|
الجزيرة - الرياض :
ألقى الدكتور عبدالله بن سعود السعود مدير عام المتحف الوطني في الرياض، محاضرة بعنوان «المواقع السعودية المسجلة في قائمة التراث العالمي»، ضمن البرنامج الثقافي الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار على هامش معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور، الذي انطلقت فعالياته في متحف الارميتاج بمدينة سانت بطرسبيرغ في جمهورية روسيا الاتحادية أمس الاثنين 13-6-1432هـ، الموافق 16-5-2011م، ولمدة أربعة أشهر.
وتحدث السعود في محاضرته، عن الموقعين الأثريين السعوديين اللذين تم تسجيلهما في قائمة التراث العالمي في اليونسكو، وهما موقع الحجر «مدائن صالح» والذي سجل عام 1429هـ/2008م، وموقع حي الطريف في الدرعية التاريخية والذي سجل عام 1431هـ-2010م.
وأوضح أن موقع الحجر الأثري (مدائن صالح) الذي يعود إلى الحضارة النبطية في المملكة العربية السعودية، يشكل أول أثر سعودي يدرج في قائمة التراث العالمي، مشيراً إلى أنه أكبر موقع مُصان لحضارة الأنباط جنوب البتراء بالأردن.
وقال إن الموقع يضم شواهد أثرية ضخمة تعود واجهاتها المزخرفة إلى القرن الأول قبل الميلاد وصولاً إلى القرن الأول الميلادي، وتعتبر شواهده الضخمة وآباره المائية، مثلاً استثنائياً عن الإنجازات المعمارية للأنباط وخبراتهم الهيدرولوجية.
وأشار السعود إلى أن تسجيل حي الطريف في قائمة التراث العالمي جاء بعد الاعتراف بمدائن صالح (الحجر)، مما يعني أننا استطعنا أن نثبت للعالم أن لدينا شواهد أثرية ومعالم تاريخية تؤكد البعد الحضاري لأرض المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن المملكة تعج بالمواقع الأثرية التي تدل على حضارة عريقة في القدم وعلى عبق تاريخي متميز وجميعها تستحق أن تُسجل على قائمة التراث العالمي وما موقعا الحجر والدرعية إلا بداية فقط في هذا المضمار.
وقال مدير المتحف الوطني إن الدرعية وحي الطريف بشكل خاص يمثلان مرحلة تاريخية متميزة في تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث تعد الدرعية من أقدم المستقرات البشرية منذ عصور ما قبل التاريخ وفجره، وترقد على ضفاف وادي حنيفة مشكلة إحدى أهم نقاط التقاء طرق التجارة التي كانت تربط ما بين شرق الجزيرة العربية وغربها وشمالها وجنوبها.
وأشار السعود إلى أن دور الدرعية السياسي والحضاري برز مع تسلم الإمام محمد بن سعود مقاليد الحكم في نجد وتأسيس الدولة السعودية الأولى سنة 1139هـ/ 1726م، وعلى مدى قرن من الزمان تقريباً هو عمر الدولة السعودية الأولى نمت الدرعية وتطورت وازدهرت، وصارت مركزاً سياسياً وثقافياً واقتصادياً ووصفها المؤرخون المعاصرون في فترات ازدهارها بأنها كانت مدينة عامرة، فيها عديد من الأحياء والمساجد والمباني ويحيط بها سور ضخم مزود بأبراج وحصون، ويعد حي الطريف من أبرز أحياء الدرعية بما يضم من قصور وميادين ومساجد. وتطرق إلى موقع جدة التاريخية وأهميته وتميزه بالمساكن الجميلة والقصور التي تحتفظ بالكثير من العناصر الفنية والخصائص التخطيطية، والتي تكون نسيجاً متجانساً وتعطي مثالاً حياً قائماً للمدينة العربية الإسلامية الأصيلة.
وتحدث عن أهم سمات جدة التاريخية ومتاجرها وشوارعها وأزقتها، لافتاً إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار قدمت ملف ترشيح جدة التاريخية للتسجيل في قائمة التراث العالمي باليونسكو، وسيناقش الملف في الاجتماع القادم للجنة التراث العالمي 1432هـ/2011/2011م.