لقد دأب هذا الملك الإنسان كعادته دائماً على تلمس حاجيات أبناء وطنه وتخفيف معاناتهم، وقد أبت نفسه إلا أن تُدخل الفرحة في نفوسهم وتخفف الأعباء التي تثقل كاهلهم، فها هو قد أمر بعددٍ من القرارات الملكية التي كان لها وقع طيب لا مثيل له في نفوس مواطنيه.
هذه القرارات شملت معالجة غلاء المعيشة، واهتمت بأوضاع مديونية القروض، ودعمت البرامج الرقابية، وعالجت جانباً من القروض العقارية، ونظرت بتأن إلى مشكلة البطالة وغيرها، وراعت مختلف أطياف المجتمع، وعملت بوعي باهر على محاصرة الفقر، وتوفير أسباب الحياة الحرة الكريمة لأبناء وطنه، والجميع يذكر الزيارة الميمونة للملك عبد الله التي قام بها منذ ثمانية أعوام مضت، عندما كان ولياً للعهد آنذاك، لعدد من الأحياء الفقيرة في جنوب الرياض.
إن ما أعلنه الملك من قرارات شاملة تصب في مجملها نحو رفعة أمته ورخائها لتلامس بصداها قلب كل مواطن وثق بقائده فأحبه؛ لذا فإن ولاءهم وحبهم له يفوق كل التوقعات.
وقد شكّلت القرارات حلولاً جذرية للكثير من المتطلبات الشعبية بدءاً من توفير السكن، ورفع سقف التمويل من قبل صندوق التنمية العقارية، وتفعيل سياسة المحاسبة والمراقبة الحكومية لكل ما يمس حياة المواطن من مراقبة للأسعار، ومحاربة الفساد؛ لتعكس في طياتها التأكيد والعمل بكل شفافية للحفاظ على مقدرات الوطن تجاه العابثين وضعاف النفوس؛ لتساهم في بداية جديدة نحو تنمية مستدامة، ينعم من خلالها الوطن والمواطن برفاهية العيش التي يستحقها.
هذا الشعب العظيم لم ينصت لكل حاقد مؤجج للفتن سواء من داخل البلاد أو خارجها؛ لأنه يعلم علم اليقين أن محبته وولاءه لدينه ثم مليكه ووطنه خط أحمر لا يمكن بأي حال المزايدة عليه، أو محاولة استغلاله من قِبل المارقين العابثين.. هو شعب راسخ المبادئ، عالِم بما يحاك له، لم يقبل ولن يقبل أحداً غير ولاة أمره.
وبتأمل ما تضمنته الأوامر الملكية يتضح للمواطن أن هذه الأمة الراشدة كان قدرها في هذا الوقت المبارك أن تخطو خطوات واسعة إلى الأمام فيما يصلح شأنها ويضمن تقدمها ورقيها بعلم وبصيرة وبشمول متوازن مدروس بعناية، بحيث يأخذ كل فرد من أفرادها نصيبه من ثمرات هذه الأوامر. في الاعتمادات المالية السخية، والمشروعات التنموية رفيعة المستوى، وفي الوظائف المدنية والرتب العسكرية وفي التوظيف وفي الإسكان وفي الصحة, وبعناية واهتمام في تنفيذ الأوامر السابقة واللاحقة، وبمراعاة عاقلة لثوابت الدولة وهوية الأمة، وفي غير ذلك مما أوردته الأوامر وعنيت به، كل ذلك موجَّه لمصلحة الأمة مواطناً ووطناً.
إن من عظيم نعم الله على هذه البلاد أن تسعد الأمة بولي أمر صالح يحب شعبه، وبشعب وفي يحب ولي أمره، ولحمة الأمة تزداد ثباتاً, وتضامن أمتنا في ماضيها وحاضرها يزداد قوة ورسوخاً, اقتناعاً ورضا وامتثالاً لهدي شريعة الإسلام.
قال تعالى في مُحْكم التنزيل:{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ}، ويقول رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه: «يد الله مع الجماعة».
ونحمد الله سبحانه وتعالى أن وهبنا قيادة رشيدة تتخذ القرآن والسُّنة دستوراً ومنهجاً، وتقيم حدود الله وشرعه، وعلماء ربانيين كانوا وما زالوا خير معين لقادتنا وحكامنا، كما نحمده على نعمة الأمن والأمان والاستقرار ورغد العيش الذي نرفل فيه، وعلى هذه القرارات المباركة الكريمة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في كل المجالات، والتي تصب في مصلحة الوطن والمواطن. أطال الله في عمره وألبسه ثوب الصحة والعافية.
كيف لا نحبك يا ملكنا وأنت من أكد لنا أن كل ما يصدر من قرارات هو حق للشعب، وليس مكرمات.. نعم هي كذلك؛ لأنك يا أبا متعب خير مكرمة حباها الله في نفوس شعبك الوفي.
وختاماً نقول: هنيئاً لملكنا بأمته الوفية، وهنيئاً للأمة بملكيها المحب.
* مستشار وكبير أخصائيي معلومات -مركز الدراسات المتخصصة