خاض لاعبو الهلال لقاء الحزم وفي مخيلتهم أنّ التحكيم هو مبرر تعادلهم أمام التعاون، فكاد الفريق الأزرق أن يخسر مجدداً بالتعادل، وأن يعلن عن خروجه مبكراً من قائمة المنافسة على بطولة الدوري, مثله فعل الاتفاق الذي قلب تألقه أمام الاتحاد إلى سقوط شنيع وخسارة مذلة من الأهلي، دون أن يستفيد من نقص الأخير منذ منتصف الشوط الأول، نتيجة تعبئته بما قيل عن حكم مباراة الاتحاد عباس إبراهيم، أما النصر فتفرّغ لاعبوه لمناقشة الحكم العمري والاعتراض على قراراته رغم ضربة الجزاء المعادة وطرد حارس الفتح، ليفقد الفريق الأصفر الصدارة ويعود إلى ذات الأجواء المحبطة, في المقابل تخلّص الأهلاويون هذه المرة من استخدام نظرية المؤامرة التحكيمية، لذلك لم يمنعهم النقص العددي وأخطاء الدولي خليل جلال من الفوز بخماسية مبهرة طال انتظارها, ومن تقديم مستوى عجز عنه في الكثير من المباريات لم يكن التحكيم من أسباب إخفاقه فيها كما تم ترسيخه والترويج له, كذلك فعل الفتح عندما لم يتأثر بطرد حارسه شريفي وبقرار إعادة ضربة الجزاء، واستطاع تعديل النتيجة وكان الأفضل والأقرب والأجدر من النصر المكتمل للفوز في المباراة..
حدث هذا في الأسبوع الأخير وفي ثلاث مباريات كانت كافية لإيضاح أنه على الرغم مما يقال موسمياً، بل وأسبوعياً وبعد كل مباراة عن التحكيم، إلاّ أنه في مباريات وبطولات عديدة ومواقف معروفة محلياً ودولياً، لم يكن وحده سبب الفشل مثلما أنه لم يكن سر النجاح, وبالتالي فإنّ أي مسئول فريق أو منتخب يجعل التحكيم شماعة لتبرير إخفاقه، هو بالتأكيد يورّط نفسه ويلحق الضرر بفريقه ويعطل إمكاناته ويقتل طموحاته، ويكون أسيراً لوهم يمنعه من اكتشاف عيوبه وتصحيح أخطائه ..
من السهل جداً أن يتهم أو يشتم الإداري الحكم، لكن من المستحيل وأحياناً من العيب ومن غير اللائق، أن يقول أي شيء عن كوارث مدربه، أو أن يتحدث تلميحاً أو تصريحاً عن تهور أحد لاعبيه, ولتتأكدوا من ذلك انظروا ماذا قالت إدارة الاتحاد عن الحكم المتميّز فهد العريني، في الوقت الذي لم يصدر منها شيء تلوم فيه المدرب جوزيه على أخطائه الفادحة أثناء المباراة، ولا المولد أو زايد أو زاييه على تجاوزاتهم البشعة ضد الحكم وبعض لاعبي الفيصلي, ولم تكتف بذلك، بل دافعت عنهم وباركت تصرفاتهم..؟!
ما لها إلاّ منصور
جاءت مباراة الفيصلي الأخيرة لتكشف بالصوت والصورة والبطاقات الحمراء والصفراء وبالتخبطات الفنية والإدارية والعناصرية، حقيقة ما وصل إليه نادي الاتحاد من فوضى في كل شيء، جعلته يعيش وسط أجواء مشحونة متوترة يصعب احتواؤها على المدى القصير، في ظل استمرار وتنامي الانقسامات الشرفية والحروب الخفية والمعلنة بين أطراف عديدة ومؤثرة وتحديداً على الصعيد الإعلامي..
