|
حوار - عيسى الحكمي
تواصل هيئة دوري المحترفين السعودي حضورها العملي القوي من خلال التطور الملموس لدورينا من عام لآخر، فبعد النواحي التنظيمية التي أصبحنا كإعلاميين نلمسها والمتابع يرقبها نجحت الهيئة في تطوير المفهوم التسويقي للأندية واختصرت الزمن في بث وعي يتناغم مع المرحلة التي وصلت لها كرة القدم العالمية.
ما تقدمه هيئة الدوري التي يتابع خطواتها ويرسم نجاحاتها الأمير نواف بن فيصل الرجل الثاني في الرياضة السعودية، وما ستقدمه بحثنا عنه في أجندة محمد النويصر مدير هيئة دوري المحترفين فكان هذا اللقاء:
من يقارن بين الموسم الكروي الماضي والموسم الحالي يلحظ غيابا إعلاميا لهيئة دوري المحترفين..ما تفسيرك وأنت من أبرز المعنيين بشؤون الهيئة؟
-لا يوجد غياب بمعناه، نحن حاضرون، ويكفي أن كل الأحداث تدور وفق التنظيمات التي أعدتها الهيئة، باقي الأمور هي من اختصاص اللجان الأخرى كاللجنة الفنية والانضباط والحكام..
لكن الهيئة كانت حاضرة في مسألة توزيع المحفزات المالية للفرق واللاعبين غير أنها غابت هذا العام؟
-لا.. لم نغب..الذي تغير هو الطريقة التنظيمية..لقد فضلنا في هذا الموسم إيداع الحوافز في حسابات الأندية مباشرة وهي جوائز الفوز البالغة 50 ألف ريال للمباراة، وفريق الجولة 150 ألف ريال وأفضل لاعب 50 ألف ريال وهذه الجوائز تدفع كل خمس جولات، كما نقدم في نهاية الموسم 500 ألف ريال للعب النظيف و300 ألف ريال لأفضل لاعب إلى جانب مكافآت الفرق الصاعدة بمليون ريال والأمر يسير بكل دقة، وبالمناسبة هذه الجوائز زادت مع زيادة فرق الدوري إلى 14 فريقا.
ما سبب ذلك التغيير؟
-ليس هناك من سبب..لدينا أعمال أهم..كذلك لا نريد من أحد أن يصفنا بأننا «نعمل» دعاية لهيئة دوري المحترفين (قالها ضاحكا).
بالنسبة لعدد الفرق.. هل من نية لزيادتها في الموسم القادم.
-لا..ولم يناقش هذا الأمر حتى الآن.
نجح دوري المحترفين السعودي في المحافظة على مقاعده في دوري أبطال آسيا موسماً..ماذا يعني ذلك لكم؟
-بالتأكيد هو أمر مهم ويحسب لمكانة الكرة السعودية ودوري المحترفين السعودي والهيئة بقيادة الأمير نواف بن فيصل نجحت في تحقيق هذه المعادلة على أرض الواقع كما تشاهدون، أيضا لا ننسى دور شركائنا الاستراتيجيين لاستمرار مقاعدنا في آسيا ثابتة.
أين يقع دورينا آسيويا؟
-بكل فخر نحن من ضمن أفضل أربعة دوريات بجانب الدوري الياباني والكوري والقطري ولدينا طموح كبير للتقدم والمحافظة على جميع مكاسبنا.
المتابع للدوري في هذا الموسم لاحظ زيادة حدة المشاكل في المباريات ألا تخشون من العواقب؟
-ما يحدث حتى اللحظة لا زال في النطاق الطبيعي لحساسية بعض المباريات، لكنه بدون شك غير مقبول بدليل ما عبر عنه المسؤولون من رفض لبعض التصرفات، الدوري يشاهده الكثير خارج البلاد ولدينا لاعبون ومدربون أجانب ينقلون تجاربهم، ومن المهم التحلي بضبط النفس والتكاتف لتكون كرة القدم لعبة المتعة مثلما نشاهد في أوربا، وأنا على ثقة كبيرة بأن المسؤولين في الأندية واللاعبين والحكام والجماهير والإعلام يتفانون لتكون كرة القدم السعودية ممتعة ومثالا في الروح الرياضية والتنافس الشريف.
