|
جدة - عمر عبدالعزيز
كان موسم الفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي مليء بالمصاعب والمآسي التي خلفت نتائج كارثية على مستوى دوري زين للمحترفين أوصلته إلى المركز الثاني عشر في الترتيب وهو المركز الذي لم يصل له الأهلي طوال تاريخه بالإضافة إلى خروجه من دور الثمانية لمسابقة كأس ولي العهد وحصوله على المركز الثاني في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد ووقعت تلك النتائج على جماهيره كالصدمة ما جعل البعض منهم يصف موسم الأهلي بالأسوأ طوال تاريخه إلا أن الرياح القادمة لشارع التحلية (حيث يقع النادي) في نهاية الموسم أتت كما تشتهيه سفن جماهيره بعد أن قدم لها فريقها كأس خادم الحرمين الشريفين كأجمل هديه لتلك الجماهير التي وقفت مع الفريق طوال الموسم رغم عثراته المستمرة ليؤكد الأهلي أن الكبار يسقطون لا يموتون أبداً..
(كأس الأمير فيصل بن فهد: الأولمبي يقدم الفرصة الذهبية)
قدم الفريق الأولمبي بالنادي الأهلي من خلال هذه المسابقة مستويات مرضية لجماهيره رغم خسارته للقب البطولة أمام الشباب (بطل المسابقة) حيث شهدت البطولة سباقاً محتدمًا بين الأهلي والشباب بالإضافة إلى النصر في محاولة لنيل اللقب والذي كسبه الشباب في النهاية وكان الفريق الأهلاوي قد وقع في المركز الثاني بواقع 48 نقطة كسب خلالها خمس عشرة مباراة وتعادل في ثلاث وخسر ثماني مباريات، وكان قد أشرف على الفريق في بداية البطولة المدرب الفرنسي ريتشارد بوقي قبل أن تتم إقالته ويتم تعيين الهولندي ويلكو فان بيرن ومساعده الوطني مشبب زياد، هذا وأهدى الفريق الأولمبي بتحقيقه للمركز الثاني فرصة المشاركة للفريق الأول في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال بعد أن كان الفريق الأول قريباً من عدم المشاركة حيث كان يتأرجح بين مراكز المؤخرة في الترتيب قبل أن يختتم موسمه بالمركز السادس..
(كأس ولي العهد: خروج بالترجيح)
واجه الفريق في دور 16 للمسابقة فريق هجر (أحد فرق الدرجة الأولى آنذاك) وتمكن من الفوز عليه بركلات الترجيح بعد أن انتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله قبل أن يكسب الأهلي اللقاء بركلات الترجيح بواقع أربعة أهداف لهدفين وأكد هذا اللقاء مدى الخلل الواضح داخل الصفوف الأهلاوية بل وزادت نسبة السخط لدى الجماهير الخضراء خشية من المستقبل القريب، ليواجه الأهلاويون في دور الثمانية الهلال (بطل المسابقة) في مباراة قدم من خلالها لاعبو الأهلي لقاءً رائعاً حيث تمكنوا من اللحاق بالفريق الهلالي بعد أن كان الأهلي خاسراً في الشوط الأول بهدفين دون رد إلا أنه استطاع تعديل النتيجة في ظرف ثلاث دقائق بل وكاد الفريق أن يخطف المباراة لولا سوء الحظ ليصل إلى ركلات الترجيح التي خسرها الأهلي بطريقة غريبة جداً بعد أن كان الأقرب للفوز حيث احتاج لاعبوه ليسجلوا ركلة واحدة فقط من الركلتين الأخيرتين إلا أنهم أهدروها جميعاً وجاء الخروج من هذه البطولة مرضياً للجماهير نوعاً خصوصاً وأنه أتى بعد أن قدم الفريق مستوى كبيرا في اللقاء إلا أنه لم يوفق في ركلات الترجيح..
