|
صنعاء - وكالات:
ظهر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مساء أمس الخميس للمرة الأولى منذ إصابته قبل اكثر من شهر على التلفزيون اليمني مصاباً بحروق بالغة في الوجه واليدين، ووجه كلمة إلى الشعب دعا فيها إلى الحوار والمشاركة. واعلن صالح انه خضع لثماني عمليات جراحية ناجحة مؤكداً دعمه للجهود السياسية التي يبذلها نائبه في صنعاء وشكره للمملكة العربية السعودية.
وقال صالح: (اسمحوا لي أن أتوجه بالشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وقيادة المملكة على الرعاية الكريمة... استحصلنا على عناية كاملة ورعاية رائعة). وفور ظهوره أطلقت الأعيرة النارية والألعاب النارية بكثافة في صنعاء وباقي المدن الكبرى ابتهاجا بظهور الرئيس الذي أتى بعد اكثر من شهر من الصمت في ظل سيل من التكهنات والمعلومات المتضاربة حول مدى خطورة وضعه الصحي وعودته المفترضة إلى اليمن.
لكن صالح لم يعلن موعداً لعودته إلى صنعاء علماً بأنه غادر بلاده إلى المملكة العربية السعودية في الرابع من حزيران - يونيو غداة إصابته في هجوم استهدفه في مسجد القصر الرئاسي في العاصمة اليمنية.
وقال صالح في الكلمة التي بثها التلفزيون الرسمي اليمني (إن شعبنا اليمني صامد وسيظل صامداً متحدياً كل أنواع التحديات التي تستهدف أمنه واستقراره وتستهدف الحرية والديموقراطية والأمن والاستقرار). واضاف: (لقد فهم البعض الديموقراطية فهماً خاطئاً من خلال ممارسات خاطئة (مثل) قطع الطريق قطع البترول والمازوت والديزل والغاز وإقلاق الحالة الأمنية الذين يطالبون فيها من أجل الشراكة). واضاف (نرحب بالشراكة في إطار الدستور والقانون. نرحب بالشراكة على أسس ديموقراطية دستور الجمهورية اليمنية الذي قام على التعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والرأي الآخر.. لكن هذا هو الرأي والرأي الآخر هو الذي يقومون به من قطع الطرقات لإخافة وإقلاق عامة الناس).
وبدا صالح محروق الوجه تماماً، وكان يرتدي جلباباً ابيض بدت يداه من تحته مضمدة بشكل كامل، كما اعتمر كوفية حمراء لفت على رأسه لإخفاء حروق فروة الرأس. واعتبر صالح في كلمته انه (لا بد من إعادة النظر من قبل كل القوى السياسية وبشكل مسؤول دون تعاطف أو مجاملة). وتساءل (أين الرجال الواعون، الرجال الثاقبون، أين الرجال المؤمنون، أين الرجال الذين يخافون الله، لماذا لا يقفون مع الحوار ومع الوصول إلى حلول مرضية).
واكد (نحن مع المشاركة، مع مشاركة كل القوى السياسية سواء كانت معارضة أو حاكمة لكن على ضوء برنامج يتفق الناس عليه... برنامج يكون قاسماً مشتركا لكل الشعب اليمني، ليس كل واحد يفرض رأيه ولا حاجة ليلوي كل أحد ذراع آخر... هذا مفهوم متخلف وجاهل). واتهم صالح (عناصر الإرهاب) والعناصر (المرتبطة بعناصر الإرهاب) باستهدافه، دون أن يدلي بإيضاحات إضافية. وقال صالح في كلمته المصورة: (أجريت اكثر من ثماني عمليات ناجحة، من الحروق نتيجة الحادث)، مشيراً من جهة أخرى إلى أن عمليات أجريت (لعدد من المسؤولين (منهم) رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشورى ورئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء... ومحافظ صنعاء.. هم في حدود اكثر من 87 شخصاً أصيبوا في هذا الحادث الجلل، منهم من استشهد من الضباط ومنهم من جرح لكن بإيمانهم وصبرهم وحبهم للوطن هم مستعدون لان يقدموا مئات الشهداء لهذا البلد). وقال (تحية لهؤلاء الأبطال الذين صمدوا وواجهوا التحدي بالتحدي وسنواجه التحدي بالتحدي). ووجه صالح (الشكر والتقدير والاعتزاز) إلى المؤسسة العسكرية (التي وفقت إلى جانب الشرعية الدستورية). كما وجه الشكر إلى نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي (على كل جهوده التي يبذلها من أجل رأب الصدع بين كل أطراف العمل السياسي وندعو له بالتوفيق).
ويتولى هادي بموجب الدستور مهام الرئيس في غيابه، إلا أن المعارضة تتهم أبناء وأقرباء صالح الذين يتولون المناصب الرفيعة في المنظومة العسكرية الأمنية بأنهم الحكام الفعليون لليمن. وتطالب المعارضة بأن يتم نقل السلطة مباشرة إلى هادي بموجب المبادرة الخليجية في ظل غياب صالح.