الجزيرة - الرياض :

أطلقت مكتبة الكونغرس في واشنطن سنة أمين الريحاني العالمية لمناسبة الذكرى المئوية الأولى لرواية الريحاني الفلسفية الإنكليزية كتاب خالد، وذلك في مؤتمر علمي، الثلاثاء 29 آذار 2011، شارك فيه باحثون من جامعات عدة من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكندا ولبنان والمملكة العربية السعودية، وبمشاركة عدد من الباحثين الأميركيين. سفير لبنان في واشنطن أنطوان شديد ألقى كلمة لبنان في جلسة الافتتاح إلى جانب كلمة رئيس مكتبة الكونغرس جايمز بلينغتون وكلمة مدير مشروع كتاب خالد الباحث تود فاين. ويشير موقع مكتبة الكونغرس على شبكة الإنترنت إلى أن «أمين الريحاني هو الكاتب العربي الأميركي الأكثر تأثيراً والأكثر شهرة في العالم.» حضر المؤتمر عدد كبير من السفراء والدبلوماسيين العرب إلى جانب كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ومكتبة الكونغرس، وجمهور من الأميركيين من أصل لبناني وعربي. وقد شاركت الصحافة الأميركية في تغطية هذا الحدث كان آخرها صحيفة الإكسبرس الصادرة عن الواشنطن بوست والقائلة: «أمين الريحاني رائد في الأدب المهجري وأول روائي في الأدب العربي الأميركي. وقد خصصت له مكتبة الكونغرس يوماً كاملاً لمناقشة معالم أدبه ومكانته في الأدب العربي الأميركي الحديث وفي الآداب العالمية المعاصرة، وذلك بمشاركة من باحثين جامعيين من مختلف أنحاء العالم.»

تناول سهيل بشروئي، الباحث الأكاديمي وأستاذ الدراسات الحضارية في جامعة ماريلاند، الجذور الروحية لفكر الريحاني تركيزاً على مبدأ وحدة الأديان ووحدة الوجود. وعالج ناثن فَنك، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة واترلو في كندا، «الريحاني مفكراً آن أوانه.» وعرض جفري ناش، أستاذ الأدب الإنكليزي والأدب المقارن في جامعة ساندرلاند في بريطانيا، مسألة كتاب خالد من زاوية المستقبل الكوني والعولمة عند خالد، وذلك قبل أن تولد بنحو مئة عام.

وناقش هاني بواردي، أستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة ميشيغان، مسألة تأريخ الهجرة العربية للولايات المتحدة، وتحديداً إلى مانهاتن في نيويورك، من خلال كتاب خالد. أما تود فاين، مدير مشروع كتاب خالد والباحث الاجتماعي وخريج جامعة هارفرد وجامعة سيراكيوز، فتحدّث بموضوع مغامرات خالد في نيويورك، وبخاصة المغامرات الأدبية والثقافية، من خلال النظر إلى كتاب خالد من زاوية الرواية الإثنية في الآداب العالمية المعاصرة. ثم ناقش وائل حسن، أستاذ الأدب المقارن في جامعة إلينوي، مكانة الريحاني في الأدب الأميركي الحديث والأثر العربي فيه.روجر ألان، المستعرب الأميركي وأستاذ الفكر الاجتماعي المقارن في جامعة بنسلفانيا، توقف عند النهضة العربية ودور الريحاني ومكانته في الأدب المهجري.

الكاتبة والمؤرخة الأميركية ماري آن دينابولي أضاءت على البيئة النيويوركية والمجتمع الاغترابي في مانهاتن السفلى في تكوين الشخصية الثقافية والأدبية التي تميّز بها الريحاني. وتناول ستيفن شيهي، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في جامعة ساوث كارولينا، البعد العالمي لفكر الريحاني القابع على تخوم الشرق والغرب.

واختتم المؤتمر الباحث والناقد سعد البازعي، عضو مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية، الذي توقف عند مكانة الريحاني في حركة النهضة العربية، وعلى تمكن فيلسوف الفريكة من اختراق الأدب العربي الحديث إلى الآداب العالمية.

تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر مكتبة الكونغرس حول الريحاني وكتاب خالد يعتبر الحدث العربي الأميركي الأبرز منذ مطلع هذا القرن.