|
لا يزال الشاعر محمود درويش بعد رحيله يتسرب كالضوء على صفحات الصحف ويمتد بحضوره إلى أعماق الوجدان.
وكتاب (محمود درويش.. حالة شعرية) الذي ألفه أ. صلاح فضل.. وصدر عن الدار المصرية اللبنانية أحد أهم الكتب التي صدرت عن الشاعر محمود درويش وقد جاء في مقدمة الكتاب:
محمود درويش يظل حالة شعرية متفردة تستحق التأمل ملياً في سياقاتها الإبداعية والنصية.
كانت حياته موزعة بين الأزمنة والأمكنة والقصائد..
وله في قرية البورة في الخليل الغربي بفلسطين لأسرة ريفية بسيطة، أب مزارع وأم قروية وسبعة إخوة يهزهم زلزال النكبة عام 1948 فينزحون قسراً عبر الحدود إلى القرى اللبنانية لكنهم لا يلبثون أن يدركوا قسوة الاقتلاع وضرورة التشبث بالأرض فيعودون متسللين إلى موطنهم.
وعن شعر محمود درويش قال: أ. صلاح فضل:
استطاع درويش أن يدخل في كل قصيدة «موتيفات» جديدة ولقطات منسوجة بمهارة فائقة تحيل على عالمه الخاص وتحول دون ضياع المعنى وحيرة التلقي في تحديده عند استعصاء الفهم المنطقي المشترك.
استطاع أن يبث رموزه ويطلق إشاراته ويخطط هندسته للقصيدة مجدداً في نسيجها وتقنياتها ودرجة كثافتها في كل مرة يمارس فيها مغامرة الكتابة كأنه يولد من جديد. والكتاب يركز على الخصوصية التي تميز بها محمود درويش حياة وإبداعاً.. فجاءت حياته نسيجاً لاحماً ملتحماً مع الأرض.. لم ينفصم عنها ولم تنقطع وشائجها التي تربطها به وجاء إبداعه معبراً عن ذلك التلاحم في عشق دائم يتخذ آلاف الأشكال والرؤى والتحولات وسيسافر عبر نصوص خالدة من الإبداع والتراث والواقع مشكلاً في كل ذلك تلك الحالة التفردة.
ولد محمود درويش شعرياً عندما أبرز من خلف أسوار الاحتلال (بطاقة هويته) فلفت أنظار العالم وهو يقول:
سجل!
أنا عربي
ورقم بطاقتي خمسون ألف
وأطفالي ثمانية
وتاسعهم سيأتي بعد صيف