آمنا بالله وعليه توكلنا وإليه المصير، نؤمن بقضائه وقدره ولا راد لقضائه وحكمه والموت حق على كل مخلوق.
{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} بنفس راضية تم موارة جثمان عمي العزيز -عبدالله بن علي النويصر- الثرى في مقبرة محافظة رياض الخبراء بعد أن وافاه الأجل في مستشفى بريدة المركزي حيث أسلمت روحه إلى بارئها، ثم نقل إلى مسقط رأسه بمحافظة رياض الخبراء حيث صلي عليه بجامع الشائع بالمحافظة وكان في مقدمة المصلين سعادة محافظ رياض الخبراء حسن السلطان الذي حظي العم منه بعدة زيارات حيث كان يعوده بين الحين والآخر وفي المناسبات جعل الله ذلك في ميزان حسناته، حيث أقعده المرض عند العم إبراهيم... والعم عبدالله يعتبر من الرعيل الأول حيث قارب عمره المائة سنة فقد قضى حياته الأولى في الرعي نظراً لإقامته عدداً من السنين في البادية، ثم عاد إلى الحاضرة وسكن محافظة رياض الخبراء، وعينه المحافظ على وظيفة خوي عندما كانت المحافظة إمارة، وفق التقليد السائد في الفترة الماضية عندما كان يطلق على عدد من الموظفين المحيطين بالأمير لفظة (الخويا) وهذا النهج امتداد لما درج عليه الأمر أيام عهد المؤسس لهذا الكيان الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وقد استمر في تلك الوظيفة حتى بلغ الستين من عمره فأحيل على التقاعد، ثم صار مؤذناً في أحد مساجد المحافظة في الحي القديم حتى عجز عن القيام بذلك لكبر سنه فانتقل وزوجته أم علي وهي الزوجة الثالثة التي اقترن بها في آخر حياته فقد تزوج قبلها مرتين ومع ذلك لم يرزق بذرية هكذا جاءت مشيئة الله وكان راضياً بقضاء الله وقدره.
وقد قامت زوجته أم علي -ختم الله لها بخير- بخدمته قدر استطاعتها وكانت مثالاً ونموذجاً صالحاً وقدوة حسنة في حسن المعاشرة، وكنت أزورهما باستمرار وعرفت ذلك عن قرب فكانت امرأة صالحة وتقدر الزوج وتحقق مع زوجها وشريك حياتها معنى المودة والرحمة التي يجعلها الله بين كل زوجين، وعندما تعبت وعجزت عن القيام بخدمته نظراً لكبر سنها، انتقل إلى الإقامة عند العم إبراهيم -متعه الله بالصحة والعافية- وانتقلت أم علي إلى الإقامة عند ابنتها لحاجتها إلى الخدمة ولم تنقطع الصلة بينهما حيث كانت تتصل هاتفياً للاطمئنان عليه والسؤال عن حاله وهكذا تكون العلاقة بين الزوجين تحقيقاً لعلاقة المودة والرحمة التي جعلها الله بين كل زوجين ارتبطا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ووفاء لزوجته (أم علي) فقد خصص لها مبلغاً مالياً من تقاعده والباقي أوصى أن يصرف في وجوه الخير العديدة وكنت وكيلاً له في ذلك.فرحمك الله عمي العزيز وأسكنك فسيح جناته وجعل ما قدمت في سبيل الله زاداً لك. {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} ولعلك من أولئك وأسأل الله أن تكون كذلك.
محمد بن سكيت النويصر - مدير المعهد العلمي في محافظة الرس- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية