الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. تعد من أنشط الأجهزة وأكثرها حركة.. بل وأكثرها إنجازاً.. ولها حضورها وتفاعلها.. ولها دورها المهم أيضاً.
ونشاط هذا الجهاز ودوره ومضمار عمله.. يضم شريحة من أكبر وأهم شرائح المجتمع.. وهي فئة الشباب.. غير أن المجتمع كل المجتمع.. له علاقة بهذا النشاط.. سواء كان أباً أو أماً أو حتى مجرد مشجع لنادٍ أو متهم بنشاط رياضي.
والمنجزات الشبابية والرياضية لدينا عبر سنوات مضت.. منجزات تستحق التقدير.. فقد صُلنا وجُلنا وحققنا بطولات.. وصار للمملكة اسمها دولياً.. ورفرف علمها في المحافل الدولية.. كل ذلك بفضل الله تعالى.. ثمّ بفضل إنجازات شبابها وإنجازات رعاية الشباب التي ترعى هذه المنجزات وهي نفسها التي أوصلتنا إلى هذا المستوى المشرف.
نعم.. هناك إخفاقات.. ولكن مثل هذا الإخفاق.. موجود في أي مكان في العالم.. وموجود في أي مجال.. فالحياة كلها نجاح وفشل وإنجاز وإخفاق.
أعود وأقول.. إنّ هذا الجهاز المهم والمهم جداً.. له رصيد طيب من المنجزات.. كما أنه أيضاً مرّ بمنعطفات مختلفة في تاريخه ولكن.. في كل الأحوال.. له إنجازه الجيد.
وقبل أيام.. تقدم سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز بطلب إعفائه من موقعه كرئيس لرعاية الشباب.. تاركاً المجال لشخص آخر يقود المسيرة.. ويكمل المشوار.. ولعل لهذا البديل.. فلسفته وطريقته.. التي يمكن أن تضيف توهجاً آخر لهذا الجهاز المهم.
الأمير سلطان بن فهد.. ترجل بإرادته عن القيادة.. معطياً الفرصة لغيره.. ومتيحاً الفرصة لدماء جديدة.. تعمل بروح أخرى ونفس آخر.. وهذه سنّة الحياة وهذا شيء لا بد منه.
نحن بالطبع نشكر الأمير سلطان بن فهد على هذا السجل الطيب الحافل من المنجزات.. ونشكره أيضاً.. على ما بذل وقدم خلال تلك السنوات.. من عطاءات جاءت في شتّى المجالات.
ونشكره أيضاً.. على تلك العلاقة الطيبة المتميزة.. التي كانت تربط جهاز الرئاسة بكل الأجهزة والقطاعات الأخرى.. نتيجة قيادته الموفقة.. ونحن نجزم أيضاً.. أنّ سموه لن يبخل على هذا الجهاز مستقبلاً بالرأي والمشورة.. وسيكون قريباً من الجميع.. كما أنه ولا شك.. سيعطي ويبذل في ميدان آخر يحتاجه الوطن.
صاحب السمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز.. استلم المسيرة.. وهي مسيرة صعبة.. ومشوار طويل ودرب وعر.. وهو قطاع كبير ضخم متشعب الاهتمامات.. موجه لهذه الفئة الغالية.. فئة الشباب التي تشكل 60% من أبناء الوطن.
غير أن ما يريحنا كمتابعين.. أن البديل من رحم هذا الجهاز.. إنسان خبير بهذا القطاع.. يعرف تفاصيل كل شيء.
إنسان لا يحتاج إلى أشهر حتى يتعرف على طبيعة العمل وهموم الجهاز هو يعرفها كلها ويعرف كل تفاصيلها.
الأمير نواف بن فيصل.. شاب نشأ على الإخلاص والعمل والجد والاجتهاد.
إنسان عرف بالإخلاص والقرب من الآخرين.. تخرج من مدرسة.. ((فيصل بن فهد))، تلك المدرسة التي.. لا تعرف.. إلا التفوق.. لا تعرف إلا الريادة.. ولكننا نعود ونقول مرة أخرى: إن المسيرة شاقة.. والعمل صعب.
