يقول الشريف جبارة:
لا صار ما تمشي براي يدلك
ازدد من اشوار الرجال اشوار
هم كذلك البعض الذي يتخبّطون الآراء (العوجاء) فجأة وبدون مقدمات، متناسين ومتجاهلين ما فعله الشخص من نصح وإرشاد وخدمة لهم، وكأنهم بذلك نفوا وفاء الأنقياء غير (المتمصلحين) لهم!
غريب أمرهم سنين تمر وأنت تبذل بكل وفاء لهم لست (راجياً) و(لا خائفاً) بل نابع من معدن أصيل نقي..
وتراهم يواعدون ويخلفون ويواصلون الوعد بالمماطلة تارة وتارة..
يظنّون أنهم بذلك يعلقون الناس في (سراب اللال)..
وهم مغفلون أنّ الحر يأبى ذلك..
بل والمضحك المبكي أنّ كل من حولهم أكلهم وهرب..
أوهمهم وخرج منهم (شبعان) ناكراً..
سنوات تمر وأنت تبدي جهدك بأمانه وإخلاص، وفجأة ترى التملّص في عيون من حسبتهم إخواناً لك وعوناً..
تراهم يختلقون المشكلة ليتهربوا من الجميل، فشتّان بين مشرق ومغرب..
من الجميل أن يرحل المرء وهو يعمل ويجزم أنّ جميله قد أغرق الذي أمامه..
ومن الجميل أن يرى الإنسان (الأعذار الواهية) و(تقلُّب المزاج) لمجرّد الهروب من الوعد..
لأنك بذلك تكون قد انتصرت على (مواعيد الوهم) و(رفقة السعة) و(تنكّر الخدمة)، وتكون قد كسبت نفسك وراحتك وفكرك وخرجت جميلك على الآخرين وخطأهم عليك.
نهاية
لعمير بن زبن:
مال الوفا بقلوب الانذال مدهال
يا زبن بعض الناس ما يفهمونه
هم يحسبون ان الوفا بشت دلال
يلبس وساعة ماشتهوا يشترونه
ماهو صحيح ان الوفا حسن الازوال
ولا منزل فاخر ولو ينزلونه