوء ودون إثارة مع المسئولين عن الابتعاث وعن هؤلاء الطلاب تحديداً.
فالابتعاث ليس شرا مستطيرا كله كي نطلق التهم عليه جزافا، وكان الله في عون «واحد من الناس» ورفاقه المحافظين على دينهم وأخلاقهم، ومن يحرصون على تمثيل وطنهم كما يجب مما يقوله ويردده عنهم «بعض الناس».
وعلى دروب الخير نلتقي .
fahd.jleid@mbc.net