استقالة مانويل جوزيه تؤكّد أن سطوة لاعبي الاتحاد وكلمتهم في الفريق هي الأقوى، وهذا مؤشر خطير يؤدي إلى الفوضى وإلى ضرب كل القيم والمبادئ الإدارية والتدريبية عرض الحائط إذا ما تعارضت مع مصالح ورغبات وأهواء وأمزجة اللاعبين.
لم يشارك اللاعب محمد نور في المباريات الأولى للفريق الاتحادي في الدوري وكان الفريق حينها يحقق انتصارات وبأداء فني مميز، ولكن بعد مشاركته انقلب حال الفريق وتأزم وضعه وحوصر المدرب مانويل جوزيه في منطقة صعبة للغاية لم يتخلص منها إلا بالاستقالة.
لم يكن هناك ما يوحي بأن الأمور تسير نحو فك الارتباط بين النصر ومدربه زينجا الذي كان يؤدي عملاً مميزاً واستطاع الارتقاء بمستوى الفريق إلى الحد الأعلى الممكن. وإذا كان طموح النصراويين يفوق واقعهم فهو طموح يتعدى الإمكانيات.
أكثر ما يحسب للإدارة الشبابية بقيادة خالد البلطان أنها تعمل وفق رؤية واضحة وبخطى واثقة ولا تجعل للعشوائية أو للصدف مجالاً للظهور على سطح العمل الذي تقوم به. وهذا ما يجعل الأداء الإداري في النادي منتظماً ومنجزاته واضحة ومستمرة.
في تصريح صحفي لصحافة بلاده قال الروماني اوفيدو بيتري لاعب النصر إنه بحاجة إلى هذه الإجازة القصيرة في بلاده ليرتاح من الحياة الصعبة والأجواء الحارة ونوعية الطعام السيئة في السعودية وهي أمور يقول إنه طالما اشتكى منها.. بيتري قال للصحفي الذي كان يجري معه المقابلة: من الصعب أن تتعامل مع العرب..! الذين قرءوا ما قاله هذا اللاعب تذكّروا ابن جلدته ميريل رادوي الذي يبلي مع الهلال بلاءً حسناً منذ ثلاثة مواسم واعتذر عن مواصلة اللعب مع منتخب بلاده من أجل الهلال مفضلاً العيش في السعودية والاستمرار لاعباً في صفوف الزعيم. ويبدو أن رد فعل كل لاعب منهما قد عبّر عن بيئة النادي التي يعيش فيها.
فترة التوقف الحالية للدوري والتي تتجاوز الأربعين يوماً سوف تتيح لفرق النصر والشباب والاتحاد والوحدة التعاقد مع مدربين جدد دون أن يتأثروا فنياً من هذه التغييرات ودون الحاجة أو الاضطرار إلى التعاقد مع مدربين سبق لهم التدريب في المملكة.