(دوري زين: إخفاقات لم يشهد لها مثيل)
جاء العنوان العريض لمشوار الأهلي في بطولة الدوري لهذا الموسم هو الإخفاق ولا غيره حيث حطم الأهلاويون كافة الأرقام القياسية لفريقهم (في الإخفاق) مروراً بالمدربين وقصتهم الطويلة مع الفريق وكان الفريق قد خاض 26 مباراة في مسابقة الدوري خسر منها إحدى عشرة مباراة (رقم قياسي سلبي في تاريخ الفريق) وتعادل في أربع مباريات وكسب إحدى عشرة مباراة ليحل سادساً في الترتيب، وكان انطلاقة الفريق في الدوري قد شهدت فوزه على الحزم بهدف وحيد قبل أن يبدأ مسلسل الخسائر بخسارة أقل ما توصف بأنها كارثية كانت أمام الاتفاق حيث فشل الفريق في الحفاظ على تقدمه في الشوط الأول بثلاثة أهداف لهدف وخسر بأربعة أهداف لثلاثة ليخسر بعدها من الفتح ونجران والاتحاد على التوالي وكانت تلك الخسائر الأربع المتتالية بداية لمسلسل أهلاوي سيء في بطولة الدوري ليستمر حتى نهايته والذي وصلت فيه عدد خسائر الفريق إلى إحدى عشرة خسارة أوصلت الأهلي ذات وقت إلى المركز الثاني عشر في سلم الترتيب قبل أن ينهي الدوري سادساً..
(خمسة مدربين والإخفاقات لا تتوقف)
كانت قصة الأهلي مع المدربين هي القصة الأبرز هذا الموسم فبين إقالات واستقالات وهروب كان الفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي هو الضحية الدائمة لعدم الاستقرار الفني الذي لازمه، جاءت البداية منتصف الموسم الماضي والذي شهد التوقيع مع البرازيلي سيرجيو فارياس مدرب بوهانج الكوري الفائز بدوري أبطال آسيا 2009 حيث تم التعاقد مع المدرب لمدة موسم ونصف الموسم قاد من خلالها أفضل مدربي آسيا الفريق الأهلاوي في النصف الأخير من الموسم المنصرم وقبل بداية الإعداد للموسم الحالي فاجأ المدرب البرازيلي مسئولي الأهلي بإعلان رغبته في الانتقال لتدريب الوصل الإماراتي ليبدأ مرحلة البحث عن مدرب جديد للفريق ويتم التعاقد مع المدرب النرويجي يوهان سوليد الذي درب الفريق في ثلاثة لقاءات فقط في الدوري كانت محصلتها فوز صعب على الحزم وخسارتان أمام الاتفاق والفتح قبل أن تتم إقالته ويعين التونسي خالد بدره كمدرب مؤقت للفريق لمباراة واحدة خسرها أمام نجران وتكتمل القصة بالتعاقد مع أفضل مدرب في قارة أفريقيا لعام 2010 الصربي ميلوفان رايفيتش الذي قاد الأهلي في ثلاث عشرة مباراة في الدوري بالإضافة إلى مباريات مسابقة كأس ولي العهد قبل أن يبدي رغبته المفاجئة في المغادرة معللاً ذلك بظروف أسرية كشفت من خلالها الأيام أن مغادرته كانت للذهاب لتدريب المنتخب القطري ليعين الأهلاويون مساعده أليكس لتدريب الفريق حتى نهاية الموسم الحالي والذي تمكن من خلاله أليكس من قيادة الفريق لتحقيق لقب كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وتسبب عدم الاستقرار الفني في تذبذب المستوى الفني للفريق الذي وضح بشكل كبير تأثره من ذلك..
