Friday  01/04/2011/2011 Issue 14064

الجمعة 27 ربيع الثاني 1432  العدد  14064

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

جهاز الحسبة فائدة الرسالة وخلافة النبوة
د. مزنة بنت مزعل العيد

رجوع

 

إن مما يحز في النفس ويؤلم القلب، ويدمع العين ذلك الهجوم الشرس العنيف والسخرية والاستهزاء اللامتناهيين ضد جهاز شرفه الله تعالى وخصه بالفضل والتكريم، إنه جهاز خصه الله بالرفعة والمقام العلى، بل هو فائدة الرسالة وخلافة النبوة كما قال القرطبي -رحمه الله تعالى-: إنه جهاز الحسبة أو الهيئة ذلك الجهاز الذي فضلنا رب العزة والجلال بتطبيقه وتفعيله، فلقد تطاولت الأيدي بالكتابة عنهم بأسلوب يدعو للتحقير والتنفير والتسفيه إما علناً وصراحة بدلالته، أو بمفهومه الإشاري عن طريق الرسوم التي صدرت بها بعض الصحف. أهذا هو حقهم على مجتمعهم؟ أم هو نوع من الإحسان كما يظن!!!! فما هو جرمهم؟ هل لأنهم يدعون للخير ويقمعون المنكر والفجور؟ أو لأنهم يحاربون السحر والشعوذة؟ أو لأنهم يمنعون الكتب التي تدعو للباطل وتخالف العقيدة؟ أو لدورهم الفاعل في إحباط عمليات تهريب المخدرات وبيع الخمور وتعاطيها؟

أو ربما لمنع التبرج والسفور في الأسواق والأماكن العامة؟ أو لأنهم يحولون دون ابتزاز النساء أو نشر صورهن للنيل من أعراضهن؟

فهل ما تقدم مدعاة للتجريم والتشنيع بهم! يكفيهم فخرا أن الله تعالى قال فيهم {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} (165 سورة الأعراف)، وفي الحديث (قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال: يا رسول الله أي الناس خير؟ فقال: خير الناس أقرؤهم وأتقاهم وأمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم).

قال الغزالي: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين وهو المهم الذي ابتعث الله له النبيين أجمعين. وقد نقل النووي وابن حزم إجماع الأمة كلها على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. فيا ليت تلك الأقلام المسعورة تسخر من دعاة الفجور والمنكر والبغي.

أسأل الله تعالى لرجال الحسبة مزيداً من التوفيق والنصرة والتمكين وعلو الشأن. وختاماً أقول لهؤلاء الكتاب والرسام اتقوا الله فيهم فإنكم مؤاخذون بما تكتبون وترسمون فإن من ورائكم الآلاف الذين قد يتأثرون بما تنفخ صدوركم ويكون عليكم وزرهم {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (18 سورة ق) فما ساد هذا الأمن والرخاء إلا لتطبيق هذه الشعيرة (ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي، هم أعزو أكثر ممن يعمله، لم يغيروه إلا عمهم الله بعقاب) وأخرج أبوداود في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم (ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون على أن يغيروا فلا يغيروا إلا أصابهم الله بعذاب من قبل أن يموتوا) ولا حول ولا قوة إلا بالله والله المستعان.

* أستاذ أصول الفقه المساعد -بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة