يلتقي قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي اليوم في الرياض في إطار القمة التشاورية المعتاد عقدها في منتصف العام لتدارس الأحداث والمتغيرات التي حصلت في الأشهر الستة الماضية بعد القمة الخليجية الأخيرة.
إذن القمة التشاورية اجتماع دوري معتاد، وهو يختلف عن القمة الخليجية الأساسية التي تُعقد في نهاية كل عام؛ حيث إن القمة التشاورية تتم دون جدول أعمال محدد، وبدون إجراءات بروتوكولية كالتي نشهدها في القمة الخليجية.. يلتقي قادة دول الخليج العربي؛ ليتشاوروا ويراجعوا مجمل الأحداث التي شهدها العالَم وتأثيراتها على دول الخليج العربي، ويتم التفاهم على ما يجب عمله من أجل استيعاب المتغيرات والإعداد للتعامل مع ما سيحصل من مستجدات.
هذه المرة المتغيرات كثيرة، وما ينتظر أن يستجد ويحصل في قادم الأيام أيضاً كثير.. كما أن هذه المتغيرات قريبة منا، بل بعضها وصل إلينا، وإن الصدق والأمانة يتطلبان منا أن نقول إننا مستهدفون، ومطلوب أن نكون جزءاً من عملية التغيير التي يُراد منها تغيير صورة المنطقة العربية، وأن الاستقرار والأمن والثبات وارتفاع معدلات التنمية في دول الخليج العربي لا تعجب الكثيرين، بل تفري صدورهم وتملأ قلوبهم بالحسد الذي يدفعهم إلى العمل على ضم إقليم الخليج العربي إلى "ساحة الفوضى الخلاقة" بعد أن أحاطوه ببلدان غير مستقرة، بعضها له أطماع، ويعمل على أن ينقل صراعاته ومشاكله السياسية إلى دول الخليج العربي.
لم يعد الأمر ضمن دوائر التخطيط والأماني، بل تجاوز ذلك للتنفيذ والفعل، وهو ما ظهرت أولى بوادره في البحرين والكويت، وما كشف بأن هذا ما هو إلا البداية؛ فالجميع مستهدَف.. والجميع في دائرة الخطر؛ وهو ما يتطلب أن ينصهر الجميع في بوتقة واحدة تصهر العمل الخليجي لمواجهة العداء المكشوف الذي لم يعد خافياً؛ فلم يَعُدْ مقبولاً التحليق خارج السرب الخليجي، ولا مجال للقيام بمغامرات المبادرات غير المدروسة؛ فالتنسيق والالتزام بسياسة خارجية ودفاعية وأمنية واحدة هو المطلوب في المرحلة الراهنة، وهو ما ينتظره أهل الخليج العربي بأن يُدرس ويتفق عليه قادتهم في قمة الرياض التشاورية اليوم.