|
الجزيرة - فاطمة الرومي
رغم تفاوت عدد الإصابات بالسرطان بين مناطق المملكة سنويا إلا أن الدراسات العلمية لم تتناول هذا الموضوع الهام حسب تصريح الدكتور فهد الخضيري رئيس وحدة أبحاث المسرطنات في مستشفى الملك فيصل التخصصي، حيث تتصدره المنطقة الشرقية بنسبة الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 18% تليها مكة بنسبة 12% ثم الرياض بنسبة 10% إذ تعد منطقة الرياض أقل نسبة بالإصابة على مستوى مناطق المملكة.
حول تفاوت عدد الإصابات وزيادة نسبة الإصابة بالسرطان سنويا بالممملكة وأشهر الأمراض السرطانية فتكا كان هذا اللقاء مع الدكتور فهد الخضيري رئيس وحدة أبحاث المسرطنات في مستشفى الملك فيصل التخصصي.
حيث أكد د. الخضيري في البداية أن إجراء الفحص المبكر في بعض الدول أصبح إلزاميا لمن تتجاوز الخمسين ويتم الفرض مثل التطعيمات وهذا ساهم في أوربا وأمريكا بخفض الحالات إلى النصف، مطالبا بالاحتذاء بتجربة هذه الدول « لدينا فلا تزال هناك عقبة كبيرة وهي توفر مراكز الكشف المبكر بحيث تصبح في متناول اليد للجميع، ويجب أن تكون في كل مركز رعاية أولية، أما الآن فالمركز الوحيد للكشف التطوعي المجاني هومركز العبد اللطيف التابع للجمعية الخيرية لمكافحة السرطان، ويوجد طرق كشف وأجهزة في المستشفيات الحكومية الكبرى ولكنها ليست متاحة للجميع بل هي فقط لمن يشتبه بها أويكون لديها اشتباه كبير، وهذا سبب من أسباب الإحجام، السبب الثاني هي الثقافة العامة وعدم رغبة البعض في سماع كلمة سرطان أوالكشف دون حاجة ولكن حينما توجد بوادر أونتوءات بالثدي تسارع للمستشفيات وتجري بسرعة وهنا قد لا يكون كشف مبكر بل يكون متأخر قد يصعب علاجه يجب أن يكون هناك مناهج دراسية وبرامج تثقيفية عبر المدارس والجامعات لتبيين أهمية الكشف المبكر وضرورته».
لا دراسات حتى الآن
وحول تفاوت نسبة الإصابة بسرطان الثدي من منطقة لأخرى وسبب هذا التفاوت أوضح: لا يوجد أي دراسة لمعرفة سبب التفاوت ولا يوجد أي دراسة لمعرفة مدى انتشار سرطان دون غيره في مناطق المملكة.. وكشف الخضيري أن نسبة إصابة صغار السن في السعودية مرتفعة «في الغرب الفئات العمرية الأكثر إصابة هي ما بعد الخمسين ولكن للأسف في السعودية يوجد إصابات كثيرة بين الفئات العمرية الصغيرة مابين الثلاثين والأربعين وهذا ملفت للنظر ومثير للاهتمام ولكن لا يوجد دراسة تبين سبب ذلك؟ هل هي بيئية؟ أو وراثية؟؟ أم هرمون في الأغذية أوخلل هرموني عرقي أوخلل هرموني متعمد» الابتعاد عن المشويات وعن المواد المسرطنة التي تضاف للغذاء ومسؤووليتها في ارتفاع نسبة اللإصابة بالسرطان وتحديد المسرطنات للناس لتجنبها أوضح الدكتور فهد أنه لم يتم حاليا تحديد كل المسرطنات، والمعروف حالياً التدخين ثم المواد السوداء الموجودة على أسطح المشويات (وليس بداخل المشويات) ثم المواد الكيميائية المضافة للأغذية كالألوان الصناعية بالحلوى والأطعمة والأشربة ثم المواد الحافظة ثم النكهات الصناعية ثم المثبتتات والمشروبات الغازية وما تحويه من تلك المواد ثم طرق تصنيع الطعام عبر التدوير والإضافات ولكن لا ننسى أننا لا نكترث بطرق الوقاية مثل تناول الخضار والأطعمة التي تحوي مضادات السرطان مثل مضادات الأكسدة في الفواكه والخضار والسلطات والشاي الأخضر والألياف والنخالة التي تفيد في الوقاية من السرطان، وكذلك نقص الرياضة وعدم ممارستها وكذلك كثرة الدهنيات في أطعمتنا والأطعمة الصناعية والوجبات السريعة التي تحوي الكثير من المواد المضافة المتسرطنة.
