سنوات الخير تتوالى وتتعاقب على بلاد الحرمين الشريفين بقيادة خادمها الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - متعه الله بالصحة والعافية وأمد بعمره على طاعته - لتحل الذكرى السادسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين ومنجزات الخير شاهدة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية، المحلية والإقليمية والدولة، لتشع على أرض مملكة الإنسانية وسماءها أشعة دافئة ومضيئة بالخير، ليرفل بدفئها أبناء المملكة في مختلف ربوعها.
وإن تميزت هذه الذكرى بالعديد من المنجزات النوعية، والتي كان منها الأوامر الملكية السامية التي حرص - أيده الله- على إصدارها وتفعيلها في الجوانب التي تلامس احتياجات المواطنين، فكان لها أثر عظيم في نفوسهم، فهي صادرة من استشعار المسؤولية اتجاه الوطن من قائده الحريص على أداء الأمانة والوقوف عن قرب من تنفيذها، لتحقق للمواطن الأمن والاستقرار والرفاهية، لترسم قوة العلاقة بين الحاكم والمحكوم، والحميمية التي تربطهما دون تكلف أو تصنع، وإنما هي حقيقة ومشاهدة، وخير دليل على قوة هذه العلاقة تأكيد القائد لشعبه عندما سألوا عنه وعن صحته إثر العارض الصحي الذي ألم به، قال: (ما دمتم بخير.. فأنا بخير) مؤكداً الترابط والتلازم القوي بين صحته وصحة شعبه فهما شيء واحد لا يمكن أن ينفك أحدهما عن الآخر.
ولا ننسى موقفه - أيده الله - من وقفة الشعب السعودي إزاء الأحداث التي يمر بها العالم ومحاولة الشرخ، فما كان من الشعب الوفي إلا أن وقف وقفة رجل واحد، تأكيداً للحمة الوطنية وتجديداً للبيعة، ومحاربة لكل عدو حاقد على البلاد، فكان التقدير الأبوي لهذا الشعب الأبي عندما قال لأبناء بلاد الحرمين: (كم أنا فخور بكم وأنكم بعد الله صمام الأمان لوحدة هذا الوطن واستمد العزم والعون من الله ثم منكم) فكانت كلمات صادقة نابعة من القلب إلى القلب، ويؤكد ذلك عندما طلب من الشعب أن لا ينسوه من الدعاء، حيث قال (لا تنسوني من دعائكم) هذا الطلب الذي جعل كل مواطن يرفع أكف الضراعة لله أن يمد بعمره وأن يلبسه ثياب الصحة والعافية وأن يقر عينه بتحقيق ما يتطلع إليه من وحدة الصف وجمع الكلمة لجميع أبناء الأمة الإسلامية والعربية، فهي مشاعر صادقة نابعة من قلب محب لشعبه نابض بكل خير لهم، قابلتها مشاعر متبادلة من الشعب بأسره، بحب ووفاء صادق، عزز روح الانتماء الوطني ووحدة الصف والتلاحم بين القيادة والشعب في ساعة الجد والمحك الذي لا يثبت فيه إلا الرجال فكان شعب أبا متعب لهذه الوقفة الأبية التي أبهرت العالم بأسره، وأغاظت الأعداء والحاقدين الناقمين على مملكة الإنسانية والخير لشعوب العالم.
وليس هذا وحسب فمشاريع الخير العملاقة والجبارة تتوالى وتتواصل، لتصب في إناء واحد وهو الخير للوطن والمواطن الذي يسموا فخراً وعزاً بهذه المشاريع الفريدة من نوعها، ويكفي أن يفخر بما قدمه خادم الحرمين الشريفين هدية لبناته المواطنات بافتتاح أكبر مدينة جامعية للبنات في العالم من حيث المساحة والمكونات والتجهيزات، لتكون جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للبنات في الرياض مفخرة بنات الوطن بين بنات العالم.
إن المتابع لعهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- يجده عهداً متميزاً تميزاً نوعياً في كافة الأطر والجوانب، وفي كل جانب له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالوطن وبحياة المواطن.
حفظ الله على مملكتنا أمنها واستقرارها، وأمد بعمر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وأسبغ عليهم نعمه، وألبسهم ثياب الصحة والعافية - إنه ولي ذلك والقادر عليه.
سليمان بن صالح المطرودي