الظل معروف.. والمقصود به الظل المعنوي أي إن الذي كان في الظل.. انتقل الظل عنه إلى قوم آخرين فصار هو في الشمس بعد أن كان في الظل.. وانتقل الذين كانوا في الشمس فصاروا في الظل..
وهكذا الدنيا لا تدوم على حالة واحدة، فالعزيز قد يكون ذليلاً، والغني قد يكون فقيراً.. والمريض قد يصبح في يوم من الأيام صحيحاً..
وقد قيل فيما مضى: (من سره زمن ساءته أزمان).. و(من أضحكته الدنيا اليوم فلا يأمن أن تبكيه غداً)..
فالدنيا دول.. يوم لك ويوم عليك.. والعاقل الذي لا يبطر نعمة الله إذا أقبلت الدنيا عليه، ولا ييأس إذا أدبرت عنه.. فالدهر قلب.. والأحوال تتغير ما بين وقت وآخر، وهي كما قال الشاعر:
ما بين غمضة عين وانتباهتها
يغير الله من حال إلى حال
يُضرب هذا مثلاً لهذه الدنيا وتقلباتها.. وتنقل أهلها من حال إلى حال.. والله سبحانه وتعالى هو المتصرف في هذا الكون وحده يعز من يشاء ويذل من يشاء.. لا معقب لحكمه.. ولا راد لقضائه.
* الأمثال الشعبية في قلب الجزيرة العربية، تأليف عبدالكريم الجهيمان،
الجزء العاشر.