المتابعون للشأن الشبابي.. كلهم متفائلون.. وإن كان الجميع يترقب ويجول بالتفكير يمنّة ويسرة.. لكن التفاؤل.. هو ما يربط كل حبال التفكير.
أعتقد.. أن الملفات أمام سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الجديد.. هي ملفات من فئة الوزن الثقيل.. ملفات صعبة معقدة تحتاج إلى خبرة خبير.. وتحتاج إلى إنسان يفحصها بعناية.. ويعطيها الوقت الكافي لتنضج.
بعد صدور الأمر الملكي الأخير بتعيين الأمير نواف بن فيصل رئيساً لرعاية الشباب.. اجتهدت الإذاعات ومحطات التلفاز في حشد برامج مختلفة كلها تتحدث عن هذا القرار الجديد.. والجديد في الأمر.. أنها استضافت عدداً من الخبراء في هذا الميدان (الميدان الشبابي والرياضي) فأعطوا ما عندهم من خبرة وتجارب ورؤية.. وأعتقد.. أن في كلام هؤلاء.. الكثير مما هو مفيد.. وليت كل هذه التصورات وكل هذه المقترحات والآراء الناضجة.. تكون على طاولة سموه.
لست هنا لأسوق مقترحات جديدة.. ولن أقول أو أطرح أكثر مما طرح هؤلاء الخبراء.. الذين تحدثوا لأيام في وسائل الإعلام.. لكنني هنا.. أؤكد أن القيادة ((قيادة هذا القطاع المهم)) في يد أمينة.. يد نظيفة صادقة مخلصة.. يد ماهرة.
الرئاسة اليوم.. إزاء نقلة أخرى.. ومنعطف آخر من منعطفات النجاح.. هي إزاء سجل جديد من سجلات التفوق.
الأمير نواف بن فيصل.. هو الربان الماهر.. وهو الرجل الذي يعرف كيف يقتنص النجاح.. ولهذا كان الاختيار الأنسب.
نحن نجزم.. بإذن الله.. أن هذا الأمير الشاب.. سيقود الدفة بكل مسؤولية.. وسيضع يده على مكان الخلل بكل دقة.. ولديه من المهارة والتفوق ما يجعله بإذن الله.. قادرا على وضع هذا القطاع في المكان اللائق به.
الأضواء الإعلامية.. كلها تتجه اليوم على الرئاسة.. والإعلام كله.. مصوب هناك.. والشباب وغير الشباب.. يعلقون كل آمالهم.. على الأمير الشاب.. وينتظرون منه شيئاً.. والملفات الصعبة المعقدة.. هي الأخرى تقول.. أين الحل؟ وكل هذا وذاك وأمور أخرى متشابكة.. ستجد بإذن الله من وعي وفكر وطموحات وتفوق الأمير.. ما يسعفها بالحل.
ولكن ما نقوله.. لا تستعجلوا أيها الإعلاميون..
لا تكونوا كما عهدناكم.. تنتظرون الحلول ما بين يوم وليلة..
كونوا خير معين للأمير في موقعه الجديد..
كونوا خير سند له..
ابعدوا (سكاكينكم) التشريحية هذه الفترة.. وانتظروا مستقبلاً أكثر إشراقاً.
الحلول لا تسقط هكذا فجأة.. بل تحتاج إلى وقت وتحضير.
ثقوا في هذا القادم.. والذي تعرفونه كلكم.. وتعرفون عنه.. الطموح والنجاح والتفوق.
امنحوه فرصة ليعطي كل ما عنده.
لا تصوبوا سهامكم مجدداً فتحبطوا المشاريع الناجحة.
نحن نقول للرئيس العام الجديد.. كلنا تفاؤل يا سمو الأمير.. وكلنا نثق أن الرئاسة اليوم.. في قيادة الربان الماهر.. فهل يفشل شخص أبوه فيصل بن فهد.. وحفيد فهد بن عبدالعزيز وحفيد الإمام العظيم.. عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل؟
أبداً بإذن الله لن يفشل.
كلنا ثقة وكلنا تفاؤل يا سمو الأمير.