مَاكَانَ ذَنْبُ القَوَافِي حِينَ تَعْتِذرُ
وَلا يُلامُ المَدَى إِنْ قَصَّرَ البَصَرُ
إلَى أَبِي مِتْعِبٍ سَارَتْ رَكَائِبُهَا
مَابَيْنَ مَبْدَأها وَالمُنْتَهَى سَفَرُ
وَلاّكَ رَبُّكَ أَمْرَ النَّاسِ فِي زَمَنٍ
وَقَدْ أَحَاطَتْ بِنَا الأخْطَارُ وَالنُّذُرُ
دَارَتْ بِنَا فِتَنٌ كَاللَيْلِ قُمْتَ بِهَا
لَمَّا تَحَيَّرَ فِيهَا العَقْلُ وَالفِكَرُ
وَقَفْتَ كَالطَّوْدِ فِي وَجْهِ الرِّيَاحِ وَقَدْ
لاحَتْ عَوَاصِفُ فِي أثْنَائِهَا الشَّرَرُ
أقَمْتَ بِالعَدْلِ سُورَاً لا خِلالَ بِهِ
لَمَّا تَصَدَّعَتِ الأَسْوَارُ وَالجُدُرُ
بَنَوْا سُجُونَاً وَتَبْنِي أنْتَ جَامِعَةً
وَاللهُ يَرْضَى بِمَا قَدَّمْتَ وَالبَشَرُ
وَرَايَةٌ تُعْلِنُ التَّوْحِيدَ عَالِيَةً
فَوْقَ الثُّرَيَّا لَهَا التَّأْيِيدُ وَالظَّفَرُ
جِيلٌ عَلَى خَيْلِهِ تَحْتَ السِّلاحِ بِهِ
تُحْمَى الدِّيَارُ وَجِيلٌ رَاحَ يَنْتَظِرُ
هَذَا عَلَى مَقْعَدٍ لِلدَّرْسِ مُجْتَهِدٌ
وَذَاكَ يَبْنِي وَذَا فِي العِلْمِ يَبْتَدِرُ
فَحَوْلَكَ اليَوْمَ فِتْيَانٌ إِذَا انْتَسَبُوا
قَحْطَانُ طَارَتْ بِأَخْبَارٍ لَهُمْ سِيَرُ
رَبِيعَةُ الخَيْلِ أهْلُ الحَرْبِ تَرْقُبُهُمْ
أَصَايلٌ زَانَهَا التَّحْجِيلُ وَالغُرَرُ
وَإِنْ دَعَتْ سَاحَةٌ لِلْمَجْدِ كَانَ لَهَا
تَحْتَ الّلوَاءِ صَنَادِيدُ الوَغَى مُضَرُ
وَأَنْتَ كَالغَيْثِ وَافَى رَوْضَةً فَزَهَتْ
غَنَّاءَ سَبَّحَ فِيهَا الطَّيْرُ وَالشَّجَرُ
لِيَهْنَكَ اليَوْمَ عَرْشٌ فِي القُلُوبِ سَمَا
لا كَالعُرُوشِ التِي أَوْدَتْ بِهَا الغِيَرُ
فَإِنْ أَشَادَ الوَرَى كُلٌّ بِأُمَّتِهِ
أنَا ابْنُ هَذَا الثَّرَى حُرٌّ وَأَفْتَخِرُ
عميد الموهبة والإبداع والتميز بجامعة الإمام
abnthani@hotmail.com