بمسؤولية الشاعر تجاه مجتمعه وبمثاليه مطلقة وكما أمر الله ورسوله ثم ولاة الأمر الكرام أطال الله عمرهم وآدام عزهم منذ عهد مؤسس الوطن الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي وحَّد أبناء شعب هذا الوطن الأبي، يسلط الشاعر الجزل عبيد الأزمع الضوء على سلبية يرصدها بعمقه وشفافيته بأمل زوالها إلى الأبد مفعلاً دور الشاعر الحقيقي كما يجب:
شاب القصيد وباقي الهم ما شاب
ونعيم فكري ما تجاوز جحيمه
يوم انفتح معناي للحرف وإنساب
للحزن قيمة وأصدق الشعر قيمه
نويت أميّلها غزل وأكسب إعجاب
حديث عشقٍ من نديم لنديمه
لكن حضرهم الشعر والغزل غاب
جاء للشعر بين المحاني حطيمه
من يحترق ماله عن النار مجناب
ما هوب شرط إن العواقب سليمة
والشعر لو جاله جماعات وأحزاب
زيف المشاعر لا تمادى ذميمه
يا شينها لا طولت حرب الأعصاب
ما ينتصر فارس ولا من غنيمه
ما جاء بدون حساب ما جاله حساب
والنصر لا جاء سهل مثل الهزيمة
أحدٍ عرق وجهه من الوقت صبّاب
وأحدٍ عرق غيره مسبب نعيمه
للفعل روّاية وللمجلس آداب
وللمستقيم أفكاره المستقيمة
والصفحة اللِّي ضيّعت جهد كتّاب
وجودها وسط المجلة جريمه
من عابها يفتح على الناس له باب
يشيب رأسه ما عرف من خصيمه
ومن غض طرفه ضاع والوقت غلاَّب
والعقل نعمة والجهالة عقيمه
إلى متى زود التفاخر بالأنساب
العز من توّج جديده قديمه
كبوة جواد الروس من حظ الأذناب
وبعض الأسامي جت لهلها هظيمه
بس العزاء ما ينقص النار مشهاب
من شذ محرومٍ عساه الحريمه
والفعل بيت وعزة النفس الأطناب
يبنى على الشيمه وبذل وعزيمه
ولو نظرة العالم لنا بدو وأعراب
حنا الأصول الثابتات المديمه
حنا بنينا المجد من قو الأسباب
تاريخنا طب العقول السقيمة
وما يلغي التاريخ تظليل الأغراب
الحر يفهم والبهيمة بهيمة
عبيد بن محمد الأزمع