|
الجزيرة - نورة حمد الشبل
نيابة عن معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري رعى معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل صباح اليوم السبت حفل تدشين الصندوق الخيري التعليمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بحضور سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وسماحة عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، وعدد من رجال الأعمال والسفراء وممثلي الجمعيات الخيرية.
وأكد معالي الدكتور أبا الخيل في كلمته أن هذا الصندوق هو أول صندوق خيري تعليمي في الجامعات السعودية وهي خطوة باركها ولاة الأمر عندما وافقوا على إنشاء هذه الصناديق، منوهاً إلى أن الجامعة تسعى لدعم العملية التعليمية ونشر العلم بكل السبل الممكنة في مشارق الأرض ومغاربها من خلال ما تميزت به من وجود معاهد وكليات ومراكز خارج المملكة الأمر الذي يحقق أهدافها وتطلعات ولاة الأمر.
وشدد معاليه على أن هذا الصندوق لن يقف عند دعم المنح الداخلية بل سيتعداها إلى طلاب المعاهد في الخارج، وقال: سنضع بين أعيننا تحقيق تطلعات ولاة الأمر والداعمين ولن يخرج عن مقاصده التي أنشئ من أجله.
وأعلن معاليه عن تبرع رجل الأعمال الشيخ عبدالرحمن الجريسي بمبلغ مليون ريال، وتبرع آخر من رجل الأعمال حمد الدريس بمبلغ مليون ريال دعماً لهذا الصندوق الخير، وقال: سنسعى لمزيد من العمل الجاد المخلص البناء الذي يجعلنا نصل إلى كل طالب للفائدة وكل مبتغ للعقيدة الصحيحة والمنهج السليم المنطلق من قواعد الشريعة.
وفي ختام كلمته شكر معالي الدكتور أبا الخيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز-حفظهم الله- على ما يقدمون من جهد في سبيل تذليل الصعوبات وتسخير كل الإمكانات لتتبوأ الجامعة مكانتها الوطنية والعالمية والدولية، كما أثنى على الدعم الذي تجده من عناية ودعم من رئيس مجلس الجامعة وزير التعليم العالي معالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري.
من جانبه، أوضح المدير التنفيذي للصندوق عميد المركز الجامعي لخدمة المجتمع والتعليم المستمر الدكتور عبدالله الرزين في كلمته أن هذا المشروع جاء بعد الموافقات السامية إذ يمكن من خلال الصندوق استقبال التبرعات والهبات والوصايا والأوقاف لتصرف على التوسع في قبول طلاب المنح من أبناء العالم الإسلامي، وقال: أهل الخير والإنفاق لديهم الرغبة في تبني الكثير من مشروعات التعليم لقناعتهم أنها سلاح الناجح ضد التخلف، وهذا المشروع جاء بعد أن اختلط على الناس من ينفق على الخير ومن ينفق على أمور أخرى قد تذهب إلى غير الطريق الصحيح، وتوج التنظيم بالموافقة الكريمة، ليكون ما يتم إنفاقه في الطريق الصحيح.
وأضاف: العالم الإسلامي يصنف أكثر دوله أنها من دول العالم الثالث أو الدول المتخلفة ولا يكسر بابه ذلك إلا العلم، لذا فالهدف النهائي من هذا الصندوق هو تعليم أبناء المسلمين ودعمهم بالعلم النافع المدعوم ببناء مهاراتهم وتعزيز معارفهم وعونهم ليكونوا عونا لبلادهم ليسهموا في تنميتها وتطويرها وتنويرها.
وأوضح الدكتور الرزين أن منتجات الصندوق ستتنوع تبعا لحاجة الشرائح المستهدفة فمن تعليم القرآن الكريم وتعليم اللغة العربية إلى برامج البكالوريوس والدبلوم والدكتوراه، مشيراً إلى أن العلاقة مع الصندوق مرنه وشفافة مع الداعمين خاصة أن للجامعة فروع خارج السعودية وإشرافها على عدد من الجامعات في دول مختلفة وتسنمها رئاسة اتحاد الجامعات في الدول الإسلامية.
