Saturday  12/03/2011/2011 Issue 14044

السبت 07 ربيع الثاني 1432  العدد  14044

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

تعقيباً على العُمري: إلا كبار السن يا هؤلاء...!

رجوع

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد:

فقد اطلعت على مقال الكاتب سلمان بن محمد العُمري في صحيفتكم الغراء يوم الجمعة 15-3-1432هـ تحت عنوان (سلوكيات خاطئة في المجالس) والتي تناول فيها بعض السلوكيات الخاطئة لبعض المنتسبين (مظهرياً) للعلم الشرعي مع كبار السن في مجتمعنا السعودي وخصوصا في المجالس العائلية والمناسبات الاجتماعية الأسرية.

وإن كنت أتفق مع ذكره في عناية الإسلام لكبار السن من العناية، والتقدير، والإجلال، والاحترام الواجب على الصغار ومع ما ذكره مستشهداً بما في السنة النبوية من الأحاديث الشريفة التي تدعو إلى توقير الكبير، وإبراز مكانته ومنها قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما- أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا)، وفي حديث آخر في البخاري عن أبي موسى رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم).

ومما قرأته في المقال لدي عدة وقفات منها: التأكيد على ما ذكره الكاتب من احترام الكبير والرحمة بالصغير في المجتمع السعودي.

الوقفة الثانية: لعبت التحولات الاجتماعية في التأثير على مكانة الكبير في المجتمع السعودي، فبعد أن كانت المعرفة الاجتماعية تقوم على أساس السن والمكانة الأسرية فالأب والجد بحكم معرفتهم الاجتماعية في الحياة العامة يستطيعوا أن يوجهوا الصغار ويفيدوهم بحكم تجاربهم الشخصية، نجد اليوم أن بعض الصغار لديهم المعرفة العلمية أكبر من كبار السن فمجتمع المعرفة أثر على التحصيل العلمي والمعرفي في السلوك الاجتماعي فقد قلب المعادلة فأصبح الشباب لديهم من المعارف أكثر مما لدى الكبار، وأحدثت ما يسمى بالفجوة المعرفية بين الكبار والصغار والذي انعكس بدوره على التعامل بين الصغار والكبار.

الوقفة الثالثة: ظهر في المجتمع السعودي ما يسمى بالنزعة الفردية، وبروز التمثيل الفردي، وضعف التمثيل الاجتماعي، فبعد أن كان الفرد يحرص أن يمثل البيئة الاجتماعية التي ينتمي إليها سواء كان الانتماء للقبيلة أو القرية أو البلد الذي ينتمي إليه، نجد اليوم من يحرص أن يبرز الانتماء الفردي له، وهذه الوقفات لعبت دوراً كبيراً في تعامل الصغار مع الكبار وأحدثت ما تحدث عنه الكاتب العُمري من تهميش لدور الكبار في السن في المجتمعات وإضعاف لمكانتهم وخبراتهم في المجتمع، والذي أطالب أن يهتم بكبار السن في المجتمع والتأكيد على الاستعانة بهم سواء في الاستشارات أو التدريب في الدوائر الحكومية والأهلية.

د. منصور بن عبدالرحمن بن عسكر -أستاذ مشارك في علم الاجتماع

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة