جازان - سجى علاقي
جامعة جازان منذ إنشائها في العام 1426هـ سعت بخطوات واثقة نحو التقدم والتميز، واضعة على رأس أولوياتها: «الجودة وتميز المخرجات» هدفاً وغاية تسعى لتحقيقها تلبية لمتطلبات التنمية الشاملة غير المسبوقة التي تشهدها المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على مختلف الأصعدة، ولتحقيق ذلك أخذت جامعة جازان زمام المبادرة في دعم البنية التحتية الأكاديمية وأسباب ثباتها ومتانتها، ووضعت خريطة طريق لإنجاح أهدافها، وفق خطط وإستراتيجيات مدروسة ومقننة، جاعلة من التطوير والتجويد والتدريب وسائل مهمة لتحقيق هذه الغاية، حيث قامت عمادة التطوير الأكاديمي بتنفيذ سلسلة من الفعاليات والنشاطات والبرامج التدريبية والأكاديمية، ففي هذا الشأن نظمت العمادة عدداً من ورش العمل بهدف الاستمرار في نشر ثقافة الجودة بين منسوبي ومنسوبات الجامعة على مستوى الكليات والوحدات الإدارية ومتابعة الإجراءات والعمليات التي تقوم بها لضمان الجودة في برامجها الأكاديمية، بالإضافة إلى متابعة العمادات المساندة بالجامعة لضمان الجودة فيما تقدمه من خدمات، بحسب المعايير والنماذج المعتمدة من الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد، كما عملت عمادة التطوير الأكاديمي على حث ودعم مندوبي وحدات الجودة بالكليات للتحضير للدراسة الذاتية والتركيز على المعيار الرابع من معايير ضمان الجودة (التعليم والتعلم)،
إلى جانب تنفيذ عدد من الأعمال التدريبية في الجودة والتطوير تمثَّل أهمها في: ورشتي عمل في (قياس مخرجات المقرر الدراسي) استناداً إلى معايير ومواصفات الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد في عمادة السنة التحضيرية، والتي استهدفت أعضاء وعضوات هيئة التدريس (الجدد) بالجامعة، كما نظمت ورشة عمل بعنوان: (مهارات القيادة الأكاديمية) بالتعاون مع مركز القيادة الأكاديمية بوزارة التعليم العالي استهدفت العميدات ووكيلات العمادات ورؤساء الأقسام من الأكاديميات ورئيسات الوحدات، كما نظمت العمادة ورشة عمل بعنوان: (تأسيس نظام الجودة والتقويم الذاتي الأولي) نظمتها لجنة الإشراف على التقويم الذاتي الأولي، وشارك فيها أعضاء هيئة التدريس في الجامعة ومندوبو وحدات الجودة والتطوير من مختلف الجامعات السعودية في إطار التنسيق بين الجامعة والهيئة الوطنية للتقويم والجودة.
هيئة استشارية ولجان متخصصة
عميد التطوير الأكاديمي الأستاذ الدكتور علي بن أحمد الكاملي تحدث حول مهام وأهداف ومنجزات العمادة وإستراتيجيها وسعيها الدؤوب لتحقيق التطوير ونشر ثقافة الجودة بين منسوبي ومنسوبات الجامعة لـ(الجزيرة) قائلاً: العمادة منذ إنشائها في العام الجامعي 1428- 1429هـ وهي الجهة المسئولة عن شئون ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي بالجامعة، وقد بادرت بتشكيل لجنة لمراجعة البرامج الأكاديمية والأنشطة الإدارية ومراجعة النماذج الخاصة المعتمدة من قبل الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي برئاسة معالي مدير الجامعة وعضوية عمداء الكليات والعمادات المساندة، وتقوم اللجنة الدائمة بإقرار البرامج الأكاديمية التي تطرحها الكليات والأقسام العامية لتصدر اللجنة موافقتها باعتماد نماذج الهيئة الوطنية بشأن توصيف البرامج والنماذج المتعلقة بالاعتماد البرامجي المؤسسي، ومع مطلع العام الجامعي الحالي 1431- 1432هـ صدرت موافقة معالي مدير الجامعة على تشكيل الهيئة الاستشارية لعمادة التطوير الأكاديمي برئاسة عميد التطوير الأكاديمي وعضوية عمداء الكليات ومستشارين وأعضاء هيئة تدريس متخصصين في شئون الجودة من مختلف الكليات، ومنها انبثقت عدة لجان فرعية أهمها: لجنة (التعليم والتعلم)، ولجنة (ضمان الجودة والتقييم الذاتي)، ولجنة (الاعتماد الأكاديمي)، وقد وضعت الآليات المناسبة لتفعيل تلك اللجان بهيكلة وحدات أكاديمية متخصصة تبعاً للمهام والأهداف.وأضاف الدكتور الكاملي قائلاً: العمادة تسعى من خلال خططها وإستراتيجيتها لوضع الجامعة في مصاف الجامعات العالمية من خلال قياس أداء الذات، والمقارنة مع أداء الغير، وتنفيذ العديد من الدورات المتخصصة للقيادة الأكاديمية والإدارية وأعضاء هيئة التدريس والشئون الإدارية ومتابعة الخريجين والتواصل معهم للاستفادة من خبراتهم العلمية والعملية والإدارية، وتنظيم الورش وتوفير قواعد المعلومات، والعمادة تحرص على استثمار علاقتها وتواصلها الإيجابي مع الهيئة الوطنية للتقويم والجودة.
