كنت أذهب مع أبي و أنا صغير إلى أسواق جدة القديمة، و الآن حين أذهب إليها وحدي أتذكر تَجَوّلي أنا و أبي فيها قبل سنوات بعيدة . فكتبتُ هذه الأبيات بتأثير تلك الذكريات .
أَتيتُ أُسائلُ هذا الحجرْ
و أَبحثُ بينَ جُموعِ البشرْ
أَتيتُ أُفتِّشُ عن والدي
هنا كانَ يمشي ، هناكَ انتظَرْ
هنا كانَ يَسألُ عن لُعْبتي
و يُملأ كيسي بِبَعضِ الكُوَرْ
كأني أَراهُ يَمُدُّ يَدَيهِ
إليّ فَأَركضُ خَلفَ الصُّورْ
و أَتْبَعُ وَجْداً أَراهُ أَمامِي
تَناثَرَ مِثلَ رَذاذِ المَطرْ
أَتيتُ أُقَبِّلُ أَطيافَهُ
و أَشكو إليها عَناءَ السفَرْ
و أَسْتَلُّ منها شُعاعاً لِفَجري
و مَوجاً لِمَدِّي إذا ما انحََسَرْ
غَذَتْهُ الصلاةُ و أذكارُها
و آيُ الكِتابِ و نَجْوَى السَّحَرْ
و ما كانَ إلاّ جَميلَ الحُضورِ
نَقِيَّ السطورِ قَلِيلَ الضَّجَرْ
فَيا ربِّ بارِكْ على والدي
و آمِنْهُ يومَ يُنادَى البشرْ