{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} «صدق الله العظيم»(سورة التوبة، الآية:71).
وجاء في تفسير الآية الكريمة في كتاب تفسر القرآن العظيم للإمام الجليل الحافظ أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي المتوفى سنة (774هـ) فقال: «إنها صفات المؤمنين المحدود، أي يتناحرون ويتعاضدون كما جاء في الصحيح: «المؤمن للمؤمنين كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضا وشبك بين أصابعه، وفي الصحيح: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى فيه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويطيعون الله ويحسنون إلى خلقه، ويطيعون الله ورسوله، أولئك سيرحمهم الله، أي سيرحم الله من اتصف بهذه الصفات ويعز من أطاعه فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين».
لقد جعل الله في هذه الأرض خلائق، أي قوما يخلف بعضهم بعضا قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل مكلفين بعمارة الأرض، وجعلها سكنه للمخلوقات البشرية التي خلقها الله وحده لا شريك له، ولم يكلفهم بتدمير الأرض ومن عليها، بل لقيام الأمن والاستقرار والسلام بين مخلوقاته ليعيش الجميع بكل راحة واطمئنان. وقال تعالى: {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} (سورة هود، الآية:61).
وكانت الشريعة الإسلامية أعظم تاريخ للحضارة في العالم، لأن الإسلام يفيض بالحب والنبل والإيمان والتضحية في سبيل شريعة الله، وكانت تاريخا علميا في الأدب والأخلاق، وفي السياسة والاقتصاد هدفها جعل البشرية أمة واحدة كما في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (سورة الحجرات، الآية:10).
(وفي تفسير هذه الآية: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} في الدين {فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} (واتقوا الله في الإصلاح). من كتاب قرة العين على تفسير الجلالين للقاضي محمد أحمد كنعان.
وفي قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}(سورة المائدة، الآية:3). إن هذه الآية كانت من أكبر نعم الله تعالى على أمة الإسلام ولخير المجتمع الإسلامي والعالمي قد جعل الله تعالى رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والرسل، فلا حلال إلا ما أحله الله ولا حرام إلا ما حرمه الله ولا دين إلا ما شرعه الله وكل شيء أخبر به فهو حق من عند الله وقال تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. وقال: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ}. كما قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (سورة الأنعام، الآيات: 115، 125، 153).
وتعني هذه الآيات: أي أصدق في الأخبار، وعدلا في الأوامر والنواهي، وأن الشريعة الإسلامية هي الدين الذي أحبه الله ورضيه للخلق وبعث به أفضل الرسل الكرام، وأنزل به أشرف كتبه.
وجاء في تفسير هذه الآية للإمام ابن كثير: «قال ابن عباس أن قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} وهو الإسلام». أي أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا، وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدا، وقد رضيه فلا يسخطه أبدا، وقال السدي أنزلت هذه الآية يوم عرفة ولم ينزل بعدها حلال ولا حرام وقد نزلت يوم الحج الأكبر.
وقال ابن جرير «مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد يوم عرفة بأحد وثمانين يوماً».
وقال رب العزة والجلال: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} (سورة الفتح، الآيتان: 1 و2).
لقد أمر الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم أثر تحميله رسالة السماء العمل على تهذيب العقيدة الإسلامية والنفس البشرية وليرشد الناس والمخلوقات الإنسانية أينما كانت إلى الإيمان بألوهية الله تعالى.
وتؤكد كتب التراث الإسلامي وضوح رسالة الإسلام وتبين أن رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام قد منح المرأة وأعطاها حقوقها الشرعية، لذلك وضع مشكلة المرأة في مقدمة مشكلات الإنسان التي عالجتها الشريعة بمنتهى الجرأة والحزم والإيمان باعتبار أن النساء شقائق الرجال وأن بعضهم من بعض.