وماذا عن أنشطة الهيئة؟
-العمل قائم بكل نشاط ولا زلنا نعتبر أنفسنا في البدايات..سبق وذكرت لك عن برنامج المكافآت للفرق واللاعبين، هناك مكافآت الحكام، ولدينا دورات للمدربين، وبرامج عدة من أبرزها برنامج البراعم الذي يقام في 6 مناطق ويكلف الملايين ولكنه برنامج مهم وناجح والدليل النجاح الكبير الذي حظي به في انطلاقته الموسم الماضي.
أغلب الفرق لا تزال عاجزة عن توفير رعاة لها..هل من دراسة أو برنامج يساند هذه الفرق في تخطي تلك المعضلة ؟
-كما هو معلوم الهيئة لم تترك هذه الفرق، لدينا 9 فرق نحاول تقديم الحقوق التجارية لهم، والأيام الماضية شهدت نجاحات تسويقية من بعض الفرق وبجهود لم تتدخل بها الهيئة وهنا أشيد بما قامت به إدارة الاتفاق وإدارة الفتح حين أوجدوا قنوات داعمة وهذا التحرك سيكون بمثابة «تعليق» الجرس بالنسبة للفرق الأخرى.
برز في الفترة الماضية سؤال عريض عن دور الهيئة بالنسبة للوظائف الإدارية في الفرق وتحديدا مواصفات مدراء الفرق أو المشرفين على اللعبة وشرط تواجدهم وقربهم من الفريق..ما هي حدود مسؤوليتكم بالنسبة لهذه الوظائف؟
-الهيئة لا تتدخل في عمل الأندية بشكل عام، هناك وظائف محددة نتعامل معها ولدينا خطة زمنية لتنفيذها بحسب مواصفات تلك الوظائف الدولية، وهذه الوظائف هي أمين عام النادي، ومدير المركز الإعلامي، ومدير التسويق، والمحاسب.
أين وصلتم في هذا المنعطف؟
-أستطيع القول إننا انتهينا من وظيفة «المحاسبين القانونيين» لجميع الأندية، والآن نحن نتكفل برواتب 9 محاسبين للأندية التي لا تملك رعاة وفق مواصفات أهمها التواجد الدائم والقدرة على إجادة اللغة الإنجليزية واستخدام الحاسب الآلي.
ولماذا التركيز على هذه الوظيفة بالذات؟
-أعتقد أن المحاسب المالي هو العمود الفقري في النادي وكرة القدم خصوصا ولدينا خطة مع شركائنا، كشركة KBMG لضبط النواحي المالية وهناك كتاب من 100 صفحة تم إعداده لهذا الغرض أيضا تتم المراجعة بواسطة شركة طلال أبو غزالة.
وماذا عن بقية الوظائف؟
-توجد هيكلة نسير بها مع شركائنا الذين يزورن الأندية بانتظام لتكون جميع الوظائف الأربع محققة الشروط وعلى أرض الواقع بنهاية 2011.
وما هي الوظيفة المستهدفة حسب الترتيب بعد المحاسبين؟
-الآن نحن نستهدف التركيز على مواصفات المدير الإعلامي للفريق وبعد ذلك سننتقل لمدير التسويق وأخيرا المدير التنفيذي للنادي والذي يقوم مقام الأمين العام المعمول به حاليا، وهناك وظيفة منسق التصاريح الإعلامية، ولدينا ورش عمل لتنفيذ هذه الخطط على مدار الموسم الرياضي.
مقر الهيئة «المتواضع» أحدث نقاشا كبيرا في الموسم الماضي..هل هناك بشائر عن موقع جديد؟
-لو نظرنا للشكليات لما حققنا ما وصلنا له من نجاحات، نحن في الهيئة ننظر للأمام، ونقيم وضعنا بالعمل، المقر لا يشكل لنا هدفا إستراتيجيا بقدر ما نسعى للإنجاز، العالم تطور الآن، والعمل أصبح بين يدي الشخص في حاسوبه وهاتفه في أي مكان يتواجد به حتى بالطائرة والمهم حجم الإنتاج، موضوع المقر لم يحدث به جديد وليس هدفنا رغم سهولة تحقيقه لكن لا نريد أن نشغل أنفسنا بشيء خارج نطاق الإنجاز ومساعدة الأندية وتطوير بيئة الملاعب.
إجابتك أعجبتني كثيرا..ولكن يبقى المقر والتجهيزات أمراً مهماً للعمل؟
-صحيح..لكن الأهم الذي تحرص عيه القيادة الرياضية بقيادة الأمير سلطان والأمير نواف هو العمل ومقرنا الحالي يكفي لذلك، لدينا موقع إلكتروني ونشاطات على أرض الميدان الجميع يشاهدها وعندما ننجز مهمتنا الأساسية سننظر للأمور الأقل أهمية.
