|
يعد الاستشراق أحد الروافد التي عرف الغرب من خلالها الإسلام إلا أنها معرفة لم تكن في سجلها دقيقة..
يبين الدكتور علي النملة في كتابه (الاستشراق والإسلام في المراجع العربية) الصادر عن دار بيسان للنشر والتوزيع في بيروت أن الاستشراق في مهمته هذه قد اتكأ على معلومات شعبية غربية قديمة ذات بعد ديني مسيحي مما كان له الأثر الكبير في تلقي الغرب للإسلام بل الأثر الكبير لهذه الفجوة بين الغرب والإسلام قبل أن تنطلق حروب الفرنجة من الغرب إلى الشرق.
وتحت عنوان (المستشرقون والإسلام) قال الدكتور النملة: من المهم عند البحث في الاستشراق والإسلام الابتعاد عن التعميم في الأحكام إذ إن ما يقال عن موقف بعض المستشرقين يدخل في جانب منه في حيز الأقوال الإيجابية ا لتي تستل أحيانا من سياقها وتوظف لمصلحة هذا المستشرق أو ذاك، والأقوال السلبية المأخوذة عن بعض المستشرقين هي كذلك قد تنتزع من النص بعيداً عن السياق الذي جاءت فيه.
من هنا لزم أن تكون الإدانة محصورة على هذه الفئة من المستشرقين الذين يثبت من السياق أنهم أساؤوا لهذا الدين وقد أساء إليه مستشرقون كثيرون بناء على نية مبيتة عند فئة منهم وبناء على عدم انتمائهم لهذا الدين عند فئة ثانية وبناء على جهلهم بلغة هذا الدين عند فئة ثالثة، وفئة رابعة منهم اتكأت على أعمال المستشرقين السابقين الذين كانوا أشد حدة من المتأخرين فبنوا على هذه الأفكار نظرياتهم التي سعوا إلى تسويقها بين الغربيين والشرقيين.