الموت سنّة الله في خلقه وكأس لابد أن تذوقها كل نفس. قال البارئ جلّ شأنه: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}, لقد غيّب الموت المرأة الطيبة الصالحة نورة بنت إبراهيم الشيحة من أهالي مركز ملهم، وذلك لعشرة أيام خلون من شهر الله المحرم عن عمر يناهز الخامسة والثمانين عاماً، بعد مرض (عضال) لم يمهلها طويلاً، فقد قضت منها ثلاثاً وعشرين سنة تعمل مراسلة في مدرسة ملهم الابتدائية للبنات، تركت بها ذكراً حسناً وتعاملاً طيباً رسخت صوره في نفوس منسوبات المدرسة من طالبات ومعلمات ومسؤولات، عُرفت - رحمها الله - بالبشاشة وطلاقة المحيا والخلق الحسن، ودأبت على إدخال السرور على الصغار والكبار، فقد كان ديدنها ذلك الخلق العظيم الذي وصفه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بأنه من أحب الأعمال إلى الله كما جاء في الحديث الصحيح.
لقد حزن على رحيلها الصغار قبل الكبار وبكاها الأقارب والأباعد والمعارف والجيران، وقد اجتمع للصلاة على جثمانها خلق كثير اكتظت به جنبات جامع الحزم بمحافظة حريملاء .. فرحمك الله يا أمّ محمد وأعلى منزلتك في الجنة، وأنزل على أبنائك وبناتك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان .. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
عبد العزيز بن سليمان بن محمد الحسين