في المناسبات الوطنية المهمة كاليوم الوطني وذكرى البيعة وغيرها من المحطات المهمة في مسيرة الشعوب تتوقف عندها الشعوب الحيَّة لمراجعة ما تم إنجازه وتحقيقه بعد فترة زمنية، عام أو عقد أو حتى قرن، لتعرف هذه الشعوب أين موقعها من الخارطة الدولية.
واليوم تحل ذكرى البيعة المباركة، ذكرى اليوم الذي بايع فيه أبناء المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولياً للعهد، ليبدأ عهدٌ جديد من مسيرة التنمية، والآن وبعدَ ست سنوات من هذا اليوم المجيد نستعيد هذه الذكرى كمحطة مهمة في مسيرتنا المباركة، إذ تسنحت في السنوات الست بعمرها القصير في الزمن الكبير بما تحقق فيها من إنجازات ومكتسبات شملت كل ركن من أركان المملكة وكل فرد من أفرادها.
ولقد قدمت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وبعد أن هلت الألفية الميلادية الثالثة تجربة رائدة في التنمية الشاملة المستديمة، إذ تنوعت مشاريع تنموية على جميع مناطق المملكة، فكان نصيب الأطراف مثل نصيب المركز أو أكثر. ومع أنَّ تعداد وحصر هذه المشاريع يحتاج إلى مساحات كبيرة، إلا أن نشر الجامعات كمصانع لتنمية المعرفة والعقول في كل مناطق المملكة والبدء في إقامتها في المحافظات يُعَدُّ أكثر الإنجازات التي يجب التنويه بها، لأن نشر المعرفة والاستثمار في العلم هو الوقود الدائم لنهضة الأمم.
والمشاريع التنموية التي شهدتها السنوات وشملت جميع مناطق المملكة بنيت على فلسفة التنمية المستدامة بهدف الوصول بالمملكة وبمواطنيها إلى أعلى مراتب الإنجازات في مسيرة وطن لا يعرف التثاؤب، يقوده قائد لا يهدأ له بال إلا بتحقيق أعلى مستويات التطور والنجاح وأسمى ملاحم التلاحم بين أبناء شعب وجد في قيادته النموذج الأسمى لخدمته.