إن الحديث عن المرأة في الشريعة الإسلامية ودورها في التنمية في المملكة العربية السعودية ورغبتها باللحاق بالرجل ومساواتها معه في الحقوق وأن تكون متساوية بين الجنسين بهدف أن تبلغ المرأة السعودية حقوقها الكاملة التي نصت عليها رسالة السماء، انه ينطلق من خلال المبادرات الجريئة التي تصدر عن ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وألبسه ثوب الصحة والعافية إن شاء الله تعالى. وليعود للوطن الذي رعاه بكامل طاقته وإصلاحاته ليتابع المسيرة السعودية من خلال الأفكار السديدة التي بدأها منذ أن تولى القيادة في المملكة عام 1426هـ (2005م). هذه المبادرات والتي لا تخرج عن باب الشريعة السماوية بحق النساء باعتبارهن يمثلن نصف المجتمع السعودي المؤمن برسالة الإسلام وبوطنه القوي الذي يحمل رسالة الشريعة السماوية السليمة ويحميها من كل انحراف لأنها قد سجلت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أصحابه رضي الله عنهم.
لقد كانت اللفتة الكريمة التي أعلنها ملك الإنسانية عن المرأة في اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك وبعد الوقفة الكبرى في عرفات لدى استقباله الأمراء والوزراء والمسؤولين في الدولة لتهنئته بهذه المناسبة الإسلامية والاطمئنان على صحته بعد العارض الصحي الذي ألم به. وكشف لهم خادم الحرمين بكل صراحة وشفافية هذا العارض المفاجئ قائلاً: «وعكتي إنزلاق، ويقولون عرق النساء... والنساء ما شفنا منهن إلا كل خير».
إن هذه اللفتة الإنسانية من خادم الحرمين الشريفين نحو المرأة إنما تحمل هدفا ساميا وآمالا نبيلة نحو المجتمع السعودي بكل أطيافه وبخاصة من المرأة وبالذات لأنها تنطلق من إرادة رسول الله وأمره إلى جموع المسلمين في يوم الحج الأكبر، وانطلاقة اجتماعية محببة، وتمثل وحدة متكاملة ما على الرجال من حقوق نحو النساء وما على النساء من حقوق نحو الرجال. إنها وحدة إلهية فرضها الله تعالى على الإنسان بنوعيه من نفس واحدة، كماجاء في قوله تعالى في مطلع سورة النساء» {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (1) سورة النساء.
وعندما يتعمق الإنسان بالرسالة الخاتمة لشرائع الله تعالى يجد بأن طبيعة رسالة الإسلام تمل بعثة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهي تمتاز بأنها عامة ودائمة.
لقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام قوة من قوى الخير في الإنسانية وهي تمثل مرحلة من مراحل التطور في الوجود الإنساني، فالرسالة السماوية تفتح الأعين والآذان، وتجلية البصائر والأذهان. لقد ترك الرسول الكريم لأمة الإسلام ولشعوب الكرة الأرضية تراثه الضخم المميز عن الرسالة الإلهية كما نصت عليه نصوص موثقة في كتاب القرآن العظيم وفي سيرة السنة النبوية.
--الدين الإسلامي دين حضاري مميز يريد للإنسانية الحق والخير والعدل والمساواة بين كل البشر، وهو يمنع التمييز العنصري بجميع أشكاله وممارساته وهو ما أكدته المملكة العربية السعودية من خلال انضمامها إلى اتفاقية القضاء على التمييز العنصري في شهر نوفمبر تشرين أول 1997م، في عهد خادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه.
وأمام هذه الصورة الواضحة لسياسة المملكة والتزامها في تطبيق تعاليم الإسلام لأنه دين ورحمة من خلال كل المبادئ السامية لشريعة الله الخالدة ومن خلال الرؤية التي التزم بها جلالة الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، لسياسته الثابتة للمملكة العربية السعودية فقد كانت الشعلة المضيئة أمام شعبه وأمام الشعوب العربية والإسلامية وقد جمع الملك عبدالعزيز حوله دعاة الحق وأنصار الفضيلة والكمال.
