في حقبة الثمانينات الهجرية من القرن الماضي قدّم عميد الأندية (الاتحاد) أسماء لامعة ونجوما كبارا صالوا وجالوا في ميادين المنافسة، ومن هذه الأسماء الرنانة التي مازال تاريخ الإتي الرياضي يحتفظ بها.. حارسه العملاق الدولي -سابقا - تركي بافرط الذي كان في زمانه الحارس الوحيد ممن توشحوا بوسام الملك فيصل - رحمه الله - في نهائي كأس الملك لموسم 1387هـ الذي جمع.. فريق الاتحاد مع النصر.. في ملعب الصائغ.. ونجح الحارس الأسطوري آنذاك تركي بافرط في قيادة العميد لإحراز اللقب الذهبي ونال إعجاب الجميع فأطلق عليه الفيصل لقب (خط ماجينو المكهرب) لصموده أمام الهجوم النصراوي الخطير الذي كان يقوده آنذاك ميرزامان وأحمد الدنيني-رحمهما الله -.
بدأ الحارس الكبير مشواره الرياضي بحي الكندرة بجدة وتألق مع فريق الحي وهو يرتع في سن 15 عاماً وأنظم لفريق الثغر (الأهلي حالياً) أواخر السبعينيات الهجرية ومثله على مستوى الشباب، وفي أوائل الثمانيات الهجرية انتقل لفريق الاتحاد بتأثير قوي ومباشر من رئيس النادي آنذاك عبداللطيف النجاوي ليبدأ مشواره مع العميد ضمن كوكبة من النجوم الكبار أمثال عبد الله حجازي وعبدالجليل كيال وسعيد غراب وغازي كيال والرجخان وبقية الأسماء الرنانة التي كانت تعج بهم خارطة العميد في تلك الأيام الخوالي..
نجح (بافرط) في دخول بوابة التاريخ الرياضي بالمملكة.. كأول حارس سعودي ينال إشادة ملكية من (الفيصل) عندما أطلق عليه لقب» خط ماجينو المكهرب «في نهائي كأس الملك عام 1387هـ بعدما ساهم في صنع الإنجاز الذهبي الكبير للاتي..
اختير لتمثيل منتخب المنطقة الغربية في دورة كأس المصيف بالطائف في النصف الثاني من عقد الثمانينيات الهجرية.. إضافة إلى انضمامه لمنتخب المملكة الأول ضمن جيل سلطان بن مناحي ومبارك الناصر وأحمد عيد وناصر الجوهر وسعيد غراب والنور موسى وعمر رجخان ونادر العيد وعبد الله يحيى، كان بالفعل نجم سبق زمانه لامتلاكه مقومات البروز بين الخشبات الثلاث حيث كان يمتاز بقدرات فنيه بارعة وسرعة ردة الفعل الإيجابية فضلاً عن أخلاقه العالية وسلوكه الرياضي الذي أكسبه احترام الجميع.. ومن أبرز إنجازاته مع العميد.. كأس الملك أعوام 1383-1387هـ ولقب الوصيف عام 1384هـ وأخيرا استمر في الملاعب حتى أواخر الثمانيات الهجرية حيث ودع الكرة بسبب إصابته بخلع في الكتف كانت سبباً قوياً في توقف عطاءه وتعليق حذاء نجوميته اللامعة.. ويبقى بافرط من الأسماء الرنانة التي لا يمكن أن تغيب عن الذاكرة الرياضية بالمملكة كواحد من ألمع الحراس العمالقة التي أنجبتهم حقبة الثمانينات الهجرية (فنيا وسلوكيا).