والقلبُ ودَّعهُ الضجرْ..
والقلبُ يسعدُ عندما
يلقى الغيومَ كثيفةً
والغيثُ للأرضِ انهمرْ..
والقلبُ يرجو أن يرى
لو لحظة بعضَ البشرْ..
من قاسموهُ قلبهُ
وهمُ المُنى، وهمُ الظفرْ..
وهمُ الحياةُ، وروحها
وهمُ الذينَ بدونهم
قلبي تسعَّرَ وانفطرْ..
وهمُ الذينَ أحبهم
وأحبُّ لو كانوا معي
نسلو جميعًا تحتَ حبَّات المطرْ..
مطرٌ.. مطرْ !.
واليومَ غادرني الكدرْ..
لما نظرتُ إلى السماءِ تمدُّنا
بالغيثِ، والخيرُ انتشرْ..
ورأيتُ قطرتهُ الصغيرة داعبتْ
شَعْرِي، وداعبت الشجرْ..
وذكرتُ كيفَ سعادتي
ومعي الرفاقُ وإخوتي
في بعضِ أيامِ الصغرْ..
كنَّا نلاحقُ بعضنا
كنَّا نُغني فرحنا
كنَّا نمدُّ كفوفنا
للهِ نشكرهُ المطرْ.. .
مطرٌ.. مطرْ !
أواهُ إنِّيَ في سفرْ..
لا أستطيعُ لقاءهمْ
لا أستطيعُ وصالهمْ
لا أستطيعُ بأنْ أشاهدَ بسمةً
تلهو على ذاكَ الثغرْ..
لمَّا نعانقُ بعضنا
والبردُ يلفحُ وجهنا
والكلُّ ينظرُ نحونا
ونقولُ أغنية المطرْ.. .
مطرٌ.. مطرْ !
والقلبُ ودَّعهُ الضجرْ..
والقلبُ غادرهُ الكدرْ..
لكنْ يعودُ لحالهِ
حتى يعودَ من السفرْ..
أو ينقضي هذا المطرْ !
مطرٌ.. مطرْ !