ذكرنا في المقال السابق عن موضوعنا موضوع السعادة أن السعادة ليست مفردة مستقلة بذاتها بل إن السعادة هي ميكانيكية مكتملة الدورة تبدأ من انطلاق الحدث حتى تحقيقه، فكما ذكرنا هي ألا أكون سعيداً فقط عندما أحقق نجاحاً ما، بل إن أستمتع برحلة النجاح حتى تحقيقها وذلك ما يُسمى بالدورة الكاملة لمعنى السعادة، وأنا هنا في مقالي الأخير عن سيكولوجية السعادة التي لاتنتهي بمقال أو مقالين فهي جديرة بأن تطرح للنقاش وبشكل موسع، وأنا هنا أذكر أنه أعجبني في هذا المقام أن علماء الإدارة ذكروا أن السعادة مرتبطة بنجاح الأفراد والأمم، فالرجل السعيد أو المرأة السعيدة تستطيع أن تحقق النجاح بأقصر الطرق، والسعادة تجعل الإنسان يفكر بشكل متوازن وسليم والذي يؤدي بدوره إلى قرارات متوازنة وغاية في المهنية والموضوعية، فالسعادة لاشك أنها تنعكس على نجاحات الأفراد، الناس القلقون والمتحفزون هم أقل الناس نجاحاً هكذا تقول التجارب، يقول أحد علماء تطوير الذات (إنه يجب عليك أن تتحكم ببوصلة مشاعرك وأحاسيسك بنسبة أكثر من 80% وألا تدع الآخرين يحركون ويسيرون حياتك وأحاسيسك ومشاعرك بذات النسبة بل اجعل تأثير العوامل الخارجية لاتتجاوز الـ 10%)، أي يجب أن تتحكم في مزاجك واتزانك وقدراتك من خلال ضبط نفسك ورباطة جأشك وترك الظروف الخارجية تتحكم بالقدر اليسير من التأثير عليك، هناك أناس تنقلب القاعدة لديهم فتجد العوامل الخارجية تؤثر فيهم تأثيراً بالغاً يصل إلى 90% فتجدهم متقلبين المزاج ومنعدمي التوازن كثيري التذمر، من المضحك المبكي هنا أني سألت أحدهم وقلت له ماهي السعادة في نظرك قال لي إن لهذا السؤال ألف إجابة !! قلت كيف قال هذا يتوقف على الحالة التي أنت فيها فأحياناً السعادة تكون ليست بامتلاك الأشياء ففقدها على سبيل المثال هو قمة التعاسة، أعني أنك تمتلك عوامل كثيرة من السعادة فالصحة مثلاً وأنت مالكها لاتمثل لك شيئاً ولكن أن يقال لك إنك مريض بمرض ما ثم تكتشف أن هناك خطأ في التقرير الطبي فتشعر هنا أنك أسعد الجميع، أو يقال لك أن منزلك احترق وأنت خارج البيت ثم تتفاجأ بأن المعلومة خطأ وأن المنزل الذي احترق هو لشخص يتشابه معك بالاسم فتشعر بشعور غريب!! أي أن السعادة ليست كامنة في الحصول على الأشياء بل قد تكون بتفادي المخاطر، قلت كيف قال قد تكون مستقلاً طائرة ومسافراً إلى أحد البلدان فيعلن كابتن الطائرة أن هناك خللا ما في الطائرة !!متهبط الطائرة بسلام بالله عليك ماهو شعورك!؟ قلت شعور جميل قال هل أعطاك أحد حلاً أو نلت منصباً أو حققت فوزاً قلت لا، ولكنها منة الله التي أعطانيها في هبوط الطائرة بسلام! ففهمت عليه وذهب بعيداً عني!!, وأقول هنا إنه لامشاحة في أن السعادة هي كما يقول الشاعر(ولست أرى السعادة جمع مالٍ، ولكن التقي هو السعيدُ) وأنا هنا مع الشاعر في أن السعادة ليست بكنوز الذهب والفضة ولا بالقصور ولا الأموال ولا المناصب وغيرها، ولكنها بالقرب من الله وفي الصدقات والتسامح والتسامي وكذلك اتباع طرق الحق وعدم ظلم الناس والمشي في حاجاتهم وألاتكون الدنيا أكبر همنا فهي محطة ذات زمن قصير بل قصير جداً لذا فعلينا بفعل الخيرات وترك المنكرات، أيها القارئ الكريم دعونا ننعم بالموجود ولا نشقى بالبحث عن المفقود!!
أخيراً عزيزي القارئ أرجو أن تتواصل معي من خلال بريدي الإلكتروني المدون أدناه للبحث عن السؤال المحير ماهي السعادة؟! وألتقيكم في مقال قادم بحول الله..