برامج لمواجهة المرض وحول البرامج النفسية المعينة على مواجهة المرض أشار إلى أهمية الإيمان بالقضاء والقدر»في حال الإصابة هناك برامج نفسية مهمة ويجب أن يكون الإنسان مؤمناً بقضاء الله وقدره وأن يعلم أن ما أصابه من الله وأن الله قادر على شفائه، ثم يعطي نفسه الأمل والقوة للمقاومة والكفاح ضد المرض والاندماج في البرنامج العلاجي، ويجب أن يكون الأهل والأقارب على مستوى الدعم النفسي الذي يحتاجه نظراً لأننا في المستشفيات نفتقد الدعم النفسي والفردي لهذه الفئة لذا لا بد من تعويضها بالدعم الاجتماعي من المجتمع المحيط به».
زيادة سنوية 10% وكشف الخضيري أن عدد الإصابات بالمملكة 11الف حالة كل سنة حتى 2006، والتزايد كل سنة 10% تقريباً وهذا يعني أنه قد يصل عام 2011 إلى حوالي 15ألف حالة جديدة كل سنة ويضيف الدكتور الخضيري: أما بخصوص الأنواع الأكثر انتشارا فيوجد في المملكة إحصائيات 2006 تم نشرها الآن (2011) وأ كثر السرطانات انتشارا هما سرطان القولون عند الرجال وسرطان الثدي عند النساء، ويمثلان القولون عشر الحالات لدى الرجال وسرطان الثدي ربع الحالات لدى النساء على التوالي.
لا بديل عن العلاج الكيميائي وعن الطب الشعبي وفعاليته في علاج السرطان.. أوضح: الطب الشعبي لم يلق الاهتمام والدراسات والبحث العلمي الذي يتحقق من صحته أوعدمها، وما نراه الآن هي محاولات وتخرصات غير مبنية على دراسات طبية، وبحثية متكاملة، بل إن بعض مكونات الطب الشعبي تسببت في فشل كلوي أوخلل بالكبد أوتسمم بالدم أويؤدي للوفاة لذا لا أنصح به على إطلاقه ولم أر نتائج حقيقة للمزاعم والأكاذيب بل أصبح تجارة قبيحة يأكل منها الدجالون أموال المرضى بالباطل، وتكون نهايتها الوفاة.
وبعض الدراسات البسيطة غير المكتملة اقترحت وجود بعض الفوائد العلاجية والمكملات الغذائية في الحبة السوداء والحلبة والعسل ولكنها ليست بديل عن العلاج الكيميائي أوالجراحي أوالإشعاعي الذي ثبت طبياً فائدته عند الكثير من المرضى، الكشف المبكر وعن الجديد في علاج السرطان يشير د.فهد أن هناك أدوية كثيرة لا تزال في طور البحث العلمي مثل الأدوية الحيوية والجينية والحرارية (قتل الخلايا السرطانية بالحرارة العالية الموجهة للخلايا السرطانية فقط), أما الأدوية الموجودة حالياً كالكيميائي والإشعاعي والجراحي فهي تنجح مع بعض المرضى وتفشل مع أخرى لظروف كثيرة منها الكشف المبكر فهو يساهم في جعل نسبة الشفاء ترتفع إلى 90%.
وكذلك حالة الشخص الصحية من جوانب كثيرة ومرحلة المرض ونوع السرطان وموقعه بالجسم وهل هوطرفي أم عميق وهل هومتداخل مع أوعية دموية كبيرة وشرايين أم أنه بعيد عنها ؟؟ ولكل حالة طريقة خاصة بعلاجها، ومن أسباب نجاح العلاج بإذن الله سبل التعاطي مع العلاج والانتظام بالبرنامج العلاجي.
العلاج الروحي ونبه رئيس وحدة أبحاث المسرطنات في مستشفى الملك فيصل التخصصي على العلاج الروحي «لا ننسى العلاج الروحي بالقرآن وهي الرقية الشرعية من القرآن».
(وننزل من القرآن ما هوشفاء ورحمة) مع الأخذ بالعلاجات الطبية المتوفرة ولكن بشرط أن يكون الشخص مؤمن بالله وبأن الله هوالشافي وكذلك يجب عدم إهمال وسائل العلاج الأخرى في المستشفيات فهذا لا يتناقض مع الرقية الشرعية ولا يتنافى معها ومن يزعم أنها تناقض ذلك فهو دجال وكذاب، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: اعقلها وتوكل (أي توكل على الله في الشفاء من الله) ولكن أيضا يجب أن تأخذ بالأسباب الدنيوية للعلاج مع التوكل».