لقد أوجد المؤسس الأول لهذا الكيان السعودي الكبير من أنجاله الذين خلفوه لقيادة الدولة الحديثة ولديهم عقلية الدولة ليحافظ الجميع على دولة قوية في شبه الجزيرة العربية ومنذ طفولة أنجاله فرض عليهم منذ نشأتهم الالتزام بشريعة الإسلام باعتبار أن الجزيرة العربية هي مهبط الوحي الإلهي ونزول رسالات الخالق العظيم فيها. لذلك تمرس الجميع على يد والدهم العظيم ودرسوا مبادئ الشريعة الإسلامية على يد علماء أفاضل كبار في علوم الفقه الإسلامي ومعانيه الواسعة التي نصت عليها الشريعة الإسلامية في كتاب القرآن العظيم والسنة النبوية الصحيحة.
لقد وضع الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، للجزيرة العربية واقعا جغرافيا، وواقعا دينيا، مستمدا سلوكه من شرع الله تعالى، وقال: إن هذا الوطن المقدس يوجب علينا الاجتهاد فيما يصلح أحواله، وإننا جادون قدر الطاقة حتى تتم مقاصدنا في هذه الديار.
لذلك كانت أفعال الملوك الذين خلفوا والدهم العظيم وهم سعود وفيصل وخالد وفهد، طيب الله ثراهم، والآن الفارس العربي الأصيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله والذي يحمل لقب الإنسانية بحق، وعمل على النهوض بالمملكة وأصدر القوانين والأوامر الملكية التي تساعد على تأمين رفاهية المواطن السعودي من كل فئاته رجالا ونساء متقاعدين ورجال القوات المسلحة والحرس الوطني والجهاز الوظيفي والطلاب والطالبات في التعليم المرحلي والعالي والمبتعثين لخارج المملكة لإقامة العدالة الاجتماعية للجميع.
إن المملكة العربية السعودية جديرة بحمل المسؤولية وعليها واجبات في بناء المشروع الحضاري الإسلامي وحكم الشورى أساس هذا النظام الإسلامي والشريعة الإسلامية تحفظ الحقوق والدماء وتنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم ومسيرة الشورى تعد واحدة من الإنجازات المهمة التي اعتمدها المؤسس الأول للدولة السعودية، طيب الله ثراه، وبأن الإسلام والالتزام هو الأساس لكل تنظيمات الدولة. لذلك اكتسبت المملكة احترام دول العالم الخارجي وأصبح الوطن السعودي قلب العالم الإسلامي وهو ما قاله الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بمناسبة إجراء الحوار الوطني الفكري بين أبناء المملكة.
ويقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} (سورة آل عمران، الآية:103).
وقال الإمام الحافظ أبو جعفر الطبري بأن رسول الله قال: «كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض، وهو حبل الله المتين، وهو النور المبين، وهو الشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه، لذلك أمرهم بالجماعة ونهاهم عن التفرقة»، لذلك مبادئ الإسلام مثلى تحمل المحاسن العظمى.
وهذا ما يتطلب العمل على تنقية العقيدة الإسلامية من كل الشوائب لتعود إلى ينابيعها الأصيلة لتربية النشء الإسلامي تربية إسلامية سليمة كما أرادها الله تعالى لعباده الصالحين، وكما يتطلب الأمر الدخول من باب الدين الواسع الصحيح دون الدخول من باب الفلسفة التي تضر بالشريعة الإسلامية الصافية.
وتفتخر القيادات السعودية وتعتز بأنها متمسكة بعقيدتها الإسلامية وجعلت المملكة أن تكون القدوة في تنفيذ شريعة المسلمين ولم تترك خيرا إلا أبانته، ولم تر شرا إلا أبانته لأنها تريد الحق للجميع فالخطاب الإلهي «القرآن» هو نظام أخلاقي اجتماعي للإنسانية والقيادات السعودية المتعاقبة تتحمل المسؤولية لأنها جزء من المؤسس الأول لهذا الكيان الكبير.
