هل عُدتَ يا عيدُ ؟ لم تُـنبئ ولم تَعِدِ
أجئتَ تسـأل عن روحي فلم تَجِدِ
عن مهجةٍ لَفَحتْـها ألفُ عاديةٍ
لقد تعـوّدتِ الآلام .. فلْـتزدِ
زار الجنون فؤادي فاستباح حمى
روحي ولم يُـبقِ لي ومضاً من الرَّشَـدِ
الحزن يسهـر في عيني فأنْهـرُهُ
بأدمعي ، وأمنِّـيهِ بيـوم غـدِ
واليوم تسأل عني ؟! تلك أمنيةٌ
ضنَّ الزمـان بها حيـناً فلم يَجُـدِ
يستعـمرُ الوجع المشبوب أَوْردتي
ويبتـني في الحشا قصراً من الكمدِ
يُـزيّـنُ الروح بالأوهام ، طاب لها
أن تزدهي ، أنْ تواري حرقة الكبدِ
واليوم تسألُ عني ؟! لا تسلْ فأنا
في محبِسِ الوهمِ يقتات الونى جسدي
ها إنني لم أنمْ ؟ لا زلتُ أرقب ما
وعدتني من هناءاتٍ ومن رغدِ
قصائدي في دمي نشوى غصَصْنَ بها
محابري ؛ هذه بنتي ، وذا ولدي
فجُـدْ بحرفٍ رشيقٍ تستريح له
دفاتري حينما أرخي لهن يدي
أوْ لا .. فدعني ، أوافي ما لقيتُ كما
رغبتُ ، أحمل أفراحي بكفِّ غدي
موسى الأمير