بخصوص بيئة الملاعب..أين وصلتم في مشروع إنجاز إصدار التذاكر إلكترونيا؟
-وصلنا مرحلة متقدمة وقريبا سيتم تدشين المرحلة ومراحل أخرى سبق للأمير نواف بن فيصل الحديث عنها.
من فترة لأخرى يلمس المتابع دخول أفكار جديدة هدفها زيادة دخل الأندية من خلال البرامج التسويقية التي تقرها الهيئة ما الجديد في هذا المضمار وما هي المقترحات؟
-في عالم الاحتراف أصبح كل شيء معدا للاستثمار، وفي الاجتماع الأخير للهيئة ركز الأمير نواف بن فيصل على استغلال جميع المشاريع التي ترفع من استثمارات الأندية، لدينا الآن على سبيل المثال دراسة قائمة لتطوير وضع اللوحات باستخدام اللوحات الإلكترونية (LED) التي ستساهم في زيادة الدخل الإعلاني على الأندية لما بها من مميزات ترفع قيمة الإعلان كعامل الوقت المبرمج وبالتالي تكرار الإعلان.
كذلك نحن مهتمون بمنتجات الأندية، والجميع يلاحظ القفزات التي تتحقق، في السابق كان دخل الأندية من منتجاتها (صفرا) وبعد المشروع نحن نضمن لكل نادٍ 150 ألف ريال على الأقل، وبعض الأندية وصلت لـ700 ألف ريال سنويا والمعدل يرتفع، المهم من يبدأ.
لكن ماذا أعددتم للتصدي لقراصنة الرياضة؟
-بتوجيهات الأمير نواف في الاجتماعات المتواصلة أعددنا خطة مرحلية للتصدي لهذه المشكلة، في المرحلة القادمة ستتضاعف خطتنا مع دخول محامي الأندية لمتابعة الموضوع إلى جانب الجمارك واكتمال تسجيل الشعارات في وزارة التجارة.
هل تشعرون بتجاوب الأندية واهتمامه بهذا الشق الاستثماري؟
-في السابق واجهنا بعض المشاكل لكن ما لبث الوعي أن تغلب وبدأ الاهتمام، الجميع أصبح يلاحظ تعدد أطقم الفرق، وهذا هدفنا من المشروع (وعي - ثقافة - تسويق ناجح)، والذي أتمناه من الأندية أن تستغل جميع المناسبات مثلما يحدث في أوروبا، مثلا خلال صفقات اللاعبين في أوربا يتم تقديم اللاعب بقميص ناديه الجديد وهذه ثقافة انتقلت لملاعبنا لكن هناك يقدم برقمه واسمه الذي سيلعب به في النادي ويتم بيع ذلك القميص منذ اللحظة الأولى للتوقيع، أتمنى أن نشاهد أنديتنا تستثمر صفقات الشتاء ببيع القميص الذي يقدم به اللاعب المنتقل ويكون بنفس الرقم ومكتوب عليه اسم اللاعب، قد لا يتجاوز الدخل 10 آلاف في البداية لكنه سيتضاعف مع حجم الصفقات ويصل مبالغ جيدة، وبالمناسبة أرقام اللاعبين أصبحت ثابتة وغير قابلة للتغيير.
وماذا بعد؟
-هناك الكثير من الأفكار التي ستشاهدونها قريبا في منتجات الأندية، بعد مشروع «الغتر» الناجح، لدينا مشروع المياه بحيث تقدم بشعارات الأندية، وأجهزة حاسب ومشروبات، هذه أمور مهمة يجب الالتفات لها لأن الشريك الآخر وهي الشركات يهمها الربحية في الدوري السعودي وربحيتها وتواجدها من ربح الأندية.
إلى متى تبقى الهيئة هي الراسم لهذه المشاريع..أين دور الأندية؟
-الهيئة لن تستمر في هذا الدور، عندما نكمل رسم الخارطة سنكف أيدينا لتكمل الأندية المهمة، وذلك قد يكون بعد خمس سنوات في أبعد تقدير، ولا تصدق كم نفرح حينما يفتح النصر والهلال والاتحاد متاجر خاصة، ونتمنى أن نرى اليوم الذي تعمل جميع الأندية نفس الشيء.