لقاء - شالح الظفيري:
«إرادة» هو الاسم المختصر للجمعية الخيرية لذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة الجبيل الصناعية هذه المدينة الحلم.. المستقبل.. والتي تضم أكبر مجمعات البتروكيماويات والصناعات الأساسية الأخرى في العالم.. وهي مدينة جميلة تم تخطيطها على أعلى المقاييس العالمية لذا «إرادة» أيضاً تم التخطيط لها لتكون جمعية مميزة برؤية واضحة وتأسست الجمعية في يناير 2008م الموافق لشهر محرم 1429هـ لتكون المظلة الرسمية لجميع مشاريع ذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة الجبيل، وفي الأول من شهر إبريل تلقت الجمعية دعما كبيرا حينما دشنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية الذي ما أن اطلع على رؤية وأهداف الجمعية حتى بادر وتبرع بمبلغ مليون ريال للجمعية بل وحث جميع رجال الأعمال والشركات على التبرع ودعم مثل هذه الأعمال «الجزيرة» التقت صاحب فكرة هذا المشروع المهندس سامي عبدالعزيز الصويغ في حوار أوضح خلاله الكثير حول هذا المشروع الخيري وفيما يلى نص الحوار .
في البداية كيف كانت فكرة المشروع ومراحل التأسيس لجمعية إرادة؟
أولاً أشكر «الجزيرة» على هذه الاستضافة وفكرة المشروع باختصار أننا رزقنا بمولودة من ذوي متلازمة داون في الربع الأخير من عام 1992م وحمدنا الله سبحانه وتعالى على ذلك وقد واجهتنا صعوبات جمة في معرفة التعامل مع هذه الحالة فأخذنا نبحث عن أي مصدر معلومات لمساعدتنا بذلك؛ حيث حصلنا على تجاوب من الجمعية البريطانية لمتلازمة داون وقد أرسلوا لنا معلومات كثيرة عن متلازمة داون كما نسقوا لنا اتصالاً مع إحدى الأمهات التي لديها حالة مشابهة لابنتنا .قررت زوجتي الاستقالة من عملها في ذلك الوقت لتتفرغ لرعاية ابنتنا وتثقيف نفسها في كل ما يخص متلازمة داون.
وفي عام 2001م، تبلورت لدينا فكرة إنشاء مركز متخصص في مدينة الجبيل الصناعية وتمت دراسة الموضوع والتخطيط له والحمد لله في 2002م تم افتتاح مركز الجبيل لمتلازمة داون ولا أنسى وقوف الكثير من الإخوة الأفاضل وأذكر منهم الدكتور جاسم الأنصاري والأستاذ فهد الزامل والأستاذ عبد الرحمن فهد الجبر وإخوة أعزاء كثر, حيث تطورالمركز مع مرور السنين حتى تم تأسيس جمعية إرادة (الجمعية الخيرية لذوي الاحتياجات الخاصة في الجبيل الصناعية) وتم تسجيلها بشكل رسمي في 31 يناير 2008م وقد تشرفنا برعاية سمو أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد الذي دشن الجمعية في مطلع إبريل عام 2008م.
ما العوائق التي واجهتكم في بداية تدشين الجمعية؟
من أبرز العوائق التي واجهتنا في البداية هي عدم قناعة الكثير من الأهالي بالرغم من مستواهم التعليمي بمدى حاجة أطفالهم من ذوي متلازمة داون إلى الرعاية والتأهيل كما كان هناك من يخفي حالة ابنه أو ابنته خوفاً من نظرة المجتمع ولكن ولله الحمد تخطينا الكثير من المعوقات من خلال الاستمرار في نشر الوعي عن طريق البرامج المكثفه من المركز.
كيف كانت عملية دعمكم من قبل الهيئة الملكية بالجبيل؟
مهما قلنا فلن نستطيع أن نوفي الهيئة الملكية حقها فقد كانت لنا خير معين سواء من حيث تقديم الدعم المادي والمعنوي كما وفرت لنا مبنى للجمعية كما لا يمكن أن ننسى وقفات سمو رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود الذي دائماً ما يشرفنا في زيارات تفقديه للجمعية حيث أعجب كثيرا بعمل الجمعية الإنساني وما تقدمه الجمعية من خدمات ورعاية لهم وقال لي في إحدى هذه الزيارات : ماذا ينقصكم؟ فقلت الأرض المجاورة فقال هي لكم وسنبنيها لكم أيضاً وبعد افتتاحه حفظه الله التوسعة الجديدة للمبنى في يوم 12-12-2006م قال ما هي مشاكلكم؟ فقلت السكن، فتبرع لنا بمبلغ مليون ريال واستلمناه في نفس اليوم إذا لا يمكن أن ننسى وقفته ودعمه لنا.