تدريب الطلاب في الخارج
وإذا كانت هذه البرامج التي تنفذها عمادة التطوير الأكاديمي سعياً للتجويد والتطوير فإن هناك برنامجاً تميزت به الجامعة ألا وهو تدريب الطلاب في المراكز والجامعات العلمية حيث عمدت جامعة جازان وفي تجربة متميزة إلي تدريب طلابها في أرقى الجامعات والمراكز العالمية التي عقدت معها اتفاقيات تعاون لإكسابها الخبرات النوعية والتدريبية انطلاقاً من سعيها في تجويد مخرجاتها، وتقييم المستوى العلمي لديهم، وقد كانت النتائج - ولله الحمد - مطمئنة حيث حصل الكثير منهم على شهادات علمية من المراكز التي تلقوا التدريب فيها تضعهم في مستوى نظرائهم من طلاب وخريجي تلك الجامعات والمراكز التي التحقوا بها، ويأتي في مقدمة هذا التعاون تدريب طلاب وطالبات الجامعة في مجالات تخصصاتهم خلال إجازة الصيف. ولتفعيل تلك الاتفاقيات تحولت أروقة الجامعة إلى خلايا نحل عملت على تهيئة الطلاب وفق الخطط والبرامج للبدء في عملية التدريب خارج المملكة في هذا الصيف. ويشمل البرنامج التدريبي في الخارج تنفيذ اتفاقيات جامعة جازان مع (يوتا) الأمريكية. حيث تم إعداد برنامج تعاون أكاديمي لتدريب المميزين من طلاب قسم الفيزياء بكلية العلوم بجامعة جازان في جامعة (يوتا) بالولايات المتحدة الأمريكية في مجال تخصصهم. الأمر الذي يحقق للطلاب المتدربين فرصاً ثمينة لاكتساب الخبرات والتبادل العلمي والتعرف على ما يتمتعون به من مهارات، ويؤكد على المستوى الذي وصل إليه طلاب الجامعة.ووفقاً لاتفاقية موقعة مع جامعة (دنكن) الكورية ينضم عدد من طلاب الجامعة في المستويات العليا لبرنامج تدريبي في مجال (التهيئة للدراسات العليا والبحث العلمي). وهذا البرنامج سوف يتيح للطلاب فرصة الاطلاع على برامج الدراسات العليا وكيفية اختيار البرنامج المناسب. كما يمكن الطلاب من التعرف على طرق ومناهج البحث العلمي وكيفية الإسهام فيه بفاعلية.ومن جانبها شرعت جامعة جازان في إشراك طلابها في البرنامج التدريبي الصيفي الذي يقدمه معهد (سيرن) السويسري بالتنسيق مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية, وقد تم ترشيح الطالب حسين الأثلاوي من قسم الفيزياء بكلية العلوم بجامعة جازان للالتحاق بمجموعة طلاب مختارين على مستوى العالم في برنامج سيمكن الطالب من التعرف على البرنامج التدريبي كما يتيح له فرصة التعرف عن كثب على مستويات طلاب دول العالم والتعريف بالمستوى الذي حققه طالب جامعة جازان.ومع جامعةمونتريال) الكندية تم التنسيق لتفعيل الاتفاقية المبرمة بينها وبين جامعة جازان حيث تمت تهيئة خمسة طلاب تم اختيارهم بعناية من بين خمسة عشر طالباً متميزاً في كلية العلوم الطبية التطبيقية وذلك للتدرب في مختبرات جامعة مونتريال في مجال (علم الوراثة) ضمن سنة الامتياز, وهذا البرنامج بدوره يتيح فرصة ثمينة للطلاب للتمهيد للالتحاق ببرامج متقدمة للدراسات العليا في مجالات تخصصاتهم خصوصاً أن جامعة مونتريال الكندية تُعد واحدة من أبرز مائتي جامعة على مستوى العالم حسب المعايير المعتمدة والمتعارف عليها دولياً وقد حققت ذلك التميز بما توفر لها من تقنيات متقدمة وفريدة في مجالات الأبحاث العلمية والمختبرات ذات التخصصات الدقيقة.وضمن اتفاقية التعاون المشترك بين كلية الطب بجامعة جازان وكلية الطب في جامعة (إلينوي) بالولايات المتحدة الأمريكية تمت تهيئة عشرة أطباء امتياز للتدرب لمدة ستة أسابيع بهدف كسب الخبرات والمهارات المتاحة لدى جامعة إلينوي وما تعتمده من تقنيات حديثة ورائدة في مجال الطب على اختلاف تخصصاتهم. إن هذا السعي الدؤوب نحو التطوير والجودة الذي انتهجته جامعة جازان انعكس على مكانة الجامعة من خلال جودة وتميز مخرجاتها ونجاحها باستثمار شراكاتها مع أرقى الجامعات في العالم يؤهلها لنقل خبرتها للجامعات السعودية للاستفادة من تلك التجربة الرائدة والناجحة بكل المقاييس.