|
جدة - فهد المشهوري :
اختتمت أمس بجدة فعاليات الخطاب الثقافي السعودي الثالث حول القبلية، والمناطقية، والتصنيفات الفكرية وأثرها على الوحدة الوطنية، التي طرحت العديد من المحاور حول المجتمع السعودي الذي يُعدُّ من المجتمعات المتنوعة ومن مناطق مختلفة وتأثير الإرث القبلي في وحدة المجتمع وكيفية بناء وحدة وطنية لمنع تباين المفهوم والممارسة لدى كثير من الناس حول مفاهيم القبلية، والمناطقية، والتصنيفات الفكرية.
وتناول الخطاب الثقافي هذه الموضوعات من زوايا متعددة أبرزها: كيف يفهم الناس هذه المسائل؟ وما حقيقة كل منها؟ وما مدى تجذرها في المجتمع السعودي؟ وما أظهر تمثلاتها العملية في حياة الناس؟ ما أبرز آثارها على المجتمع في ظلال تحولاته الراهنة؟ ما المنهج السليم في الجمع بين الولاء الوطني، والوفاء الإيجابي للإقليم والعشيرة واستقلال الفكر؟ وكيف نستشرف مستقبل المجتمع السعودي في هذا الشأن بحضور نخبة من العلماء والمتخصصين والباحثين، تدارسوا من خلالها محاور اللقاء وقضاياه على مدى ثلاث جلسات.
وجاء البيان الختامي للمؤتمر بأن المملكة العربية السعودية تأسست على تحقيق الاندماج الاجتماعي للشعب السعودي في إطار الوطنية التي ترتكز على قيم الإسلام التي تجمع المواطنين والمواطنات باختلاف قبائلهم ومناطقهم، وهذا النهج الذي سار عليه موحد هذه البلاد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود -طيب الله ثراه- وسار عليه جميع أبنائه الملوك من بعده -رحمهم الله- وهو ما أكَّده خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- في زيارته للمناطق عندما قال: «أرى أنه لا يتناسب مع قواعد الشريعة السمحة ولا مع متطلبات الوحدة الوطنية أن يقوم البعض بجهل أو بسوء نية بتقسيم المواطنين إلى تصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان، فهذا علماني وهذا ليبرالي، وهذا منافق، وهذا إسلامي متطرف، وغيرها من التسميات، والحقيقة هي أن الجميع مخلصون -إن شاء الله- ولا نشك في عقيدة أحد أو وطنيته حتى يثبت بالدليل أن هناك ما يدعو للشك لا سمح الله» وقد ركزت الرؤى والأفكار التي توصل إليها المشاركون والمشاركات على أن المملكة العربية السعودية مكونة من مجتمع متنوع وقبائل متعددة، وهذا يمكن أن يكون عنصر قوة ودعم للوحدة الوطنية المبنية على أساس المواطنة في الحقوق والواجبات إذا أحسن توجيهه وتسديده، وبالمقابل يرى المشاركون والمشاركات أن تغليب الولاء للقبيلة أو المنطقة أو المذهب أو الفكر على حساب الولاء للوطن؛ المرتكز على الشريعة؛ مخالف للإسلام، ولنظام الحكم، وحقوق الإِنسان. ولأن المجتمع السعودي مجتمع متنوع ومتعدد، وهناك تفاوت في المفهوم والممارسة، فإنه يجب استثمار هذا التباين في تعزيز الوحدة الوطنية وخدمة التنمية بما يضمن بناء مستقبل وطني حضاري موحد. فالوطن السعودي قام وتوحد على أساس العقيدة الإسلامية من خلال أفراد بمختلف قبائلهم وتوجهاتهم. وتعزيز هذا المفهوم بين المواطنين مناط بشكل رئيس بوسائل الإعلام والجهات التربوية والتعليمية، التي يُعوّل عليها في تعزيز الوحدة الوطنية، ونشر وعي المواطنة، وتكريس مفهوم الوحدة والتلاحم الوطني بين قبائل ومناطق المملكة. وقد قدم المشاركون والمشاركات مجموعة من الأفكار والمقترحات والتوصيات.
وفي الختام فإن المشاركين والمشاركات يتقدمون بأسمى معاني الشكر والامتنان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، شفاه الله وعافاه وأعاده إلينا سالمًا، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود نائب خادم الحرمين الشريفين، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني ووزير الداخلية على الدعم والرعاية، كما يرفع المركز شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة، على الدعم والمساندة لعقد هذا اللقاء، وإلى وزير الثقافة والإعلام على الجهود الإعلامية لتغطية فعاليات اللقاء.