وختم المدير التنفيذي للصندوق كلمته بالشكر لولاة أمر هذه البلاد الذين شملوا بالخير كل العالم وخاصة بلاد المسلمين، كما أثنى بالشكر على معالي مدير الجامعة على دعمه الفكرة وتبنيه للمشروع ليكون أحد المشروعات الإستراتيجية للجامعة ، كما شكر سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وسماحة الشيخ صالح اللحيدان على حضورهما، كما شكر وحدات الجامعة على مساندتها للمشروع.
فيما أكد سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن الإسلام ربط بين أفراده برابطة الإيمان، ومن ذلك أن يقوم الباذل المستطيع بمد يد العون لمن يستطيع وخاصة في مجال العلم والتحصيل العلمي فهو عمل صالح ومهم يرجى ممن ينفق فيه القبول من الله والتأييد والنصر، مبيناً أن العالم الإسلامي بحاجة لعلم ينتفع به، خاصة أن الجامعات تهيئ لمثل هذا الأمر من خلال دعم طلاب المنح، وشدد سماحته أن من أعان على تعليم الخير له أجره فطلاب المنح يصبحون دعاة في بلدانهم.
وأهاب سماحته بمن من الله عليه بالبذل والعطاء وأكد أن من أنفق في هذا المجال فنفقته مخلوفة إن شاء الله، وهي من الدعوة في سبيل الخير، حاثاً على أن السرعة في هذا الجانب قبل أن يسبق دعاة السوء والضلال إلى إغواء الأمة عن سبيل الله.
من جهته، نوه سماحة عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح بن محمد اللحيدان إلى أن هذا الصندوق من سبل التعاون على البر والتقوى، وقال: جامعة الإمام جامعة مباركة نهل منها أعداد كبيرة من طلاب العلم والمعرفة من أقطار العالم الإسلامي فضلا عن أهل بلدها، وفيما نعتقد أنها أسست على التقوى ومنذ تأسيسها وهي قائمة على نشر العلم والجد والاجتهاد على حماية العقيدة فأثمرت ثمرات جليلة، ولما تفتحت الأمور وتهيأت أسباب للمعرفة من مختلف أقطار العالم كانت الجامعة من السباقين في هذا الميدان، ثم سعت هذا المسعى الجديد وهو فتح أبواب الخير للراغبين فيه وهو من العمل الذي يبقى، كما أن من يساهم في هذا الأمر يعد شريكا فيمن تعلم الهدى.
وفي نهاية الحفل وقع معالي الدكتور سليمان أبا الخيل عددا من الاتفاقيات شملت اتفاقية مع أوقاف الشيخ صالح الراجحي وقعها الأمين العام الشيخ عبدالسلام الراجحي، ومؤسسة الأميرة العنود الخيرية وقعها الدكتور يوسف بن عثمان الهزيم، ومجموعة عبدالرحمن بن علي الجريسي وقعها الشيخ عبدالرحمن الجريسي، ومع الشيخ حمد الدريس وقعها الشيخ حمد الدريس، واتفاقية أخرى مع الدكتور عبدالعزيز العجلان وقعها الدكتور عبدالعزيز العجلان، ومجموعة التويجري للتجارة وقعها المدير العام الشيخ عبدالعزيز التويجري.وكان الحفل شمل استعراض فيلم وثائقي يحكي ما تقدمه الجامعة لطلاب المنح من خدمات، ثم ألقى طالب الدكتوراه في المعهد العالي للقضاء النيجيري داود عبدالباقي قصيدة بهذه المناسبة بعنوان (يا موطن الحرمين)، وفي نهاية الحفل تم تكريم عدد من سفراء وممثلي سفرات الدول الإسلامية والمساهمين في الصندوق ثم التقطت الصور التذكارية.