نادي الاتحاد بشعبيته وعراقته ونجومه وقوة تأثيره وانعكاس ما يدور فيه سلباً أو إيجاباً على الكرة السعودية بوجه عام، نريده أن يعود كما كان مثيراً قوياً قادراً على إحراز كل البطولات المحلية والقارية, وداعماً سخياً لمنتخبات الوطن وشريكاً رئيساً ومهماً في صنع إنجازاته, وهذا لن يتحقق بالأماني والأحلام أو بمواقف عابرة أو بمهدئات ومسكّنات سريعة الزوال، وإنما بقرارات مفصلية يتخلّص فيها الاتحاديون من لغة العناد والمكابرة وتصفية الحسابات، التي لن يتضرر منها أحد غير الاتحاد النادي والكيان والجماهير والحاضر والمستقبل..
الآن وبحسب ما يجري وما هو متوقع أن يكون، ليس أمام الاتحاديين حل سوى الاستعانة بخبرات الرئيس الذهبي وعضو الشرف المؤثر قولاً وفعلاً منصور البلوي, هذا الذي وإنْ كنا اختلفنا معه فيما مضى حول بعض المواقف، إلاّ أنه يبقى المطلوب والمحبوب والمنقذ في نظر الغالبية العظمى من محبي وجماهير العميد, هكذا يقول الواقع وأثبتته الأيام والوقائع والأحداث, وهو كذلك بشخصيته وهيبته وقوة انتمائه ونفوذه، المؤهّل أكثر من غيره لفك طلاسم الاتحاد الصعبة والغامضة وعلاج أمراضه المزمنة ومشكلاته المعقّدة.
نهاية الأذية
بقدر ما تعاطفت وأشفقت كثيراً على الزميل عدنان جستنية، وهو يكاد ينفجر بكاءً ويتحدث بحرقة مدافعاً عن نفسه أثناء تعليقه في برنامج «كورة خليجية»، على ما أثير عن موقفه تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة خلال زيارتهم لنادي الاتحاد, إلاّ أنني في الوقت ذاته، وجدت أنه من الضروري التقاط هذا المشهد وتذكير نفسي وعدنان وكل من ينتمي للسلطة الرابعة، بأنّ كثيراً من الأبرياء تذوّقوا من مرارة الغبن والقهر والظلم والألم أضعاف ما شعر به عدنان, كانوا خلالها ضحايا أطروحات صحافية نالت منهم، واتهامات باطلة وأنباء مغلوطة لطّخت سمعتهم دون وجه حق، ولمجرّد الإساءة لهم وتشويه صورتهم..
كثيرون في المطبوعات والقنوات ممن اختاروا طريق الإيذاء والتجنّي، وسمحوا لأنفسهم بالعبث والتلاعب بحقوق ومشاعر وأحاسيس البشر، عليهم أن يدركوا أن الظلم ظلمات، وأنّ الخالق سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل..
- يبهرك الأمير نواف بن فيصل بآرائه الصريحة وثقافته العالية ولغته الراقية وبنظرته المتفائلة لمستقبل الكرة السعودية..
- بقيادة رئيسه الخلوق والرزين فهد المدلج، ها هو الفيصلي يتألّق ويتفوّق ويقدم نفسه كفريق كبير جدير بإعجاب واحترام الجميع..
- عودة الأهلي للانتصارات والإبداع والإمتاع والأهداف أسعدت المحايدين قبل الأهلاويين، وأنصفت جهد وعطاء وتعب إدارة الأمير فهد بن خالد..
- لن يخرج الطائي من أزمته إلاّ بتكاتف أبنائه ودعم ووقوف الجميع بمختلف مواقفهم وقناعاتهم مع الرئيس المخلص الباذل خالد الباتع.
- للذين قالوا إنّ الحكم العريني هو من تسبب بتوتر لاعبي الاتحاد .. نذكّرهم بأنّ الحكم نفسه هو من احتسب ضربتي جزاء وطرد المدافع المرشدي في مباراة الهلال أمام الرائد، ومع هذا لم يعترض أو يخرج لاعبو الهلال عن طورهم، وإنما أحرزوا بعدها 4 أهداف متتالية.
- إذا لم تتخذ لجنة الانضباط قرارات رادعة ضد من ارتكبوا في الأسبوع الأخير حماقة الإيذاء والاعتداء، فبالتأكيد سنكون على موعد في قادم المواجهات مع ما هو أسوأ وأقسى.