ليس أروع من أن ترتقي قصيدة أو قصائد بذوق الجمهور لتفتح في وجدانهم وعقولهم نافذة على الجميل والعفيف من الشعر وتكون حافزاً ومحرضاً على تذوق الإبداع الممزوج بالنزاهة والسمو فالشاعر الحقيقي من يدرك أبعاد ما يطرح وأنه شاء أم أبى جزء مهم من صنّاع المجتمع الذين يرسمون لزمنهم للناس الطريق بما يفعلون ويقولون ومن هذا المنطلق فإن مواهب الشعراء أمانة ربما وّجهت إلى الخير والحق والجمال أو الشر والباطل والقبح.
ولأن الشعر له أثره الكبير على الناس إيجاباً أو سالباً فقد يقع بعض الشعراء في فخ الطرح السافر والحديث المُفرغ من الخلق السوي رغبة في إعجاب عابر أو لفت انتباه حين يكتب أو يقول قصيدة لا تعترف بالخطوط الحمراء وقد يجد من يشجعه من الجهلاء على إسقاط الأدب ليتحول إلى منتج إسفاف قد قد يطغى على جميع إنتاجه حين يشتهر بهذا النوع من الشعر الساقط.
وقد عرف تاريخ الشعر هذا النهج المتدني القيمة ولكنه بقي جزءاً يُنظر إليه باستهجان ومقت من قبل من يطلع عليه فالسمة الغالبة في أذهان الناس عدم الالتفات لمثل هذا الشعر الساقط قدراً وقيمة وإبداعاً وعدم تداوله إلا في النادر أو للدلالة على سقوط صاحبه، ومن يروجه وهذا ما يدل على أن السمو والرقي هو ما يبقى على مدى الأيام ورداً إنْ شممته أطربك وإن نظرت إليه أسعدك وإن رويته شرفك.
وقفة لأحمد شوقي:
دَقّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلَةٌ لَهُ
إِنَّ الحَياةَ دَقائِقٌ وَثَواني
فَاِرفَع لِنَفسِكَ بَعدَ مَوتِكَ ذِكرَها
فَالذِكرُ لِلإِنسانِ عُمرٌ ثاني