وكان هذا الفتح المميز للجزيرة العربية هو اللبنة الأولى في قيام المملكة العربية السعودية على الشريعة، وتعود حدود هذا التأسيس إلى مئتين وستين عاما عندما تم اللقاء التاريخي بين الإمام محمد بن سعود والإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب، رحمهما الله، عام 1157هـ الموافق 1744م فقامت الدولة السعودية الأولى على أساس الالتزام بمبادئ العقيدة الإسلامية، ثم جاءت الدولة السعودية الثانية، وسارت على النهج والمبادئ ذاتها.
إن الأسرة السعودية الحاكمة قد خرجت من عمق هذا الشعب والملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، من عباد الله الذين أسبغ عليهم فضله فوفقه ليكون ناصراً لدينه وسنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، وكان سلاحه التقوى والسمعة الحسنة التي غرسها آباؤه خلال حكمهم وأورثها لأبنائه من بعده، وقامت على أساس إعلاء كلمة الله وحده وخدمة الإسلام وحفظ مقاصد الشريعة. وعندما بدأ الملك عبدالعزيز في بناء المشروع الحضاري لدولة قوية الأركان كان يضع نصب عينيه السير على نهج آيات كتاب الله تعالى والأئمة الأربعة رضوان الله عليهم. لذلك قامت دولة حديثة قوية في الجزيرة العربية على أسس الإسلام الصحيح وجعل جلالته القرآن الكريم دستور الدولة الوحيد.
وكانت عناية ملك الإنسانية بالشباب والمرأة في المملكة اهتماماً بثقافة الجيل الصاعد الذي سيشارك في أداء المسؤولية تجاه هذا الوطن وليكون عنصر المرأة عنصراً فعالاً في المجتمع وهو من حقها المشروع ويساعد على ترقية الجزيرة العربية والأخذ بأسباب التطور لجعل المملكة في مصاف البلاد الناهضة والاعتصام بحبل الله وبشريعة الإسلام.
وفي الحقيقة حققت خطوات ملك الإنسانية في العالم الخارجي ووضع المملكة في مصاف الدول الكبرى ومشاركتها في صناعة القرار العالمي، لذلك تعتبر المملكة حالياً الدولة العربية والإسلامية الوحيدة في مشاركة أمور العالم الدولي وقضاياه المصيرية بالنسبة للمال والاقتصاد والاستقرار والأمن في القارات الخمس.
لقد أكد خادم الحرمين الشريفين في مناسبات داخلية وعالمية بأن الإسلام هو المحبة والإنسانية بين شعوب العالم وكان صريحا في أقواله وفي أفعاله للغاية بهدف مصالح الإنسانية التي تقيم على الأرض.
فالمرأة السعودية حصلت على بعض حقوقها في كيان الدولة وتشارك في الأعمال التجارية والمالية وفي عضوية الغرف التجارية وفي الرعاية الصحية وتولت مناصب رفيعة في الطب والرعاية الاجتماعية وفي السلك الدبلوماسي وفي التربية والتعليم وفي الجامعات وقد أحدث خادم الحرمين الشريفين أول جامعة نسائية تحمل اسم الأميرة نورة بنت عبدالرحمن وتم تعيين نائبة لوزير التربية والتعليم لتساهم في المسؤوليات الثقافية للمجتمع، والحبل على الجرار لتوسيع هذه المشاركة التنموية العادلة لحقوق المرأة كما تنص عليها شريعة السماء.
وقال الله تعالى {قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(سورة المائدة، الآية: 119).
وإلى الحلقة الأخيرة للحديث عن المرأة في الشريعة الإسلامية ومقارنتها مع المرأة في عهد الجاهلية والمشركين والديانة اليهودية.