-1 وزارة المياه

استنزاف للمياه وخطوة (المراعي)

هالني ما أعلنت عنه وزارة المياه في سياق حملتها التوعوية لترشيد استهلاك الماء.. هالني ما روته (بالأرقام) عن الكميات الكبيرة التي تستهلكها زراعة الأعلاف في بلد مثل بلدنا ليس فيها أنهار تجري أو أمطار تهمي!

تقول الأرقام: إن استهلاك (الخروف) خلال ستة أشهر فقط هو (250.000) لتر من الماء لسقيا العلف الذي يأكله، وأوضحت أن استيراد الأعلاف التي نحتاجها يوفر (5) بلايين وليس (ملايين) متر مكعب من المياه الجوفية غير المتجددة سنوياً.

من هنا أستغرب أنه لا زال زرع الأعلاف قائماً لدينا وبخاصة من الشركات رغم الكميات الضخمة من المياه التي تحتاج إليها.

ولقد سعدت بتجاوب شركة (المراعي) بقرارها استيراد الأعلاف بدلاً من زراعتها بحيث يتوازى الاستيراد تماماً مع تصدره من ألبان، كما جاء في الخطاب الذي نشرته (الجزيرة) والموجه من سمو رئيس مجلس إدارة المراعي إلى رئيس التحرير ويجيء هذا التفاعل استجابة عملية من أجل توفير المياه وعدم استنزافها في زراعة الأعلاف وجاء في الخطاب المنشور: (إن شركته استوردت خلال العام الأول 2009 أكثر من 60 في المائة من حاجتها من الأعلاف، وإنها في طريقها إلى رفع النسبة إلى 80 في المائة في نهاية العام الجاري 2010م ووعد رئيس مجلس إدارة شركة المراعي باستيراد جميع الاحتياجات من الأعلاف بنهاية العام المقبل 2011 على الرغم من التكاليف الباهظة لذلك).

بقي أن أدعو كافة الشركات الزراعية والمزارعين للاقتداء بخطوة الشركة الكبرى الرائدة (المراعي) من أجل توفير الماء لاستهلاكنا الشخصي في منازلنا واحتياجنا الحياتي.. وبغير ذلك أخشى أن نكون كما أجدادنا (قوماً رحلاً) نبحث عن الماء.

بالترشيد وحده سنوفر الماء به نحيا ويبقى المتوفر منه لأجيالنا القادمة.

-2 هيئة حقوق الإنسان

جهودنا ودورنا في معرفة حقوقنا

أتابع جهود وأعمال وحراك (هيئة حقوق الإنسان) التي تمتاز بالجدية والمتابعة الدقيقة لكل ما يتعلق بحقوق الإنسان، ولعل من توفيق الله لهذه الهيئة أن الذي تولاها وأدارها ووضع أسسها منذ بداية إنشائها صاحب الخلق الكريم والنزاهة المشهودة معالي الشيخ تركي بن خالد السديري، ثم جاء سلفه معالي د. بندر العيبان وهو على نهج سلفه حرصاً وعطاء، ومعه زملاؤه نائبه د. زيد الحسين ومنسوبو الهيئة، حيث تبذل الهيئة جهدها في منع انتهاك الحقوق ومساعدة من تنتهك حقوقهم من أجل استردادها.

لقد أسهمت الهيئة حسب إمكاناتهما في حل كثير من المشكلات والقضايا التي تم فيها انتهاك وسلب لحقوق الإنسان، وأمامها مشوار كبير لكثرة وتعدد وتشابك المشكلات فضلاً عن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، ولعدم إنصاف بعضهم لبعض و(لو أنصف الإنسان لاستراح القاضي) واستراحت هيئة حقوق الإنسان وغيرها ولكنها طبيعة الإنسان منذ عهد الحجر حتى وقت صعود القمر، وقد قال المتنبي قبل ألف سنة:

والظلم من شيم النفوس فإن تجدْ

ذا عفَّةٍ فلعلِّةٍ لا تظلم

يبقى دور الناس والوسائل الإعلامية في التفاعل مع حملة الهيئة الحقوقية لتنفيذ برنامج الهيئة المهم الذي يهدف إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان والتوعية تحت شعار موفق جميل (تذكر أن الحق يراك فاعط كل ذي حق حقه) أجل الله يرانا إذا ما ظلمنا أو سلبنا حقاً من حقوق الآخرين.. ويبقى أن يعرف الناس ما لهم وما عليهم وبدون معرفة الإنسان لحقوقه لا تستطيع الهيئة أن تساعد الإنسان في الوصول إلى حقوقه بل بدون معرفة الإنسان بذلك لا يمكن أن يصل المرء إلى حقه ولأضرب مثلاً بالمرأة المطلقة فكم تضيع حقوقها وتصبر على الظلم الذي يقع عليها وعلى أولادها بسبب عدم معرفتها بحق متعتها وحق الإنفاق عليها وعلى أولادها ومتى يحق لها حضانة فلذات كبدها وغيرها من الحقوق الثابتة لها شرعاً ونظاماً.

إنه مطلوب المزيد من نشر ثقافة الإنسان ونستشرف من الهيئة أن تسعى جهدها وعبر مشروعها في التعريف بحقوق الإنسان لتتصدى لهذا المشروع البالغ الأهمية الذي يرتكز عليه عملها لتحقق أهدافها في إيصال الحقوق ورفع الظلم عن المستضعفين من الناس رجالاً ونساءً وأطفالاً.

-3 تفسير الأحلام بين:

وزارة الشؤون الإسلامية وهيئة كبار العلماء

أكبرتُ اهتمام وزارة الشؤون الإسلامية - رغم عدم اختصاصها - بقضية (تفسير الأحلام) التي انتشرت كثيراً، وأضحت لدى بعض المفسرين تجارة وضحكاً على الذقون.. وأضحى لبعض التفسيرات لأضغاث الأحلام آثار اجتماعية سيئة وبخاصة على بعض النساء.

لقد بدأت وزارة الشؤون الإسلامية أولى خطواتها الموفقة في هذا السبيل حيث وجهت عدداً من المشايخ وطلاب العلم المتمكنين بإقامة دورات ودروس للتوعية بخطورة التوسع في تأويل الرؤى والأحلام، وسبق هذه الخطوة الأخرى قيام الوزارة بعقد اجتماعات سابقة حول هذا الشأن صاغت على ضوئها توصيات تهدف إلى تفسير الأحلام على ضوء مقاصد الشرع، واستنكار التوسع وركون بعض الناس إلى تفسير الأحلام وترك الأسباب.

وقد أوضح وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد د. توفيق السديري أن الوزارة رغم أن موضوع تفسير الأحلام ليس من مسؤولياتها فقد أولت الموضوع اهتمامها وبخاصة في الجانب التوعوي والإرشادي وتوظيف منابر المساجد في ذلك.

إنني بقدر ما أحيي الوزارة ممثلة بوزيرها معالي الشيخ صالح آل الشيخ وفضيلة وكيلها على مبادرتها الصائبة فإنني أدعو معها إلى عدم انسياق بعض الناس نحو تفسير الأحلام والأخذ بتوجيه الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال: (إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ بالله ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره).

بل جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الرؤيا تقع على ضوء تفسيرها: (إن الرؤيا تقع على ما تعبر ومثل ذلك مثل رجل رفع رجليه فهو ينتظر متى يضعها فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً).

وأخيراً: أدعو هيئة كبار العلماء إلى المبادرة بوضع ضوابط ومعايير على ضوء الشريعة تتعلق بتفسير الأحلام وتشمل مفسري الأحلام من ناحية تأهيلهم وقدرتهم وورعهم.