دَعِ الأيامَ تَكتُبُنا مَقالا
وتشرَبُ حِبرَنا عَذباً زُلالا
ودَعنا نَعصِرُ الأرواحَ شِعراً
ونَروي بالدَّمِ الغالي الرِّمالا
وزدنا من نَميركَ فيضَ كأس
يُبَرعِمُ كلَّ قافيةٍ هِلالا
وزدنا يا ابْنَ مَنْ مَلكوا فكانوا
لكل مواطنٍ عَمَّاً وخالا
تَراهُم يَغلبون البحرَ مَدَّاً
ويَجتازونَ بالهِمَم الجِبالا
إذا ما عاهَدوا صَدَقوا عُهوداً
وإن بَلغوا الـمُنى كانوا رجالا
وإن عَزَمُوا على أمرٍ مُحالٍ
إلى إنجازهِ رَكِبوا الـمُحالا
ولو أني وَقفتُ هُنا لأحصي
مَناقِبَهُم لَجاوَزتُ الـخَيالا
ألا يا خادِمَ الحَرَمَين يا مَنْ
مَلأتَ الأرضَ عَدلاً واعتِدالا
هنا شعبٌ يُبايعُكَ ابتِهاجاً
وجَيشٌ يُثقِلُ الأرضَ امتِثالا
سلاماً أيَّها الأبُ من بَنيهِ
سلاماً دائماً يأبى الزَّوالا
بغير الإثمِدِ اكتَحَلت عيونٌ
رَأتكَ فأمطَرَت نوراً مُسالا
لأنَّكَ لم تَكن للشَّعبِ إلا
حبيباً عَوَّدَ السَّلوى وِصالا
إذا ما غِبتَ يَوماً عَنهُ أمسى
يُقَلّبُ جَفنَ عينيهِ ابتِهالا
تَمورُ بهِ البلادُ ومَنْ عليها
إذا قِيلَ الـمَليكُ شكا السَّعالا
سلاماً يا ابنَ مَن صَنعوا ضُحانا
وبالأقوال مَن صَدَقوا فِعالا
سلاماً ما البلادُ غدَت عَروساً
على أخَواتِها تَمشي دَلالا
تُبايعُكَ النْقوشُ على يَدَيها
وتُدنيكَ ابتهاجاً واحتِفالا
وتَهمِسُ باسمِ (عَبدِاللهِ) يا مَنْ
بَذلتَ لأجلِها نفْساً ومالا
تُبايعُكَ الـحَواضِرُ والبَوادي
وتَنثرُ حُبَّها سُحباً ثِقالا
تُبايعُكَ القُلوبُ وقد أنارَت
بعَودِكَ واكتَسَت سِحراً حَلالا
يُبايعُكَ ازدِهارُ العِلمِ فينا
ومَنْ بالعِلم لم يَترك مَجالا
تبايعُكَ السِّنينُ السِّتْ شَوقاً
لأخرى تَسألُ الـمَولى تَعالى
حَكَمتَ، عَدَلتَ، ثمَّ أمِنتَ شَعباً
يُبادِلُكَ المودَّة والـجَلالا
بكفٍّ تَزرعُ البَيداءَ حَبَّاً
وأخرى تَسكُبُ الحُبَّ انهِمالا
كأنَّكَ قد عَلِمتَ بكل حالٍ
وعَن كلَّ العِبادِ وُهِبتَ بالا
ويوم حَصادِها لم تُبق شيئاً
عطاءً مِنكَ يَستَجدي السْؤالا
لِذا صِرنا نُحِبُكَ دونَ حَدٍّ
ونَحكي عِشقنا حالاً فحالا
فسِر برعايَةِ الـمَولى مَهيباً
ودُم فوقَ الرُؤوس لنا عِقالا
الشاعر/
محمد بن عبدالله محمد آل شملان
وادي الدواسر