بادئ ذي بدء أؤكد إعجابي واحترامي وتقديري للفريق الاتحادي الذي حجم بيروزي الإيراني.. وسحقه بثلاثة أهداف كانت قابلة للزيادة.. كأول فريق عربي يحقق فوزاً مستحقاً على فريق آخر من أندية غرب القارة غير العربية.. ضمن الجولة الأولى للمسابقة الآسيوية الأهم.. ولكن الأجمل والأروع في الأمر هو تحجيم الاتحاد للفرق الإيرانية.. والتاريخ يؤكد علو كعبه على الفرق الإيرانية.. ولا شك أن الاتحاد حفظ ماء وجه الكرة السعودية والخليجية برمتها مساء الأربعاء الماضي.
هذا وعندما خسر الهلال في الموسم الماضي موقعة آهان أصفهان هنا بالرياض.. وخرج بخفي حنين.. قلنا بكل وضوح إن الإعداد الإداري للمباراة كان ضعيفاً.. بل كان عامل ضغط على اللاعبين أنفسهم.. فهل يعقل أن فريقاً حقق نفس البطولة ست مرات كرقم قياسي.. ومع ذلك تقوم إدارته بوضع اللاعبين في مأزق نفسي يتمثل برهان استمرار الإدارة أو استقالتها.. حسب نتيجة مباراة؟!.. أو حتى بطولة؟!!.. في الوقت الذي كان مفترضاً على الإدارة الهلالية أن تزرع الثقة في اللاعبين.. وتؤكد لهم بأنهم أسياد آسيا المتوجين بست بطولات آسيوية وليست بطولة أو بطولتين أو حتى ثلاث بطولات.. والتأكيد أن المباريات الآسيوية لدى الإدارة مثلها مثل أيّ مسابقة أخرى.. وأعتقد أن الخطأ ما زال مستمرا والدليل غياب رئيس النادي عن مباراة سابهان.
هذا عدا انجراف الهلاليين لمقولات وهمية للإعلام المتربص بالهلال.. لتجعل مشاركات الهلال الآسيوية تقع دائماً تحت ضغط نفسي كبير.. وأكمله كالديرون بتغييب اللاعب خالد عزيز ليكون ساتراً مع رادوي للدفاع الهلالي.. ويظهر أن كالديرون فضل أن يلعب بمحور واحد.. بزعمه أن المباراة في أرضه وبين جماهيره وهي حجة بليدة تخطاها الزمن.
ذلك جانب.. والجانب الآخر يتمثل بالفارق البدني الهائل بين لاعبي الهلال والفرق الإيرانية تحديداً.. فبعد مباراة آهان أصفهان.. والخروج على يديه الموسم الماضي.. ووضوح عجز لاعبي الهلال عن مقارعة الخصم الإيراني الأقوى بدنيا.. والأعلى طولاً.. و(الأمكر) كروياً.. اعتقدت ومعي الكثيرون من المهتمين.. بأن إدارة الهلال سوف تحضر لاعبين على مستوى عالٍ.. وتستبدل لاعبيها الأجانب عدا رادوي.. بلاعبين ذوي تكوين بدني قوي.. ومستوى كروي عال.. مثل ما تفعل الفرق الآسيوية الأخرى.. في شرق القارة وغربها.. حتى أن فريقاً مثل سابهان قد استعان بلاعبين أجانب من ذوي البنية القوية والطول الفارع مع مخزون هائل من المهارة الكروية.. فأحضر كل من البرازيلي فابيو جانيريو والسنغالي إبرهيما توري كرأسي حربة للفريق.. بينما الهلال يحضر أحمد علي ووليد الجيزاني!!.
فعلاً الهلاليون يحلمون بتحقيق البطولة الآسيوية السابعة في تاريخ ناديهم العريق.. إذا لم يتطوروا كفكر.. وكعناصر.. واستبدلوا فاقدي البناء الجسماني الصحيح والمكر الكروي؛ الذين يؤهلهم لمقارعة لاعبين أكثر تأهلاً في دوري آسيا للمحترفين؟!!.
هذا ولعل إمكانات الشلهوب والعابد والدوسري والفريدي الفنية.. وما يملكون من ترسانة مهارية تشفع لهم بمقارعة أعتي الفرق.. ومع ذلك تمارس عليهم الضغوط بالاستقالات وغيرها. وفي نفس السياق.. وأثناء بطولة الأمم الآسيوية الأخيرة.. أشفقت على وضع لاعبي منتخبنا في مباراتهم مع الأردن.. فقد كان الفارق البنائي الجسماني كبيراً وشاسعاً.. بينما لاعبو المنتخب الأردني يتمتعون ببنيان بدني رائع.. بدءًا بحارسهم عامر شفيع وانتهاء برأس الحربة عدي الصيفي المحترف في قبرص.. لذا حققوا نتائج أفضل كثيراً من المنتخب السعودي. وكنت أراهن على اللاعبين أسامة المولد ونايف هزازي الذي اشترك مع الحارس الأردني عدي الصيفي في كرة مشتركة.. كاد يدفع ثمناً ذلك الاشتراك غالياً فأصبح يتلاشى الالتحام بعامر شفيع ما تبقى من المباراة.
أرجو أن يصل رأيي لكل الأندية السعودية.. فمثلاً لاعب نحيل ماذا تريدون منه أن يفعل وهو محاصر وسط غابة أشجار الجميز الإيرانية.. ماذا يفعل وتركيبته الجسمانية ضعيفة هل نطلب منه فعل المعجزات؟.
وكما أسلفت فهناك لاعبون صغار في التكوين الجسماني ولكنهم فاعلون مثل الشلهوب والفريدي وعبدالعزيز الدوسري والعابد.. ومواقعهم بالوسط ومهاراتهم الفنية تغطي على ضعفهم البدني.. وهؤلاء قل أن تجدهم.. ومنهم أيضاً لاعب الأهلي السابق خالد قهوجي مهاراته تغطى وتطغى على تكوينه الجسماني بمراحل.
إن الفرق التي يتمتع لاعبوها بالتكوين البدني القوي.. والأطول قامة هم الذين يكسبون النزال عادة.. أرجو مرة أخرى أن تكون الرسالة قد وصلت للهلاليين وغير الهلاليين.. وهي رسالة محب تقول: لن تحققوا بطولة آسيا بمثل هؤلاء اللاعبين.. ففاقد الشيء لا يعطيه.
هذا ولم أتطرق لمباراتي النصر والشباب الآسيويتين لأني لم أشاهد مباراتهما.. وإنما التعادل في أرض الخصم بمثابة فوز.. مع فائق الشكر والاحترام للنادي الكبير الاتحاد.. الذي حفظ كرامة الكرة السعودية أمام الكرة الإيرانية.
نبضة!!
- على إدارة الأهلي البحث الحقيقي عن سبب نزوح المدربين من الأهلي أمثال الأرجنتيني الفارو، والبرازيلي فارياس، والنرويجي يوهان سوليد.. وليس تتبع قضية خاسرة لميلوفان.. فالرجل دفع الشرط الجزائي كاملاً.. بل يحمد له أنه لم يلجأ للتخبيص حتى يتم الاستغناء عنه مع تسليمه الشرط الجزائي!.