أعتقد أنّ من يفهم (ألف باء) كرة قدم يدرك تماماً أنّ لاعب الهلال ياسر القحطاني مهاجم نادر الوجود بذكائه ومهاراته وتفوقه، فهو أشمل مهاجم سعودي.. وهنا أقصد أنه اللاعب الذي يمتلك كل المهارات سواء كانت الكرة على الأرض أو في الهواء، وينجح ياسر في المساحات الضيقة وكذلك المساحات الواسعة في الملعب، وأجزم بأنّ كل هذه المواصفات لا تأتي إلاّ في لاعب عليه القيمة ويملك موهبة ساحرة من خلالها يطوع الكرة لتمشي كما يريد ويشتهي، وكأنه في بعض الأحيان يتحوّل لساحر بل إنّ أهدافه لو قلنا لأي منا أن يرسمها بنفس سيناريو ياسر فلن يستطيع.. ولعل هذه المقدمة قد تكون مستفزّة بشكل غير طبيعي لمحبي ياسر وعشاق نادي الهلال وهنا تناقض عجيب.. كيف أن من يمتدح مهاجمهم ولاعبهم المفضّل بات يستفزّهم وهنا مربط الفرس..

ياسر النجم الأول في آسيا عام 2007م والذي كاد أن يصل للدوري الإنجليزي لم يعد هو نفسه، رغم أنّ كل الإمكانات موجودة لدية ليعود هو نفسه..!!

ياسر منذ أكثر من عامين وهو ليس بعافيته الفنية لأمور بالنسبة لي لا أعلمها تماماً ولا أجهلها تماماً.. وفي كل هذه الفترة والجماهير تتصبّر والإعلام يحاول أن يغضّ الطرف، لعل النجم المحبوب الذي بات ماركة محببة للأطفال والشباب وقدوة كروية لكل محب للمجنونة أن يعود وفي كل مباراة قد يعطينا ياسر هدفاً يصيب الجماهير والإعلام ببنج موضعي، فياسر ليس هو ولكنه يسجل بالتقسيط ليبقى في دائرة الضوء حتى بات التسجيل أيضاً صعباً على ياسر فلم يعد هو نفس ذلك الهداف...

أعتقد أنّ سبب تراجع مستوى ياسر القحطاني يعود لعدد من الأمور الهامة والتي لياسر نفسه سبب مباشر فيها وأخرى ليس له علاقة فيها لا من قريب ولا من بعيد.. وسأبدأ بالأسباب التي لا علاقة لياسر بها وأولها تعامل مدربي الهلال مع ياسر لاسيما الثنائي كوزمين وإيريك جيريتس، فياسر (ضامن الخانة) سواء كان في مستواه أو لم يكن.. وكذلك فهو يجد نفسه أساسياً منذ أول مباراة يكون قد عاد للتو فيها من الإصابة، وهذه تعطي اللاعب بلا شك تصوراً بأنه لا بديل له، رغم أنّ الهلال يملك بديلاً ذا مستوى عالٍ لاسيما في النواحي التهديفية وهو عيسى المحياني الذي ظلم كثيراً من جيريتس.. والسبب الآخر قد تشترك فيه الإدارة والمدرب على حد سواء وهو عدم إحضار مهاجم أجنبي قوي ومتمكن لينافس ياسر ويرفع من مستواه.. وهنا أتذكّر سامي الجابر عندما كان النجم الهلالي الأبرز لسنوات طويلة، فقد كان ينافسه على المركز عمالقة من المهاجمين الأجانب الرائعين أمثال أحمد بهجا وصلاح الدين بصير وأدميلسون والكاتو وبشار عبد الله وجاسم الهويدي وسيرجيو، وغيرهم الذين مروا على الهلال وحققوا نجومية كبيرة ولكنهم لم يتفوقوا على نجومية سامي.. في حين أنّ ياسر منذ أن حضر للهلال قبل أكثر من خمسة أعوام والفريق لم يجلب أي مهاجم أجنبي متمكن يلعب في قلب الهجوم.. وأيضاً بعض الإعلاميين الذين يمارسون دوراً لا يليق عبر الثناء على ياسر سواء لعب جيداً أو لم يلعب وهنا هم لا يصدقونه القول فيما يكتبون!!

أما فيما يتعلق بياسر نفسه وسبب تراجع مستواه فهو أنّ أبا عبد العزيز لا يمارس هواية الرد في الملعب إنما يرد على منتقديه عبر الإعلام، وكذلك لا يريد أن يسمع النقد من الجماهير ويريد الجماهير دائماً أن تصفق له، ويتأثر بالضغوط التي كانت في أيام مضت سبباً مباشراً لتألّق عباقرة وعمالقة الهلال أمثال يوسف الثنيان وسامي الجابر..

أعتقد أنّ عودة ياسر 2007م لاكتساح الخصوم أمر في يد ياسر وحده وليس في يد أي شخص آخر لاسيما أنه من النواحي الفنية مؤهّل... ولو وقفت إدارة الهلال وجماهيره ووقف الإعلام كله مع ياسر فلن يعود، إن لم يكن لديه هو نفسه الدافع للعودة للتألّق وقيادة الهلال للانتصارات والإنجازات، وذلك لكونه أعرف بما يحتاج لكي يعود، لاسيما أنّ ما يتعرّض له هذه الأيام من نقد قد أوصل له الرسالة الكاملة وإن كانت متأخرة، ولكنها قد تؤدي الغرض فيعود ياسر القناص إلى مستواه أو يختفي كما هو الآن!