(كأس الأبطال: البداية بضجيج الاحتجاج والنهاية بأفراح أغلى الألقاب)
وبعد كل تلك المصاعب التي اعترت الفريق الأهلاوي جاءت المشاركة في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال والتي بدأها الأهلي بمواجهة الشباب في دور الثمانية والتي خسرها لقاء الذهاب منها بهدفين لهدف قبل أن يرفع النادي احتجاجاً على مشاركة لاعب الشباب عبدالعزيز السعران (الموقوف آسيوياً) ويأتي الرد بقبول الاحتجاج واعتبار الفريق فائزاً بثلاثة أهداف دون مقابل قبل أن يأتي لقاء الرد الذي خسره الفريق بهدف وحيد وتأهل إلى الدور النصف نهائي بأفضلية الفوز ذهاباً (بالاحتجاج) وشهد ذلك اللقاء حضوراً جماهير أهلاوية كبيرة شكلت الفارق في المباراة وبعثت بالعديد من الرسائل كان أهمها للاعبي الفريق تطالبهم من خلالها بنسيان الماضي وبذل أقصى في البطولة لتحقيق اللقب، وفي اللقاء التالي كانت مواجهة الوحدة ذهاباً في مكة المكرمة والتي شهدت تأخر الفريق الأهلاوي بهدفين حتى الثواني الأخيرة التي شهدت الانتفاضة الخضراء وتسجيل هدفي التعادل عن طريق المحترف العماني عماد الحوسني فيما شهد لقاء الرد اكتساحاً أهلاوياً وفوزا كبيرا برباعية مهدت الطريق نحو اللقب وضرب من خلالها الفريق موعداً مع جاره الاتحاد في نهائي البطولة ليشهد اللقاء الختامي اكتساحاً أهلاوياً ولكن دون تسجيل قبل أن يحتكم الفريقان لركلات الترجيح التي أنصفت الأهلاويين وأهدتهم لقباً أعاد الروح الغائبة وبث الثقة المفقودة داخل الجماهير الخضراء..
(فيكتور موسم رائع وأهداف بالجملة)
قدم المحترف البرازيلي بالنادي الأهلي فيكتور سيموس موسماً رائعاً سجل من خلاله ثمانية عشر هدفاً في كافة المسابقات التي شارك بها منها ستة عشر هدفاً في مسابقة الدوري وضعته المركز الثاني بقائمة الهدافين رغم غيابه عن الجولات الأربع الأولى في الدوري بداعي الإصابة كما سجل هدفاً في مسابقة كأس ولي العهد وآخر في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال وشكل السفاح (كما يحلو للأهلاويين تسميته) قوة مرعبة في خط هجوم النادي الأهلي رفقة العماني عماد الحوسني وقدما موسماً أقل ما يوصف بأنه مميز من اللاعبين..
(فهد بن خالد: البطولة لن تنسينا الأخطاء وفشل الأجانب سأتحمله شخصياً)
اعترف سمو الأمير فهد بن خالد رئيس النادي الأهلي أن فريقه واجه موسماً صعباً ومليئًا بالأخطاء التي أكد أنه يتحمل جزءا كبيرا منها مشيراً إلى أنهم رغم تحقيق كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال وفرحتهم الكبيرة بها إلا أنها لن تنسيهم أخطاءهم هذا الموسم وما مر به الفريق من مصاعب. وأضاف سموه: واجهنا هذا الموسم حظاً عاثراً من خلال تعاقداتنا مع المدربين واللاعبين الأجانب حيث تعاقدنا خلال هذا الموسم مع ثلاثة مدربين كان أولهم النرويجي سوليد والذي لم نوفق في التعاقد معه حيث فاجأنا بقناعاته الغريبة والتي كان أولها قناعته بمستوى الفريق في الثلاث مباريات الأولى في الدوري رغم الخسارة الكارثية أمام الاتفاق والتي تبعها الخسارة أمام الفتح في جدة عطفاً على تغييره لمراكز بعض اللاعبين وتعنته في رأيه ومن ثم التعاقد مع الصربي ميلوفان رايفيتش الذي وضعنا في موقف محرج للغاية بعد أن أبدى رغبته في فك ارتباطه مع النادي قبل لقاء الاتحاد في الدوري بأربعة أيام ورفض كافة المحاولات للبقاء حتى نهاية المباراة ما أجبرنا على تكليف مساعده أليكس حتى نهاية الموسم، ووعد سموه جماهير الأهلي العريضة على تجاوز كافة الأخطاء في الموسم المقبل الذي أكد بأنه سيكون مختلفاً من جميع النواحي بالنسبة للأهلاويين وخصوصاً من جانب اللاعبين الأجانب الذي أشار إلى أن بدلاء المحترفين الصربي نيكولا والبرازيلي مارسينهو الذي قرر النادي عدم التجديد معهما سيكونان عند مستوى تطلعات الجماهير الأهلاوية معتبراً أن فشل أي لاعب أجنبي في الموسم المقبل سيتحمله شخصياً..