كم عدد العاملين في جمعية إرادة للتأهيل؟ ثم ماذا عن مركز التوحد؟
عدد العاملين 82 أغلبهم من النساء السعوديات اللاتي يعملن على رعاية أكثر من200 طفل من ذوي متلازمة داون والتوحد حيث تم افتتاح مركز للتوحد في محلة القدس بالجبيل الصناعية وتم عمل مسح ميداني لذوي الاحتياجات الخاصة الموجودين في الجبيل الصناعية في بداية نشاطنا قبل حوالي تسع سنوات وطلب من الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل الدكتور مصلح العتيبي بإعادة المسح وتحديثه ومن خلال هذا المسح وفرت لنا الهيئة الملكية بالجبيل مبنى آخر في محلة القدس وتم تشغيله في سبتمبر من العام الماضي حيث يخدم حوالي 70 طفلا من ذوي التوحد وقد عانينا كثيرا من عدم وجود كوادر متخصصه مدربة وصعوبة جلبهم من الخارج لعدم توفر سكن مناسب بالجبيل.
هل هناك رسوم تلزمون فيها أهالي الأطفال عند دخولهم الجمعية؟
إرادة هي مؤسسة غير ربحية وهناك اتفاق مع الهيئة الملكية بالجبيل على أن تكون الرسوم رمزية ولكن تكاليف التشغيل عالية جداً فبالنسبة للآباء العاملين بالشركات الكبيرة فتؤخذ الرسوم كاملة حيث إن هذه الشركات تتحمل نفقات التأهيل نيابة عن موظفيها أما الأفراد فتؤخذ رسوم رمزية وفي حالة عدم استطاعتهم دفع هذه الرسوم فتتم إجراء دراسة حاله اجتماعيه لتحديد نسبة الخصم أو الإعفاء وما يهمنا في نهاية المطاف هو خدمة كل الأطفال الذين يحتاجون إلى هذه الرعاية.
إذن..... كيف تغطون العجز؟
عن طريق دعم الشركات الكبيرة ورجال الأعمال والصعوبة تكمن في استمرار هذه التبرعات خصوصاً في تغطية رواتب الموظفين حيث إننا أصررنا من البداية على أن يكونوا متفرغين حتى يكون هناك التزام بالعمل ومع تضاعف المسؤوليات كان لا بد من التفكير في مصدر إيراد ثابت لتغطية الميزانية التشغيليه للجمعية ومن هنا جاءت فكرة مشروع الوقف الخيري الذي نسأل الله سبحانه أن نتمكن من إكماله قريباً رغم الصعوبات المالية.
وهل تواجهون بعض المشاكل الآن؟
نعم هناك مشكلة السكن ولدينا في هذا الصدد خطط توسع طموحة تحتاج إلى أعداد إضافية من الأخصائيين والأخصائيات ولكن إنه من الصعوبة بمكان إقناعهم بقبول الوظائف بدون السكن المناسب..
هل لديكم مشاريع تنموية لجمعية إرادة للتأهيل؟
كل الشكر والتقدير لسمو رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع لموافقته على تخصيص أرض مميزة في وسط مدينه الجبيل الصناعية التجاري لإنشاء مبنى استثماري كوقف خيري للجمعية بحيث نضمن أن يكون هناك إيرادات مستمرة تغطي الميزانية التشغيلية وتزيد للصرف على بعض مشاريعنا المستقبلية حسب خطتنا حتى عام 2020م يكون فيها مجمع متكامل يخدم جميع فئات الإعاقة لكي تتحقق رؤيتنا التي هي التميز في شمولية الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة. علماً بأن تكلفة مشروع الوقف الخيري هي 42 مليون ريال تم تغطية أغلبها من تبرعات أصحاب السمو الأمراء ومن شركة سابك وشركة ساسرف ومن الشركات الكبيرة ورجال الأعمال حيث لا زال ينقصنا حوالي عشرة ملايين ريال.
ماذا عن عضوية مجلس إدارة الجمعية؟
هناك مجموعة من الوجوه التي تعمل في عضوية مجلس إدراة الجمعية وهم الدكتور جاسم بن محمد الأنصاري رئيس مجلس الإدارة، الأستاذ سامي بن عبد العزيز الصويغ نائب الرئيس وعضوية كل من الأستاذ عبد الرحمن بن فهد الجبر والأستاذ فهد بن عبدالله الزامل والأستاذ فهد بن عبدالرحمن المسحل والأستاذ أحمد بن حمد الخنيني، وسابقا الأستاذ رياض بن إبراهيم السعد (يرحمه الله)