|
دمشق- بروكسل
اندلعت اشتباكات عنيفة بين موالين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضين له، مما أدى إلى سقوط أكثر من 30 قتيلاً خلال اليومين الماضيين في مدينة حمص (وسط), حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الاثنين. وحذر رئيس المرصد رامي عبدالرحمن من محاولة لإشعال «حرب أهلية». وقال المرصد في بيان إن «أكثر من 30 شهيداً مدنياً قتلوا في مدينة حمص (...) إثر اقتتال مدني بين موالين ومعارضين للنظام اندلع في المدينة يوم السبت». وأضاف المرصد أن «هذا الاقتتال في مدينة حمص هو تحول خطير يمس بسلمية الثورة ويخدم أعداءها والمتربصين بها والذين يسعون لتحويل مسارها نحو حرب أهلية». وأوضح رئيس المرصد رامي عبدالرحمن أن الاقتتال اندلع السبت على شكل تضارب واشتباكات بالعصي بين الطرفين على خلفية مقتل ثلاثة شبان مؤيدين للنظام، ثم ما لبث أن تطور إلى اشتباكات مسلحة، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من القتلى سقط برصاص قناصة. وأضاف أن الاشتباكات اندلعت في شارع الحضارة القريب من وسط المدينة ثم توسعت رقعتها لتشمل أحياء أخرى، محملا مسؤولية ما يحصل إلى السلطات السورية لأن «من واجبها حماية أمن الوطن والمواطن وليس التفرج على ما يجري لأنها بتفرجها إنما تشجع ما يحصل من اقتتال أهلي».
من جهته قال شاهد عيان مساء الأحد إن الاشتباكات اتخذت منحى طائفياً بين علويين وسنة وجرت بشكل رئيسي ليل السبت - الأحد. إلى ذلك تجمع مئات الآلاف من الشباب السوريين الأحد في العاصمة السورية للتعبير عن تأييدهم للنظام السوري، خلال ما سمي «مهرجان قسم الوفاء للوطن» الذي نظمته مجموعة «بصمة شباب سورية» في ساحة الأمويين بدمشق. وعلى الصعيد السياسي دعا عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين أمس الاثنين إلى تغيير النظام في سوريا مع استمرار القمع، بينما طالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ باستقالة الرئيس بشار الأسد إذا لم يجر إصلاحات في بلاده. وأعلن هيغ على هامش اجتماع بروكسل مع نظرائه الأوروبيين أن «القرار يعود إلى الشعب السوري. لكني أعتقد أنه يجدر بالرئيس الأسد إجراء إصلاحات أو الانسحاب من السلطة». وأضاف «سيأتي بالتأكيد وقت يجب فيه إقرار عقوبات جديدة»، مذكراً بأن الاتحاد الأوروبي سبق أن أقر سلسلة عقوبات ضد النظام السوري. واعتبر وزير الخارجية السويدي كارل بيلت من جهته أنها «ليست مسألة أشخاص. إنها مسألة نظام. على النظام أن يفسح في المجال أمام نظام جديد. هذا أمر واضح للغاية». وأضاف أن «النظام وصل إلى نهايته. لقد فقد مصداقيته وشرعيته»، مبدياً «تأثره بوحدة المعارضة وطابع اللاعنف الذي تتحلى به. إنه عامل مشجع». وبحسب وليام هيغ، فإنه «ينبغي العمل بشكل وثيق مع تركيا» على الملف السوري. وقال: «نحن بحاجة إلى سياسة تعاون خارجية حقيقية بين دول الاتحاد الأوروبي وتركيا التي لها من التأثير على سوريا أكثر من عدد كبير من الدول الغربية». من ناحيته غادر سفير قطر في دمشق زايد الخيارين سوريا مؤخراً وقامت السفارة «بتجميد أعمالها», حسبما ذكر مسؤول في البعثة القطرية في سوريا. وقال هذا المسؤول طالباً عدم كشف هويته إن «الدبلوماسيين غادروا سوريا والأعمال جمدت إلى موعد لم يحدد». ولم يذكر المصدر تاريخ رحيل السفير ولا أسبابه.