فاصلة:
«الفهم: التفكير، وإدراك الأشياء على حقيقتها»
(حكمة عربية)
سألت نفسي -وأنا أطالع صور إحدى محاضرات النادي السعودي بمانشستر والتي ينظمها النادي للمبتعثين السعوديين وعادة ما تكون محاضرات تطويرية وتوعوية- هل هؤلاء الشباب هم ذاتهم الشباب السعودي الذي نراهم في بلادنا، أم أنهم في بريطانيا يختلفون ويلبسون قيماً مختلفة يخلعونها حالما يصلون السعودية.
أقول ذلك لأن التي تلقي المحاضرة أو الدورة التدريبية امرأة والحضور كان من الجنسين!
هذه المرأة السعودية التي يستمعون إليها استماع التلميذ إلى أستاذه أليست نفسها المرأة في بلادنا فلماذا يحترمون قدراتها في الخارج وينتقصون من قدرها في السعودية!!
لماذا لا يخجل الشاب السعودي أن يستمع باحترام وتقدير إلى المرأة السعودية خارج بلده بينما في بلده لا يقبل أن تعمل العمل الشريف لمجرد أنها تختلط مع الرجال.
وكأن الاختلاط الذي هو محرم وفق قناعات البعض حلال في بلاد أخرى، والنساء السعوديات موجودات في كل مكان في المعاهد والجامعات والمؤسسات التجارية في الخارج فإذا عدن إلى بلادهن وجدن الأنظمة ما زالت حائرة في اعتبار المرأة كائن مستقّل من حقه وفق الدين التعليم والعمل والعيش بكرامة.
العلاقة بين الجنسين في مجتمعنا هي إشكالية تعاني منها المرأة والرجل على حد سواء وتتجلى هذه الإشكالية حينما يجد الشاب والشابة أنهما في مجتمع منفتح ثقافته لا تضع حواجز بين الجنسين ومن هنا يبرز تناقضنا فتجد الشاب السعودي يستطيع أن يتعامل مع أي فتاة من أي جنسية في العالم لكنه يتحاشى التعامل مع بنت بلده كما أن الشابة تفعل نفس الشيء فلا تتحدث مع الشباب السعودي ولا تتعامل معه بينما لا تجد حرجاً في التعامل مع أي رجل من أي جنسية أخرى، حتى إن بعض الطالبات لا تضع النقاب إلا في المكان الذي يوجد به شباب سعوديون وكأنها تحجب وجهها من السعوديين تحديداً وليس من الرجال وفق قناعتها في ارتداء النقاب.
هذه ظاهرة موجودة ونعاني منها وإن كان التعميم غير مقبول فهناك أسر استطاعت أن تعلم أطفالها عدم التوجس في التعامل مع الجنس الآخر واعتباره إنساناً قبل أي اعتبار آخر.