منذ أن نشأنا وترعرعنا على تراب هذه الأرض المباركة ونحن نعيش -والحمد لله- بأمن وخير وسلام، قلوبنا واحدة وصفوفنا واحدة وقيادتنا واحدة، يجمعنا دين واحد هو الإسلام الحنيف دين العدل والحق.
ومن نعم الله علينا أن رزقنا بقيادة حكيمة وعادلة مؤمنة بكتاب الله وسنة نبيه الطاهرة، مطبقة شرع الله القويم في كل شيء، مما جعل الجميع يعيش في راحة وطمأنينه، وأصبح كل ينال حقه وفق الشريعة الغراء.
إننا في هذه البلاد الغالية قد نكون محسودين لأسباب عدة، لعل من أهمها هو تلاحمنا القوي مع قيادتنا الرشيدة، وتكاتفنا مع بعضنا البعض، وعدم فتح أي مجال لكل حاسد أو مغرض يحاول الفرقة وخلق الفتنة بيننا، كما أننا محسودون أيضاً لما ننعم به من أمن وأمان ورغد عيش. كل هذا بفضل الله عز وجل ثم بفضل طاعتنا لله سبحانه وطاعة رسوله الكريم واتباع تعاليمه وطاعة ولاة أمرنا -وفقهم الله.
وهذا هو ما يميزنا كسعوديين، فلله الحمد والمنة ولاؤنا ووفاؤنا ومحبتنا لقادتنا جميعها ثابتة وشامخة كشموخ الجبال الرواسي لا يهزها ريح ولا يغيرها سفيه أو جاهل. ولعل يوم 11 مارس، اليوم الذي دعا فيه بعض الشرذمه الحاقدة لعمل تظاهرات ومسيرات في بلادنا الغالية، وما وجدوه من خيبة أمل وفشل ذريع من أبناء الشعب السعودي الوفي الذي ضرب بذلك أروع الأمثلة في الولاء والالتزام بالوفاء وحفظ الأمن، لهو أكبر شاهد على ذلك. وبطبيعة الحال قد يكون هذا الأمر غير مستغرب منا كسعوديين، فالأحداث التي عصفت بالمنطقة والعالم من إرهاب وتفجير ومشكلات وتغيرات لم يزيدنا ذلك إلا إصراراً وتلاحماً وصلابة وتضحية وفداء لهذا الوطن الغالي وقائده الذي يحب شعبه ويسهر من أجله لإيجاد وتوفير أسباب الراحة والرفاهية له، بل المتتبع لعهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رعاه الله- يلاحظ اهتمام الملك المفدى بالمواطن والوطن، فالكل يرى مشاريع الخير والعطاء والتنمية، إضافة إلى المكارم تلو المكارم لأبنائه، فمنذ أن تولى -حفظه الله- دفة الحكم والمواطن ينعم كل عام بمكارم وخيرات، الهدف منها هو أن يعيش الجميع بسعادة ورفاهية، ولعل آخرها الأوامر السامية التي صدرت يوم الجمعة الثالث عشر من ربيع الآخر لعام ألف وأربعمائة واثنين وثلاثين للهجرة الموافق للثامن عشر من مارس لعام ألفين وأحد عشر للميلاد، والتي جاءت بعد الكلمة الأبوية الحانية من والد الجميع لأبنائه وبناته الذين كانوا يتطلعون لرؤية والدهم وسماع صوته بشغف كبير في جميع مناطق المملكة العربية السعودية والتي كانت جميعها تصب في مصلحة الوطن وفائدة المواطن. نعم لقد فرح المواطن بتلك الأوامر التي أثلجت صدره ورسمت على محياه البهجة والسرور لأنها هدية كريمة من والده وقائده الذي ابتهج بعودته قبل أيام إلى أرض الوطن سالماً معافى بعد أن كلل الله رحلته العلاجية بالتوفيق والنجاح.
واتسمت مشاعر وتعابير الفرحة على الصغير والكبير الذي بادل مليكه الحب بالحب والوفاء بالوفاء، وعمَّت مظاهر السعادة شوارع وميادين العاصمة الحبيبة الرياض، وامتد ذلك ليشمل بقية المناطق والمحافظات بالمملكة.
إن اهتمام وحرص قادة هذه البلاد -وفقهم الله- بالمواطن وتلمس احتياجاته والوقوف معه في الرخاء والشدة، ليس وليد اليوم، وإنما هو نهج ساروا عليه منذ توحيد هذه البلاد الغالية على يد المؤسس الراحل جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه. فجزاهم الله عنَّا كل خير وحفظهم من كل شر، وأتمَّ علينا نعمة الأمن والأمان، وحفظ بلادنا وأدام عليها رخاءها واستقرارها وعزها ونماءها تحت ظل قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود سلمه الله وابقاه ذخراً للإسلام والمسلمين، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حفظهم الله وأعانهم على أداء مسؤولياتهم ووفقهم لما يحبه ويرضاه.
والسلام عليكم ورحمة والله وبركاته
الحرس الوطني - الرياض