|
دخل أحد الملوك مع وزيره بيت الريش فتنكراً، وخرجا من قصرهما يتنقلان بين أحياء المدينة، مستطلعين أحوال شعبهما وباحثين عن أسراره، وأثناء تجوالهما مرا ببيت سمعا منه بكاء عدة أطفال، ووجدا امرأة تحاول أن تهدئ أولادها الجائعين الكثر وليس في المنزل أي طعام يأكلونه، اشفق الملك على هذه الأسرة، وكان بيده سبحة ذهبية فأعطاها للأم، وطلب منها أن تبيعها وتعيش بثمنها مع أولادها، فشكرته المرأة ودعت له، ثم تركها وانصرف مع وزيره.
وفي الصباح الباكر انطلقت المرأة إلى السوق حاملة السبحة الذهبية، فدخلت على صائغ يهودي، وعرضت عليه السبحة ليشتريها، ولكن اليهودي أساء الظن بالمرأة، وقال في نفسه: لا شك أن هذه المرأة قد سرقتها، ولا بد لي من أن استولي عليها فقال للمرأة: ومن أين لك هذه السبحة؟ فقالت: لقد أهداني إياها ضيف مر بي بالأمس، فقال اليهودي، بل هذه سبحتي وقد سرقت مني منذ زمن ولا بد أنك أنت التي سرقتيها، جزعت المرأة، وأقسمت أنها ليست السارقة، وأن أحد الضيوف هو الذي قدمها لها، وراح اليهودي يهددها بأنه سيخبر عنها لتوضع في السجن، فتوسلت إليه أن يطلقها، وأن يأخذ السبحة إن شاء، فتظاهر اليهودي بالإشفاق عليها، وسمح لها بالذهاب، واحتفظ بالسبحة لنفسه.
رجعت المرأة إلى البيت وهي تسب هذا الضيف السارق وتدعو الله عليه، إذ كاد أن يوقعها في شر بلية.
وفي المساء طرق عليها الباب، وحين فتحته وجدت ضيفي الأمس أمامها، فقالت لهما: لا أهلاً ولا سهلاً بالضيوف، عجب الملك من الأمر، وقال لها: ماذا دهاك، وماذا عملنا معك؟ فقالت: لقد أعطيتاني بالأمس سبحة مسروقة، وحين هممت ببيعها اليوم عرفها صاحبها، وكدت أذهب إلى السجن، لولا أن أشفق علي وأطلقني بعد أن أخذ السبحة، فقال لها الملك: ومن هو صاحبها هذا؟ فقالت: إنه الصائغ اليهودي في المكان الفلاني، وهنا عرف الملك أن اليهودي قد تلاعب عليها، واستولى على السبحة، فكشف قناعه عن وجهه، وعرفها بشخصه فشهقت المرأة وهي ترى الملك أمامها، ولكن الملك هدأها، وقال لها: لقد سخر منك اليهودي وسرق منك السبحة. ثم أعطاها كيساً من الذهب، وطلب منها أن تمر عليه في صباح الغد ثم ودعها وانصرف، وفي الصباح أرسل الملك يطلب الصائغ اليهودي، فحضر إليه، وإذا بالمرأة واقفة لدى الملك: فلعب الفأر في بطنه ثم قال له الملك: هل أخذت من هذه المرأة سبحة ذهبية؟ فقال اليهودي: إنها سبحتي وقد سرقت مني منذ زمن ووجدتها مع تلك المرأة تحاول بيعها. فقال الملك: أين هي هذه السبحة؟ فأخرجها اليهودي من جيبه وقدمها للملك، وكان لدى الملك سبحة أخرى تشبه الأولى تماما ولا يستطيع أحد أن يفرقها عنها، فأخرجها من جيبه أيضاً وخلط السبحتين مع بعضهما، ثم أعطاهما لليهودي وقال له: انتق سبحتك من هاتين السبحتين، فأخذهما اليهودي، وأمعن النظر بهما، ثم أمسك بواحدة وقال: هذه سبحتي، فقال الملك: وما الذي أدراك أنها سبحتك وهي لا تختلف عن الأخرى بشيء؟ لقد استوليت على السبحة وهي سبحتي، وقد أهديتها إياها ولكنك ستلاقي جزاء عملك، ثم أمر الجلاد فقطع رأسه، وأمر فأورثت المرأة كل أمواله ومتاعه ودوره.
***
رســــــــــــوم
1- ياسمين زيد النعمان 9 سنوات
2- تولين منصور الزهراني 9 سنوات
3- لانا سامر 9 سنوات
4- رهف صالح الزامل 9 سنوات
5- تالا جمال شريتخ 9 سنوات
6- هديل رائد 9 سنوات
7- أسماء ثامر النعيمي 10 سنوات
8- تالا فادي قمحية 9 سنوات