|
البحرين - جمال الياقوت :
قال الأستاذ الدكتور محمد الدهماني فتح الله مدير برنامج التقنية الحيوية إن أفق التعاون بين جامعة الخليج العربي وجامعة الملك سعود بالرياض في المملكة العربية السعودية بلغ مدىً متطوراً، حيث أشار أن مشروع التعاون المشترك بين الجامعتين يقوم على أساس التكامل العلمي بين قسم الصيدلانيات بكلية الصيدلة بجامعة الملك سعود بقيادة د. فارس العنزي مدير كرسي الكيالي للصناعات الدوائية والمعروف بتميزه في مجال علوم التركيبات الدوائية الحديثة، بينما برنامج التقنية الحيوية بجامعة الخليج له الخبرة الطويلة والقدرات الإبداعية اللازمة لتطوير أحدث الأدوية البيولوجية.
وكانت جامعة الخليج العربي توصلت الشهر الماضي لاكتشاف علمي يتمثل في تطوير مركبات دوائية (interferon alpha ،Interferon Gamma ،interferon Beta) تستخدم في علاج العديد من الأمراض كالتهابات الكبد الفيروسي أ و ب والتصلب اللويحي Multiple Sclerosis والعديد من الحالات السرطانية، وهذه الأدوية تنتج أساساً بأمريكا وأوربا لكن استخدامها وتسويقها في بقية أنحاء العالم يعتبر «محدوداً» نتيجة لثمنها الذي يعد باهظاً جداً، لذا من المؤمل أن يساهم هذا الاكتشاف والتعاون بين الجامعتين في توفيرها في الأسواق بأسعار متاحة للجميع بعد أن يقوم قسم الصيدلة بجامعة الملك سعود بإعداد المركب الدوائي لها تمهيداً لتحويلها للمجال الصناعي.
تصريح د. الدهماني جاء عقب ندوة قدمها د. فارس العنزي رئيس قسم الصيدلة بكلية الصيدلة بجامعة الملك سعود حول اكتشاف علمي يتعلق بأحدث الأنظمة في توصيل الجرعة الدوائية الموجهة لأماكن محددة في الجسم.
وأشار د. العنزي أن هذا النظام يساهم بفعالية تامة في الحصول على أقصى درجات العلاج ويتجنب في الوقت ذاته الأعراض الجانبية للجرعة العلاجية التي قد تتسبب نتيجة لانتشارها في أكثر من عضو من أعضاء الجسم وبالتالي ينتج عن ذلك العديد من الأعراض الجانبية المضرة.
إلى ذلك تابع د. الدهماني حديثه كاشفاً عن المنجزات المشتركة التي يستعد قسم التقنية الحيوية الإعلان عنها مستقبلاً والتي يتمثل أهمها في تطوير لقاح جديد يتكون من مادة الحمض النووي ويشكل تطوراً كبيراً على الصعيد الصحي، لكنه فضل عدم الخوض في تفاصيل هذا الاكتشاف لحين الحصول على براءة الاختراع الخاصة به في غضون العام الجاري.
كما أكد الدهماني أن تعاون جامعة الخليج العربي من خلال كرسي الملك فهد للتقنية الحيوية وجامعة الملك سعود من خلال كرسي الكيالي للصناعات الصيدلية يجسد قيمة التعاون العلمي بين الكفاءات لإدراك الإنجازات العلمية المتكاملة على الصعيد الطبي، التي تقوم على ركيزتين مهمتين هما: الاختراع والتطوير الدوائي الذي يتكفل به كرسي الملك فهد للتقنية الحيوية بجامعة الخليج العربي، ليتكامل بعلوم تركيب الأدوية الذي يتكفل به كرسي الكيالي في كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود.
وأخيراً أضاف الدهماني أنه مع التقدم الهائل الذي تشهده العلوم الحيوية لا يمكن الإلمام والتميز في كل مجالات هذه العلوم، ومن هنا يصبح التعاون هو السبيل الوحيد حتى نتمكن من الوصول إلى تقدم علمي يمكن أن نرى انعكاساته الإيجابية على مجتمعاتنا.