|
برلين -الجزيرة
نوه وكيل وزارة الخارجية الألمانية الاتحادية الدكتور رولف روتهارد بالعلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية ألمانيا الاتحادية التي يعود تاريخها إلى العام 1954م، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين تشهد تطوراً ونمواً في مختلف المجالات تعكس رغبة القيادتين وحكومتي البلدين في الدفع بهذه العلاقات نحو مزيد من التعاون بما يحقق مصلحة الشعبين الصديقين.وأكد أن المملكة العربية السعودية دولة مهمة في منطقة الشرق الأوسط ولها دور كبير في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار ليس في المنطقة فحسب بل وفي العالم أجمع، إلى جانب دورها الرائد في الاقتصاد العالمي من خلال نهجها الاقتصادي في سوق النفط العالمية الذي تقوم على أهمية تحقيق التوازن في أسعار البترول بما يحقق مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
جاء ذلك خلال استقبال وكيل وزارة الخارجية الألمانية الاتحادية في مقر الوزارة بمدينة برلين وفد لجنة الصداقة البرلمانية السعودية الألمانية في مجلس الشورى الذي يزور ألمانيا الاتحادية حاليا برئاسة عضو المجلس نائب رئيس اللجنة الدكتور سعد بن عبدالرحمن البازعي.
ويضم الوفد في عضويته عدداً من أعضاء مجلس الشورى أعضاء اللجنة وهم الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي، والدكتور عبدالله بن سعيد أبو ملحة، والدكتور فهاد بن معتاد الحمد. والدكتور قاضي بن محمد عقيلي، والدكتور محمد بن زامل الشريف، والدكتور محمد بن مطلق المطلق, والمستشارة بالمجلس الدكتور نهاد بن محمد الجشي.
وأبدى رغبة بلاده في تعزيز وتنمية علاقاتها مع المملكة في المجالات التعليمية والثقافية والاقتصادية، مشيراً إلى رغبة بعض الشركات الألمانية في المشاركة في تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى بالمملكة وبخاصة في مجالي السكة الحديد، والصحة.
وشدد على موقف ألمانيا من عملية السلام في الشرق الأوسط الذي يرتكز على حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، واستمرار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لإحلال السلام في المنطقة.
ورحب بالمصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وطالب إسرائيل وقف عملية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
من جانبهم اطلع أعضاء الوفد المسؤول الألماني على دور مجلس الشورى في المجالين التنظيمي والرقابي بالمملكة وآلية العمل في المجلس وهيئته العامة، ولجانه المتخصصة.
وأوضح الدكتور البازعي أن مجلس الشورى يسن الأنظمة الجديدة ويعدل الأنظمة القائمة بما يواكب المستجدات ويستجيب لحاجات المواطنين، كما أنه يمارس الدور الرقابي من خلال مناقشة التقارير السنوية لأجهزة الدولة ومؤسساتها، إلى جانب دراسة الاتفاقيات الثنائية بين المملكة والدول الشقيقة والصديقة والموافقة عليها، ومناقشة المعاهدات الإقليمية والدولية وإقرارها.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تعيش نهضة عصرية اتسمت بالتحديث والتطوير لأنظمتها الاقتصادية والتعليمية والقضائية بتوجيهات ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رائد التحديث، منوها على نحو خاص إلى إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.
في السياق ذاته أوضح عضو المجلس عضو الوفد الأستاذ عبدالله أبو ملحة أن أعضاء المجلس يتم اختيارهم وتعيينهم في المجلس من قبل خادم الحرمين الشريفين، مشيراً إلى أعضاء المجلس هم نخبة أهل الخبرة والاختصاص في مختلف المجالات غالبيتهم يحملون مؤهلات عليا في تخصصات عديدة مما يثري مناقشة الموضوعات ويسهم في وصول المجلس إلى القرارات الرشيدة.
وتحدثت عضو الوفد المستشارة بالمجلس الدكتورة نهاد الجشي عن عدد المستشارات السعوديات غير المتفرغات بالمجلس من ذوات الخبرة والمؤهلات العالية في مختلف التخصصات العلمية، ودورهن في عمل المجلس من خلال مشاركتهن في اجتماعات بعض اللجان المتخصصة عند مناقشتها لموضوعات تخص المرأة والأسرة والطفل، كما تبدي المستشارة رأيها كتابياً في مثل هذه الموضوعات، أو في موضوعات تندرج ضمن تخصصها العلمي، إلى جانب مشاركتهن في الوفود الرسمية التي تمثل مجلس الشورى في المؤتمرات البرلمانية الإقليمية والدولية التي تتضمن أجندتها موضوعات تخص المرأة والطفل، واستقبال الوفود النسائية من البرلمانات العربية والعالمية التي تزور مجلس الشورى.
على صعيد ذي صلة استقبل معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية الدكتور أسامة شبكشي أعضاء وفد مجلس الشورى وذلك في مكتبه بمقر السفارة.
ونوه معاليه بأهمية مثل هذه الزيارة التي تعمق الروابط بين أعضاء مجلس الشورى وأعضاء البرلمان الألماني، مؤكداً على دور لجان الصداقة البرلمانية في هذا المجال.
وأشار إلى تطور العلاقات الثنائية بين المملكة وألمانيا بفضل من الله ثم بحرص القيادتين في البلدين على تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة.
من جهة أخرى اجتمع وفد مجلس الشورى مع رئيس وأعضاء الغرفة التجارية والصناعية العربية والألمانية، وتركز الحديث خلال الاجتماع على الدور الذي تقوم به الغرفة في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين رجال الأعمال في الدول العربية وألمانيا الاتحادية، وتشجيع رجال الأعمال الألمان والشركات الألمانية على الاستثمار في الدول العربية، وبخاصة في المملكة التي قال عنها الأمين العام للغرفة التجارية والصناعية العربية والألمانية عبدالعزيز المخلافي إنها تتمتع باقتصاد قوي ومتين واستقرار سياسي وعدّ هذه الميزات من أهم مقومات نجاح الاستثمار في أي بلد.
تجدر الإشارة إلى أن حجم التبادل التجاري بين ألمانيا الاتحادية والدول العربية يفوق 29 مليار يورو، ويميل الميزان التجاري لصالح ألمانيا.
كما قام وفد الشورى بزيارة لمعهد غوتا الثقافي الألماني والتقى مديره العام البروفيسور ميشيل بايسمان، وتناول الجميع خلال اللقاء الدور الذي يقوم به المعهد في خدمة الثقافة الألمانية وتعليم اللغة الألمانية لغير الناطقين بها، وأجمع أعضاء الوفد على أهمية افتتاح فرع للمعهد في منطقة الخليج العربي ليسهم في تعليم اللغة الألمانية لأبناء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الراغبين في مواصلة تعليمهم العالي في ألمانيا.