منذ زمن قريب كان هناك من ذوي المال «المنساب» من يملك منزلاً لا نعرف ما يخفي خلف بوابته من حدائق؛ لأن منزله العامر تحف به النخيل من كل جانب, التعليق ليس هنا فقد حاولت كمواطن محترم وجيد وأباري الساس ان ازرع قليلا من العشب والأشجار والورود والزهور لكن ذلك لم يفلح، وليس هناك أي جدوى غير مجموعة من أشجار السدر التي أهداني إياها المهندس ناصر القصبي قبل أن يترك الزراعة، وأعتقد أن هذا التقاعد الذي أعطته الدولة وهو رجل كريم فمنحه لي جزاه الله كل خير، وهي عبارة عن ثلاث أشجار لكن صاحب المنزل الذي ذكرته تنمو أمام بيته الورود والزهور وأشجار الزينة وذلك العشب الذي عجزت أنا وسيدة البيت وعوالها من صبيان وبنات أن نكون بهذه المقدرة على الرغم من أن الماء هو الماء والشجر هو الشجر والعشب هو العشب.
قررت أنا وأصدقائي عدم الخوض في هذا الموضوع لأن الرجل صاحب المال المنساب يستطيع أن يصرف الكثير على داخل المنطقة وداخل بيته، وأن ذلك الذي أمام منزله ليس إلا عنوانا لما في الداخل, صمتنا زمنا ولم نجد لذلك اسما ولم نجد سوى أن الله يرزقه ويزيده.
لكن بعد فترة من الزمن جاء مصطلح «المنطقة الخضراء» مصطلح نشأ في العراق لن أقول عراق الرشيد ولا عراق المتنبي ولا عراق السياب ولا عراق الجواهري ولا.. ولا.. سوف أعجز عن السرد.. لأحبتي من العراق.
لكن هذه المنطقة الخضراء هي لأصحاب السلطة والسطوة أما باقي العراق فهو للفقر والقتل والدمار, يصيبنا الحزن على أن يصيب المنطقة الخضراء قصف أو قتل أو رصاصة عشوائية تكدر صفو المنطقة الخضراء, حيث المنطقة الخضراء هي التي تضم من يفكر بمستقبل الوطن, والمنطقة الخضراء هي التي تسعد المسؤول لكي يمنح هذا الوطن العزة والمجد، هذه المنطقة الخضراء هي التي يصدر عنها القرار تلو القرار لإصلاح هذه الصحراء , لإنبات المنازل والدور والعمائر، هذه المنطقة الخضراء التي تفتح المباني المدرسية ثم تضخ فيها الأبناء والبنات لكنها تعجز عن حماية الجميع وربما تعجز عن توظيف الجميع، سوف يتجه هذا المخرج التعليمي إلى مكانين إما التطرف أو المخدرات, لأن المنطقة الخضراء يصل إليها كل شيء وأن خطط المناطق الأخرى ستكون على درجة (الخضراء) وسوف يتم ذلك لكن ذلك لا يمكن أن يكون ضمن يوم وليلة.. لكن سوف يكون عبر خطط خمسية أو عشرية لكي يكون الوطن كله بلونه الأخضر شماله وجنوبه وغربه وشرقه.
أتحدث يا سادتي عن المنطقة الخضراء في العراق الشقيق وسلامتكم.