لمدن المملكة كافة في نفسي مكانة كبيرة، وتعظم هذه المكانة كلما سافرت بعيدا عن حدود الوطن، حيث أشعر بحنين جارف إليها، وأرى أني مسكون بحبها وعشقها، فهي المولد والنشأة والترعرع والسعادة، وهي أسمى معاني الولاء والانتماء والوفاء.

ومن مدن المملكة هناك أربع مدن تتربع في قلبي هي: مكة المكرمة زادها الله تشريفا وتعظيما، وطيبة الطيبة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، ثم مدينة حائل ومدينة جازان. وسأقصر حديثي هنا عن مدينة حائل، وسأتناول في قابل الأيام المدن الثلاث الأخرى.

إن حائل جامعة للسياحة والضيافة والكرم ونبل الأخلاق، أهلها مبدعون في احترام الضيف وتوقيره وخدمته بكل ما يملكون، يتميزون بالصدق في القول والإخلاص في العمل، يمتلكون جميع مقومات حب الآخرين.

ولهذا، كلما شعرت بضغوط العمل، توجهت إلى حائل ألتمس الراحة والصفاء، أبحث عن العلاقات الإنسانية الجميلة التي لا تزال قائمة هناك رغم تسارع وتيرة العصر وانكفاء الناس على لقمة العيش، أرى في وجوه الكثيرين وفي سلوكهم الشاعر الكبير حاتم الطائي، حيث عاشت في هذه المنطقة قبيلة طيء التي انحدر منها الطائي الذي يضرب به المثل في الجود الكرم، كما عاش فيها زيد الخير، والطرماح بن عدي، وعنترة بن شداد وغيرهم من الشعراء والأبطال والفرسان، وذكرها امرؤ القيس في أشعاره بعد أن لاذ بها إثر مقتل أبيه.

وحائل مقبلة حاليا على نهضة غير مسبوقة في شتى مناحي الحياة، خصوصا النواحي الصناعية، إذ بها مدينة صناعية غاية في التطور واستخدام التقنية الحديثة وستشع خيرا ونورا على سكانها وعلى بقية مدن المملكة، وقد أعد مطارها إعدادا جيدا ليكون محطة لنقل المنتجات الزراعية إلى داخل المملكة وخارجها، فضلا عن خط السكك الحديدية الجديد.

وأعتقد أن الجهود الجبارة التي يبذلها أميرها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز من شأنها القفز بهذه المدينة الواعدة إلى مصاف المدن الصناعية التجارية، حيث يذلل دوما أية عقبات تصادف رجال الأعمال والمستثمرين، كما يتبنى خطة طموحة للغاية للنهوض بهذه المنطقة ورقي مواطنيها.

ويولي سمو الأمير سعود أهمية غير محدودة لجعل حائل منطقة جذب سياحي بدعمه الأنشطة السياحية والترفيهية والفندقية، فمن يقوم بزيارة إلى حائل هذه الأيام سيلحظ تطورا في جميع المناحي وسيكتشف الفرق الكبير بينها الآن وبين ما كانت عليه قبل عدة سنوات.

إنني أدعو مواطني المملكة إلى زيارة حائل وجعلها محطة ومقصدا سياحيا لهم، ففي حائل المناخ الملائم والمرافق التي تناسب الجميع والأماكن السياحية المتميزة، وفوق ذلك كرم الضيافة وبشاشة الوجوه وحسن المقابلة.

تحية لحائل وأهلها وأميرها، وتحية لكل يد تبني مجد الوطن وترفع هاماته عالية خفاقة.

رئيس مجموعة الحكير للسياحة والتنمية -